تركيا تستغل أزمة العطش ضد أهالي الحسكة

اعداد: شيماء ابراهيم

2022.08.25 - 02:24
Facebook Share
طباعة

اعتادت تركيا والفصائل المسلحة التابعة لها على استخدام سلاح قطع المياه عن محافظة الحسكة في “عزّ الصيف” منذ احتلالها مدينة رأس العين في تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2019. حيث مر 30 يوما على أزمة انقطاع مياه جديدة لمحطة علوك على أحياء مدينة الحسكة وقراها، ما تسبب بتعطيش أكثر من مليون نسمة تعيش في هذه المنطقة.

من جانبه قال مدير مؤسسة مياه الحسكة، محمود العكلة، إنّ تعديات المسلحين على محطة مياه علوك ليست جديدة، لكنها تشتد في ذروة الصيف، كل عام.

وفي تصريح صحفي أكد على أنه قبل قطع المياه النهائي الحالي بشكل كامل، لم تكن تصل المياه كل ستة أيام مرة للمواطنين. ومع ارتفاع درجات الحرارة، وازدياد حاجات السكان لاستخدام المياه، بدأت تتراجع ساعات الضخ بشكل ملحوظ، لتصل إلى قطع نهائي عن المدينة وقراها.

ولفت العكلة إلى أنّ “ورشات مؤسسة المياه تعمل بالتنسيق مع الجانب الروسي للوصول إلى المحطة وإزالة التعديات، وإعادتها إلى طاقتها الاعتيادية”.

وعملت الجهات الحكومية السورية على تسيير عدد من الصهاريج لتوزيع مياه الشرب والاستهلاك على السكان مجاناً. إضافة إلى تشغيل عدد من محطات تحلية المياه، والاستمرار في تعبئة نحو 150 خزاناً سعة 1 متر مكعب يومياً لسد جزء من النقص الحاصل.

وتؤمن علوك المياه إلى مدينة الحسكة، وريفها الغربي، ويغطي حاجتها من المياه، لما يقارب 54 قرية، ولا يوجد أي مياه صالحة للشرب قريبة من المدينة، وكل المصادر بعيدة، حسب قول العكلة، مثل مصادر الفرات ودجلة.

وخلال أزمة المياه الحالية، تسعى تركيا إلى الضغط على سوريا عبر “تعطيش شعبها” في الشمال السوري، ولا تملك المؤسسة، سوى تأمين مياه الشرب عبر الصهاريج المتنقلة، من بعض المصادر القريبة من المدينة، والتي تبعد عنها مسافة 12كم، وغزارتها محدودة.
أما بالنسبة إلى بقية الاحتياجات اليومية، يعمل السكان على الاستفادة من بعض الآبار السطحية، وهذه مياهها غير صالحة للشرب، ولكن، يمكن الاستفادة منها للأغراض المنزلية.

وأصبح تأمين مياه الشرب الشغل الشاغل للسكان الذين يسعون إلى تأمين المال والصهريج لتعبئة المياه وأصبح الجميع يتقشف بشكل كبير في استهلاك المياه لصعوبة تأمينها وتكلفتها المرتفعة.

واعتبار قطع المياه عن نحو مليون مواطن يعتمدون على المياه الواردة من المحطة كمصدر وحيد لمياه الشرب جريمة حرب موصوفة.

وبحسب التقارير الحقوقية، فإن العائلات هناك تلجأ إلى مصادر المياه التي من الممكن أن تكون غير آمنة أو إلى الحد من استهلاك المياه، مما قد يُسهم في زيادة الأمراض المنقولة بواسطة المياه والتي من المحتمل أن تكون فتّاكة، ويزيد من تقويض نظام الصحة العامة.

وخلال السنوات الأربع الماضية، تنقطع المياه بشكل متكرر من حين لآخر عن العديد من سكان محافظة الحسكة، حتى أصبحت أزمة دولية وتضامن العديد من المشاهير مع الأهالي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 7