" الأجبان والألبان" مهددين بالاختفاء من الأسواق المصرية
أصبحت صناعة الألبان والجبن في مصر في أزمة حقيقية بسبب نقص المستلزمات، وهو ما يهدد مستقبل هذه المنتجات في السوق المصري.
وكان رئيس مجلس إدارة شركة عبور لاند محمد حامد، قد أعلن عن توقف الإنتاج في الشركة لمدة سبع أيام من الثلاثاء الماضي حتى صباح اليوم الأربعاء، بسبب نقص بعض المستلزمات مثل الحليب والزيت والزبدة والحليب المجفف.
وبيّن حامد في تصريحات صحفية أن كميات الألبان المنتجة في مصر لا تكفي مصانع الجبن، بالتالي لا بد من الاعتماد على بعض المكونات الأخرى أهمها الزيوت، ومعظمها مستورد بنسبة 98%.
من جانبه كشف رئيس شعبة الألبان في الغرفة التجارية عبد المنعم قتيلو، أن صناعة الألبان في" كارثة كبرى" بسبب نقص بعض المستلزمات. وأضاف أن ما يحدث حاليًا هو إفرازات طبيعية لقرارات البنك المركزي في فبراير/ شباط الماضي، موضحًا أن الكارثة لا تتوقف عند نقص خامات الإنتاج وإنما تمتد لمستلزمات التعبئة والتغليف وهي من ضمن مستلزمات الصناعة.
وقال قتيلو إن "عبور لاند ما هي إلا بداية مأساة والصناعة تنحدر يومًا بعد آخر، وما يجري حاليًا عبث في اقتصاد مصر، لأن التجار يدفعون في الموانئ الأجنبية غرامات تأخير تصل إلى 30 مليون دولار يوميًا بسبب وجود الخامات على أراضيها، وهذه الأموال لا تدخل خزينة مصر".
وأضاف "ما يحدث من علاج لهذه المشكلات مجرد مسكنات ليس أكثر، ونحن بحاجة إلى مجموعة وزارية اقتصادية تشمل رجال الصناعة والفكر الاقتصادي لإيجاد حلول لهذه الأزمات المتتالية".
وكانت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي قد قررت في فبراير/شباط الماضي الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند مستوى 8.25% و9.25% و8.75% على الترتيب. وكذلك الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند مستوى 8.75%.
وقبل ايام قليلة، شدد منتجو الأجبان، على ضرورة التوجه نحو توطين مستلزمات الإنتاج محلياً، مؤكدين ضرورة التوسع فى تربية الماشية المُدِرة للألبان، وتهجين السلالات المصرية الجيدة بسلالات أوروبية، وتوفير أكبر كم يلبي احتياجات الصناعة لخدمة السوقين المحلي والتصديري.
وقال إسلام داود، مدير مصنع الوراق للأجبان، إنَّ أبرز الخامات التي يعاني السوق حالياً من نقصها هي بدائل الزبدة ومنها البروتينات، والحليب البودرة، ولم تعد مشكلة السوق فى ارتفاع سعر الخامات بشكل متزايد وسريع.
وأضاف أن المصانع متفهمة التغيرات الاقتصادية العالمية وتأثيرها على خامات صناعة الأجبان، ولكن السوق يواجه حالياً أزمة تتمثل فى عدم توافر الخامات حتى مع ارتفاع سعرها.
وأوضح أن بعض المستوردين يُحجمون عن بيع الكميات المخزنة لديهم في الوقت الحالي؛ لأنهم غير قادرين على تدبير خامات؛ بسبب العراقيل التي تواجه الاستيراد، وهو ما وضع صناعة الأجبان فى مشكلة نقص الخامات.
وأشار «داود»، إلى أن الطلب على الألبان مرتفع بشكل يومي، وتحتاج لسرعة فى الحصول على الخامات تتناسب مع حركة البيع المتسارعة.
وشدد على ضرورة تشجيع الاستثمارات فى مستلزمات إنتاج الأجبان؛ لأنها تعتبر منتجاً استراتيجياً، والطلب عليه مرتفع للغاية، ويجب تأمين احتياجات تلك الصناعة محلياً بالكامل.
وتأتي أزمة الجبن والألبان في ظل أزمة اقتصادية تعاني منها مصر، نتيجة التضخم الكبيرة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، إضافة إلى الانخفاض التاريخي في قيمة الجنيه أمام الدولار، بعد قرار البنك المركزي تعويم العملة المصرية، من أجل الحصول على قرض بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي.
