"الكوليرا": هم جديد على لائحة اللبنانيين.. فهل تنجح الدولة في إحتوائه؟

2022.10.07 - 11:23
Facebook Share
طباعة

وسط الازمة التي يعاني منها القطاع الصحي في لبنان، وغلاء الفاتورة الاستشفائية والادوية، أطل "الكوليرا" برأسه، ليضاف هماً جديداً الى لائحة هموم اللبنانيين.


فبعد 32 عاماً تاريخ آخر تفشّ للكوليرا، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل أول حالة إصابة في البلاد منذ عام 1993.


وتم تسجيل الحالة في محافظة عكار الريفية شمال البلاد، حيث يتلقى المريض العلاج وحالته مستقرة.


لبنان يُعاني من مشكلة في المياه وفي التخلّص من البراز، وتزداد الخطورة في مناطق معيّنة، حيث تشهد اكتظاظاً سكانياً ويغلب عليها طابع الفقر، وانتشار الكوليرا في لبنان متوقع، الا ان المشهد ليس سوداويًّا كما يظنّ البعض، فقد طمأنت مسؤولة البرامج في منظمة الصحة العالمية في لبنان د. أليسار راضي أنّ "الأمر الإيجابي هو توفّر جهوزيّة لا بأس بها في وزارة الصحة، كما أنّ الأدوية متوفّرة والأمصال اللازمة أيضاً، وتمّ تعيين 8 مستشفيات تُعتمد كمرجعيّة". وتُضيف: "نحن كأمم متّحدة وكمنظّمة صحّة تحديداً، والجمعيّات الأهليّة نسعى جاهدين لتجهيز هذه المستشفيات بأسرع وقتٍ ممكن".


وبعد الإعلان عن تسجيل حالة كوليرا مؤكّدة في حلبا، تكشف د. راضي أنّ هناك حالتَي إصابة بالمرض إحداهما لشخص من التابعيّة السوريّة والأخرى تعود للممرّضة التي اهتمّت به في المستشفى"، متوقّعةً أن نشهد في الأيام المقبلة تسجيل المزيد من الحالات.


كما أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال ​فراس الأبيض​، أنه "حتى الساعة تم تسجيل إصابتين بالكوليرا في تجمّع للنازحين السوريين في عكار، ونعمل على التقصي عن حالات أخرى".


وتوقع وزير الصحة "ارتفاعاً بحالات الكوليرا في لبنان بسبب التفشّي في سوريا"، مشيراً الى ان "الأدوية متوافرة واللقاح مرتبط بوضع الحالات في البلد".


وتابع: "لاي تساؤل او اي شك بأي حالة يطلب من المواطنين التواصل على الخط الساخن 1787".


وفي حال ارتفاع اعداد حالات الكوليرا، لفت وزير الصحة الى انه هناك "تعاون مع النقابات خصوصا الاطباء والممرضين من اجل اجراء دورات تدريبية للعاملين الصحيين للوصول الى الجهوزية الكاملة".


وكان الابيض عرض خطة وزارة الصحة للجاهزية والاستجابة للكوليرا، والتي أُعدت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف وبالتوافق مع كافة الشركاء المعنيين بالرعاية الصحية.


والخطة التي جرت مناقشتها تنصّ على تعزيز تقصي الحالات ومحيطها، عبر زيارات ميدانية، والكشف على مصادر المياه وشبكات الصرف الصحي وفحصها جرثومياً عند الحاجة، المباشرة في ترصد جرثومة الكوليرا في الصرف الصحي عبر جمع عينات من المحافظات اللبنانية كافة من أجل الزرع الجرثومي، إصدار تعميم للمستشفيات والمراكز الصحية والعاملين الصحيين حول تعريف الحالات، تأمين مخزون أولي من الأمصال والأدوية المطلوبة، استعداداً لمعالجة الإصابات.


وذكّرت الوزارة بأن الكوليرا ناتجة من جرثومة تنتقل عبر مياه الشرب أو تناول مواد غذائية ملوثة، أو من شخص إلى آخر عبر الأيدي الملوثة. تمتدُّ فترة حضانة المرض من يومين إلى 5 أيام. وتشمل العوارض إسهال مائي غزير مسبباً مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة في حال عدم المعالجة.


ويؤكّد الاطباء أنّ لدى لبنان كلّ المقوّمات إذا حصل تنسيقٌ جيّد بين الجهات المعنيّة لاحتواء وباء الكوليرا ومنع تفشّيه بشكلٍ كبير، كما يحصل في دول أخرى، فيما دعا النائب رامي فنج الى ضرورة اخذ كل التدابير الوقائية السريعة.


فهل ينجح لبنان في هذا الإمتحان؟، وتتمكن الدولة من احتواء انتشاره السريع؟ 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 4