هجرة متصاعدة للمدنيين في سوريا بعد انهيار غير مسبوق للعملة

اعداد رزان الحاج

2023.05.13 - 06:31
Facebook Share
طباعة

 شهدت المحافظات السورية التي تقع تحت سيطرة الحكومة وقوات قسد في الفترات الأخيرة أزمة خانقة متصاعدة أحاطت بالمواطنين من كل جانب، فالأوضاع المعيشية التي سببتها الحرب على مدى 12 عامًا أصبحت لا تُطاق.

وهبطت الليرة السورية لمستويات خطيرة مقابل الدولار الأمريكي والقطع الأجنبي، فضلا عن أزمة المحروقات التي عصفت بالبلاد وشلّت حركة المواطنين من بيع وشراء، مما دفع المواطنون للهجرة خارج البلاد.
وتستمر هجرة المواطنين بشكل كبير لمن استطاع إليها سبيلاً إلى مصر أو الإمارات أو تركيا أو دول أوروبية في ظل الوضع المعيشي المتردي ومنها الأهم والأخطر على البلاد وهو هجرة العقول، فيفرّ بعضهم بمقدراته ومواهبه خارج البلاد ليلقى الإهتمام والرعاية التي كان محروما منها في بلاده.
الهروب شكّل نوعاً آخر من زعزعة البنية التحتية والتي لا تتعلق بالبناء والخدمات المادية فقط بل باليد العاملة التي ستنهض بهذه البنى حال وجود المال اللازم لإعادة الإعمار، أو من خلال الابتكارات والحلول التي ربما يفكرون فيها للنهوض بمناطقهم.
قدّر العديد من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني ودراسات خاصة، حجم الخسائر السورية من هجرة العقول، توازياً مع حجم المنفعة التي ستعود على البلدان المضيفة، وبيّنت المعلومات أن هجرة الأدمغة طالت جميع الشرائح، وعلى رأسها أصحاب الشهادات الثانوية والجامعية بالإضافة لليد العاملة في مجال الحرف.
ومن بين هذه المعلومات، ما يتعلق بالشأن الصحي حيث أن هذا القطاع تضرر كثيرا بفعل الحرب، وطلَب الدول الغربية وعلى رأسها ألمانيا للطلاب السوريين، ومن أصحاب الاختصاص.
قد يختلف الكثير من الأشخاص حول فكرة أن الغربة مولّدة للإبداع، فمنهم من يقول إن الحاجة لتحصيل المال وإعالة الأسرة أو متابعة الدراسة، ستؤدي للإبداع، فيما يرى طرف آخر أن الإبداع في سوريا موجود عندما يكون له مقابل، لكن مع فقدان المال فإن الشغف يتراجع وتضعف العزيمة فيتوقف الإنجاز وتغدو حياة الشخص روتينية بأعمال اعتيادية ليس إلا.
وتشهد الأسواق السورية جموداً وترقباً، بعد الهلع الذي سيطر على السوريين في الأيام الاخيرة، إثر تهاوي سعر العملة وارتفاع أسعار المنتجات والسلع، وسط تفلّت الأسواق من أي رقابة أو ضابط.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7