" عيون مصر" مساعي لم تكتمل لإنهاء الطائفية الكروية

اعداد: شيماء ابراهيم

2022.09.12 - 02:45
Facebook Share
طباعة

على مدار الأيام الماضية أثار الإعلان عن تأسيس أول نادي يتبع الكنيسة المصرية "عيون مصر" الجدل بين الرأي العام في مصر، ففي الوقت الذي اعتبر البعض أن هذه الخطوة فرصة للمسيحيين الذين حرموا على مدار السنوات الماضية من الالتحاق بالأندية الكروية المصرية، رأى البعض أن الخطوة تكرس للتمييز والطائفية.

وكانت الصفحة الخاصة لكنائس وسط القاهرة قد أعلنت في وقت سابق عبر فيسبوك عن تأسيس نادي "عيون مصر" لكرة القدم، باعتباره ناد تابع لها، موضحة أنه يفتح أبوابه للتقديم لكرة القدم وإجراء اختبارات القبول للانضمام لصفوف الفريق الأول لكرة القدم بالنادي، والذي سوف يخوض مباريات الدوري العام المصري لكرة القدم بالدرجة الرابعة، وأن هذه العملية تجري تحت رعاية الأنبا رافائيل.

في غضون ساعات من انتشار الخبر الخاص بالنادي على الصفحة الرسمية له في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بدأت حالة من الجدل لم تتوقف. انقسم المتجادلون لفريقين، أحدهما يؤيد الفكرة ويعتبرها فرصة لمد يد العون لمن لا فرصة له. من خلال تجربة ناشئة. بينما رأى أخرون أن الفكرة مرفوضة من الأساس. معتبرين أن تأسيس ناد تشرف عليه الكنيسة فرصة لتكريس مزيد من التعصب.

وعادت الكنيسة بعد يومان من الجدل لتنفي بشكل رسمي خبر تأسيس نادي " عيون مصر"، وتؤكد أن الأمر مازال قيد الدراسة.

حيث أكد القمص موسى إبراهيم، المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، عدم صدور قرار من الكنيسة بشأن تأسيس نادي يحمل اسم «عيون مصر»، للمشاركة في بطولة الدوري المصري. موضحا: «لايزال الموضوع تحت الدراسة من كافة النواحي بهدف دراسة أبعاده ليتم التطرق إليه»، مؤكدا أن ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن تأسيس النادي ليس له أساس من الصحة».

ومن جهتها، نفت وزارة الشباب والرياضة، تأسيس فريق تابع للكنيسة المصرية للمشاركة في دوري القسم الرابع من بطولة الدوري المصري.

وقال محمد فوزي، المتحدث باسم وزارة الشباب والرياضة، في بيان عبر الصفحة الرسمية للوزارة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: لم يردنا أي طلبات لتأسيس أي فريق تابع للكنيسة المصرية، وإذا حدث ذلك فلن يكون جائزا حسب القانون المصري، مضيفا: أن اللوائح والقوانين المصرية تمنع إشهار أي منشآت أو هيئات شبابية أو رياضية على أساس ديني، فضلا عن حظر قيام أي من الهيئات الرياضية والشبابية المشهرة وفقا لأحكام القانون من ممارسة أي أنشطة سياسية أو حزبية أو دينية أو الترويج لأفكار أو أهداف سياسية أو دينية.

ورغم نفي الكنيسة ووزارة الشباب والرياضة خطوة تأسيس النادي، إلا أن الحديث عن التمييز العنصري الذي يتعرض له المسيحيون في مجال الرياضة ظل قائم، وأكد البعض أن الأمر ممنهج بدليل أنه من بين 540 لاعب في الدوري الممتاز لكرة القدم لا يوجد سوى لاعب مسيحي وحيد هو جرجس مجدي الذي يلعب في نادي "إنبي"، وأن هناك العشرات من الشهادات المنشورة والمعروفة لمواهب شابة مسيحية تمكنت من تجاوز اختبارات القبول في النوادي الكبرى قبل أن يتم رفضها بسبب ديانتها المسيحية.

الناشط والباحث الحقوقي إسحاق إبراهيم يرى أن معيار الحكم الأساسي لنجاح تجربة نادي عيون مصر أو فشلها هو ممارسات النادي، وهل يقوم بالتمييز ضد أي فئة من المواطنين من عدمه .. يعني هل يسمح هذا النادي بانضمام مسلمين وبدون تمييز أم لا؟.

واضاف:" أن التمييز ضد المسيحيين في مجال الرياضة والحاجة هما من وفرا بيئة وسياق لإنشاء هذا النادي، وبالتالي لا يصح أن نتكلم عن مخاوف من التديين للمجال الكروي لأنه هو بالأساس تم تديينه، أو نتكلم عن سلبيات القرار بدون ما يكون فيه بدائل للوضع الحالي.

وأشار الباحث الحقوقي إلى أن الكابتن أحمد حسام ميدو قدم اقتراح أثناء مناقشة قانون الرياضة لم يؤخذ به بوضع كوتة، والموضوع ليست بدعة لأنه موجود في الدستور ومطبق فيما يخص التمثيل السياسي.

فيما أكد الناشط القبطي رامي كامل في منشور له على صفحته الخاصة بموقع “فيسبوك”، أنه أول من دعم تأسيس نادٍ رياضي يفتح أبوابه لكل المصريين ويقدم فرصة بديلة للأقباط المحرومين من الانضمام للأندية الجماهيرية. خاصة أن الطائفية موجودة بالفعل في إدارة الرياضة بشكل عام في مصر.

وتابع “خلال قرابة قرن من الزمان أرسلت مصر حوالي 30 بعثة رياضية للمشاركة في الأولمبياد شارك بها حوالي 5 آلاف لاعب وإداري بين ألعاب فردية وجماعية. المفاجأة أن عدد اللاعبين المسيحيين في كل ذلك بلغ 50 لاعبا وإداريا قبطيا فقط بنسبة لا تتجاوز الـ1%!!”.

كما أضاف أنه من بين حوالي 13 ألف لاعب وإداري مسجلين في اتحاد كرة القدم، يصل عدد الأقباط فيهم إلى أقل من 20 قبطيا بنسبة لا تصل إلى 2 من كل ألف.

كما أضاف: “اثنان من رجال الأعمال الأقباط أسسا ناديين رياضيين وهما سميح ساويرس مؤسس نادي الجونة، وماجد سامي شقيق القس بطرس سامي مؤسس نادي وادي دجلة. لكن من إجمالي أعضاء الناديين اللذين تجاوزا 600 ألف وصلت نسبة تمثيل الأعضاء الأقباط فيهما إلى 60%، لا يوجد لاعب مسيحي واحد في الناديين”.

من جانبه قال الكاتب الصحفي سيد كراوية:" بعد أن رفضنا نادي "عيون مصر " ورفضته الكنيسة ايضا في تصريح للمتحدث الرسمي ونفي ذلك وزير الرياضة لرفضنا جميعا تديين الرياضة، مطلوب حملة ضد عنصرية اغلب الاندية في عدم قبول ناشئين مسيحيين مصريين".

وأضاف: "مطلوب أيضاً لقاءات مع رؤساء الأندية من لجنة مكونة من ابطال سابقين مثل هاني رمزي ومحسن عبد المسيح وأحمد حسام ميدو وفاروق جعفر وحسن شحاته وزيارة الدوريات الكنسية واكتشاف الموهوبين، مطلوب تحرك من الأحزاب والجمعيات الحقوقية وكل من يهمه الأمر".

واقترح الكاتب الصحفي لدعم المواطنة: أن تقوم الأندية عن طريق المؤهلين لكشف المواهب الصغيرة بتحديد أيام لزيارة الدوريات التي تنظمها الكنائس واختبارها عمليا وإذا ما كان هناك من يستحق الضم لفرق الأندية المختلفة هذا يكون عملا جيدا لقيام الأندية بأدوارها فيدعم فكرة المواطنة عمليا، ومد هذه الأندية بمواهب قد يكون تم منعها لأسباب اجتماعية رديئة لا دخل لهم فيها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 6