عفرين.. عمليات “توطين” غير قانونية بحماية “الجيش الوطني”

2022.09.22 - 10:31
Facebook Share
طباعة

 عمليات تغيير ديموغرافي واسعة النطاق تجري في سوريا منذ عدة سنوات، من أبرزها تلك التي تقوم بها تركيا في الشمال السوري بواسطة ذراعها “الجيش الوطني” المعارض، والتي تركزت كعمليات توطين جديدة في عفرين.

في تقرير لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، يوم الثلاثاء، بيّنت المنظمة ضلوع ثلاث منظمات إنسانية، سورية ودولية، في عمليات توطين غير قانونية لمقاتلين في “الجيش الوطني” المعارض، في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي.
وبحسب التقرير اتفقت منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” مع فصيل “لواء سمرقند” التابع لـ”الجيش الوطني” ببناء قرية “الأمل”، وتسهيل مهمتها دون التعرض لها، لقاء حصول مقاتلي الفصيل على 16بالمئة، من البيوت في المشروع.
وبدأت المنظمة المشروع المصمم لأجل إيواء النازحين داخليا، عام 2019، في ناحية جنديرس قرب بلدة كفر صفرة، من خلال قطع مئات الأشجار الحرجية، وفق التقرير الذي نشر صورا للمنطقة ملتقطة عبر الأقمار الصناعية.
وطبقا للتقرير، فإن منظمة “شام الخير الإنسانية”، وبإشراف من “منظمة الرحمة العالمية” (الكويتية)، أسهمتا إلى جانب منظمة “إحسان” بعملية تخديم جزء آخر من جوانب المشروع، وترغيب النازحين من مناطق سورية أخرى بالسكن في تلك القرية.
وتتألف القرية من كتلتين سكنيتين، شرقية وغربية، وتشكل واحدة من تسع قرى، و”مستوطنات بشرية”، بحسب وصف المنظمة، تم البدء في بنائها بعد سيطرة “الجيش الوطني” المعارض، على منطقة عفرين بدعم تركي عام 2018.
وبحسب تقرير المنظمة، بُنيت جميع تلك القرى غير القانونية، بموافقة من المجلس المحلي في عفرين بناء على توجيهات من والي ولاية هاتاي التركية، رحمي دوغان، وهو المسؤول المباشر عن إدارة المنطقة من قِبل تركيا.


قرية غير قانونية
قرية “الأمل”، قرية غير قانونية، تقع في أرض حرجية على سفح تلّة، شمالي شرقي بلدة كفر صفرة في ناحية جنديرس، ويُعرف الموقع محليا باسم “جيايي شاوتي”، وتعود ملكية الأرض للدولة السورية، وليست ملكية فردية.

وبالنسبة لمناطق سيطرة الفصائل، تقع المنطقة ضمن نطاق نفوذ فصيل “لواء سمرقند”، التابع لـ”اللواء 121″ التابع لـ”الفرقة 13″ المنضوية ضمن “الفيلق الأول”، المنضوي تحت راية “الجيش الوطني” المعارض.
وتتألف من 247 منزل دائم للنازحين داخليا “المهجّرون ” من مختلف المحافظات السورية، وقد بدأ قطع الأشجار والتمهيد للبناء في 2019، وبدأت عملية البناء في أيار/مايو 2020.
في أيلول/سبتمبر 2021، أعلنت منظمة “إحسان”، عن قرب إنهاء بناء 247 وحدة سكنية في المشروع، ونقلت المنظمة بعض العائلات من محافظات حلب، وإدلب للسكن ضمن القرية، التي تتراوح مساحتها ما بين 40-50 دونم، تم تخصيص 40 منزل من المنازل، لمقاتلي فصيل “لواء سمرقند”، الذي يسيطر على المنطقة.


تغيير ديموغرافي
بحسب “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، فإن المشروع انتهاك يجرمه القانون، بدءا من قطع الأشجار والتعدي على الأملاك العامة وتملّك الناس لما ليس لهم، مبيّنة أن ظاهر المشاريع إنساني، لكن باطنها جعل النازحين واجهة لتمرير تغيير ديموغرافي في المنطقة.
وتشير المنظمة، إلى أن المشاريع السكنية التي تُبنى في الشمال السوري تشبه مبدأ عمل المشاريع السكنية التي تنفذها حكومة دمشق في ريف دمشق، حيث يتم توطين سكان من غير سكان تلك المناطق أيضا.
ولفتت المنظمة، إلى أن الجهات والمنظمات التي تنفّذ هذه المشاريع على علم أنها ترتكب انتهاكات تحت مسميات إنسانية.
ولا تعتبر هذه الانتهاكات هي الأولى التي تقوم بها فصائل “الجيش الوطني” المعارض، على الرغم من وجود قضاء وشرطة عسكرية ومدنية، ولجان خاصة لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات.
ففي آب/أغسطس الماضي، تعرضت أحراش في ناحية شران، التابعة لعفرين، لعمليات قطع من أجل الحصول على الحطب، من قِبل عناصر في لواء “شهداء السفيرة”، التابع لفرقة “السلطان مراد”، في “الجيش الوطني”.
وبحسب تقرير سابق، لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، في حزيران/يونيو الماضي، أكدت المنظمة أن 9 فصائل تابعة لـ”الجيش الوطني” المعارض، متورطة في تجمعات سكنية غير قانونية في عفرين، على رأسها فصيل “الجبهة الشامية”، حيث خُصصت تلك المشاريع لإسكان مقاتلي “الجيش الوطني” المعارض، وعائلاتهم في منطقة تُعرف محليا باسم “جبل الأحلام”، التابعة لجبل الأكراد في هذه المنطقة.
ويتميز جبل الأكراد بموقع استراتيجي هام، لكونه يطل على مركز مدينة عفرين، ويفصل بين مناطق النفوذ التركي من جهة، وبين مناطق “قسد” والحكومة السورية، وعدد من القواعد الروسية من جهة أخرى.

يذكر أن، “الجيش الوطني” المعارض، المدعوم من أنقرة، سيطر على منطقة عفرين بدعم من الجيش التركي، بعد معارك خاضها مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في آذار/مارس 2018، في عملية عسكرية أُطلق عليها آنذاك “غصن الزيتون”.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 8