وفاة الروائي السوري قمر الزمان علوش

اعداد رزان الحاج

2022.10.10 - 08:02
Facebook Share
طباعة

 توفي اليوم الأديب والكاتب السوري الكبير قمر الزمان علوش عن عمر ناهز 74 عامًا بعد معاناة مع المرض .

الراحل من مواليد مدينة جبلة عام 1948، عمل في الصحافة السورية منذ عام 1974، ثم انتقل إلى الكتابة الدرامية في التلفزيون، فقام بكتابة العديد من المسلسلات الهامة أبرزها: “نزار قباني، هوى بحري، طيور الشوك، كليوباترا..” كما حول عدة روايات عالمية إلى أعمال فنية، منها “بيت الأرواح” و “البؤساء”.

في 16 من آذار 2021، عُرض آخر أعمال الكاتب قمر الزمان علوش، وهو فيلم “أنت جريح”، في دار “الأسد للثقافة والفنون”، وهو من إنتاج وزارة الإعلام السورية و”الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون”، وإخراج ناجي طعمة.

عُرض الفيلم لأول مرة ضمن احتفال نظمته وزارة الإعلام السورية، حول “قصص واقعية وإنسانية في زمن الحرب الإرهابية على سوريا، عبر خطين أساسيين هما تضحيات بواسل الجيش العربي السوري ودفاعهم عن الأرض، والحالات الإنسانية لأسرهم وذويهم”، بحسب الوزارة.

وعقب العرض الأول للفيلم، قال الكاتب قمر الزمان علوش، في لقاء تلفزيوني مع قناة “الإخبارية السورية” نهاية آذار 2021، إنه كتب الفيلم من أجل “تقديم تحية لعناصر الجيش في عيدهم”، مضيفًا أنه “استخدم كل ما يملكه من أسلوب وعاطفة وحب للبلد وحب للجنود في محاولة لشحن طاقة هذا الفيلم”.

وفي معرض حديثه عن الثورة السورية، قال علوش، إنه يسمي ما جرى في سوريا بـ”صراع حضارة مع الهمجية”، مضيفًا أن “المعارضة حصلت على دعم وتمويل خارجي للقيام بذلك”.

خلال الأشهر الأخيرة، اعتبر البعض أن ما يكتبه علوش عبر صفحته الشخصية في “فيس بوك”، يدل على “انقلابه على النظام الذي دافع عنه بشراسة لسنوات”، إذ تضمنت منشوراته انتقادات عديدة للحكومة والفساد. وفي آب الماضي، انتقد واقع سوريا خلال سنوات الحرب وإعادة الإعمار.

وكان الكاتب الراحل قد تعرض لوعكة صحية شديدة، اقترب من الموت بسببها قبل أيام حيث كتب منشوراً عن تلك التجربة قال فيه:

راجعٌ من صوب الموت حقاً . أقولها وأنا أحس ببعض الغرابة .

كيف بدأت الرحلة لا أذكر ولا أعرف ماذا كان ينتظرني هناك . في بداية الرحلة عادة ونحن في كامل الوعي لا نعرف الفرق بين المصادفة والقدر لن نعرف ذلك إلا بعد نهاية الرحلة .. فكيف نعرف او نتحسس إذاّ بداية الموت وهي الأغرب والأشد غموضاّ عند حدوثها ؟

من خلال تجربتي الصغيرة او إن شئتم هلوساتي اللاهية أظن ان نهاية الرحلة كلها كانت كما السقوط في العدم السحيق الذي لا عودة منه . لجة من العماء بلا بداية ولا نهاية نتطاير فيها بحثا عن نور قادم .

لكنه العدم اللذيذ الذي لايخيف .. لا تخافوا . ولكن هل هو مبرمج ؟ أظن نعم .

يقولون عدت من الموت !! وانا أعتقد أنني ربما لم أمت بما فيه الكفاية لأعتبر في عداد الموتى .. فهل تستوي الكفتان ؟ احتفلوا احبائي حولي في اللحظة نفسها وانا ذاهل . ضحكوا من كل قلوبهم وانا متأمل . اقتربوا من التهريج فاقتربت من الغضب ماذا تفعلون ؟!

افعل ما تشاء المهم انك عدت .

صدقت وابتجهت بعودتي حيا . احمق من لا يفعل ذلك امام تلك العودة كانت مزحة ثقيلة من الطب . أو خرافة . أو معجزة صغيرة كما يحدث في الحياة عادة ؟ ام تدخلا الهيا لاترقى اليه عقولنا ؟ فان ترى طريق العودة من السفر مفروشة بالزهور سوف ترى لا محالة الشمس والقمر يسيران معك .

مجازا هذا ما كنت أفكر به نظريا في حمى الحيرة وكان دائما قابلا للنقض أو القبول .

الشيء الوحيد الذي لم يكن قابلا للنقض او القبول او الاختلاف هو جردة الحساب على الاعمال الي قمت بها في خلال حياتي كلها كانسان عادل . هنا كل شيء كان واضحا ومكتوبا وموثقا بآلة زمن خرافية جليلة على الخطأ لانها أداة بيد العقل الأسمى الذي هو الله .

اكتمل ابتهاجي . لم اتهيب . لم اقرأ قائمة الحساب . لم اخف . لم يرهنني الموت القادم والمتجدد رغم انوفنا بانذاراته .. شددت الهمة من جديد . ساستمر كما كنت انا نفسي .. كل شيء قابل للسؤال . ونحن في النهاية جميعا موتى أو أحياء خلق تجمعنا مملكة الرب .

سأسير محصنا اليه . مرتاح الضمير . خاليا من المخاوف . لدي ذخيرة لا تصدأ لأنني وأيم الله لم أورط تفكيري وضميري وقلمي في يوم واحد من عمري إلا في الكتابة عن آلام شعبي ومعاناة الانسان المقهور في كل مكان .

واظن بكامل الثقة .. لن يرضي الله من الانسان أكثر من ذلك .

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3