تشير مصادر سياسية الى ان نشر السفارة الاميركية لصور تُظهر المراحل التي وصلت اليها عمليات بناء المبنى الجديد للسفارة في عوكر، ليس من باب الصدفة او لمجرد الدعاية، فالغاية من نشر الصور بحسب المصادر تجديد التأكيد على ان واشنطن حاضرة في لبنان بقوة، وان سياستها الدبلوماسية وأجندتها لم تتوقف في لبنان، وان محركاتها ستعود الى العمل في كافة الملفات بعد انتهاء فترة السماح التي منحتها لفرنسا لحث اللبنانيين على ايجاد مرشح توافقي ينهي الشغور الرئاسي.
و التبدل الذي طرأ على موقف السعودية تجاه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والليونة التي ابدتها بعدم ممانعتها وصوله الى كرسي الرئاسة، لا يعني انها دفعت واشنطن الى التحرك مجدداً للتخريب على اي اتفاق قد يحصل بالسير بمبادرة فرنسا الرئاسية وانما برأي مستشار للرئيس نبيه بري في الامر قطبة سعودية مخفية تشاغب على الاميركيين لكن لا يمكن الوثوق بثبات سعودي نظرا الى ان بن سلمان اصبح يستقبل بشكل دوري مستشار الامن القومي الاميركي جايك سوليفان لا كممثل عن ادارة بايدن فقط بل كشخصية فاعلة في الدولة العميقة التي لا يتبدل اشخاصها مع تبدل الرؤساء.
وانطلاقا من هذا التشكيك ترى المصادر ان البيان الأميركي حول لبنان الذي أصدرته وزارة الخارجية الاميركية الاسبوع الماضي لم تكن مهمته فقط توجيه رسالة قوية الى المؤمنين بأن المبادرة الفرنسية حيال الملف الرئاسي اللبناني جدية ومستقلة ، بل هو كان يحمل اشارة تُنبئ بالبدء باعتماد حركة ديبلوماسية أميركية جديدة في لبنان بعدما لم تنفع الضغوط الفرنسية في نيل التنازلات التي تريدها واشنطن من خصومها اللبنانيين.
وهذا يعني بحسب المصدر انه في الايام المقبلة ستشهد الساحة اللبنانية شد حبال بين الافرقاء داخلياً و خارجياً، خصوصا وان الادارة الاميركية تدرك جيداً ان الثنائي الشيعي لن يقبل باي شكل من الاشكال بوصول رئيس للجمهورية يطعن المقاومة في ظهرها، ما يعني ان نصاب جلسة الانتخاب سيبقى معلقاً في الاسابيع القليلة على الاقل.