خفايا الاحزاب الاسرائيلبية في انتخابات 2022 (ح 2): يمين الوسط وغادي أزينكوت

بلال بلبيسي- رام الله المحتلة – وكالة أنباء آسيا

2022.08.24 - 09:55
Facebook Share
طباعة

 من المتوقع أن يلعب رئيس الأركان الاسرائيلي السابق غادي أيزنكوت، دوراً سياسيا بداية من الانتخابات المبكرة القادمة في الأول من شهر تشرين الثاني – نوفمبر المقبل. وأزينكوت متطرف ومجرم حرب، شغل منصب رئيس الاركان من 2015 الى العام 2019.
ومن الواضح أن أزينكوت يراهن على شعبيته بوصفه جنرالا سابقا لنيل الدعم الشعبي كما هي الحال دوما في إسرائيل. فالساسة الأبرز في المعتاد هم ضباط سابقون وقلة من السياسيين لم يكونوا كذلك (نتنياهو وبينيت لم يكونا جنرالات)
وبحسب التصاريح التي أطلقها أزينكوت، فهو سيعمل على المشاركة في الانتخابات المقبلة من موقع طرح نفسه في المعسكر المنافس لبنيامين نتنياهو.


من هو هذا الطامح السياسي؟
ولد أيزنكوت في العام 1960، وفي سن الثامنة عشرة تجنّد في الجيش الإسرائيلي واتخذ مسار الخدمة الدائمة بحيث ترفع داخل مؤسسة الجيش على مدار 41 عاما (1978-2019)، ليتقلد منصب ضابط عمليات لواء الشمال (1991)، ثم قائد كتيبة كرمئيلي (1992)، ثم قائد كتيبة إفرايم (1994)، ثم قائد لواء جولاني (1997)، ثم السكرتير العسكري لرئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود باراك (1999)، وبعدها سكرتير عسكري في حكومة أريئيل شارون (2001). في العام 2003، تم تعيينه قائد لواء الضفة الغربية الاحتياطي وقاد خلال هذه الفترة الحملة التي تسميها إسرائيل بـ"جمع القمامة" (2004). ثم استمر أيزنكوت في ترقياته وصولا إلى قائد لواء الشمال (2006)، ثم نائب رئيس هيئة الأركان تحت قيادة رئيس الأركان بيني غانتس في حينها (2013)، وأخيراً وصل إلى المنصب الأعلى والأكثر مرموقية في الجيش الإسرائيلي وأصبح رئيس الأركان الـ 21 عام 2015.
تم تعيينه في العام 2019 رئيسا لمجلس إدارة شركة "تسور شامير" وهي شركة مقاولات وخدمات مالية، ثم تم تعيينه في العام 2020 أيضا رئيسا لمجلس إدارة مجموعة فيلار التي تعمل في مجالات المقاولات، وأخيرا رئيس مجلس إدارة مجموعة ستورج دروب للطاقة الخضراء في العام 2021، ومن المتوقع أن يظل في هذه المناصب حتى دخوله الكنيست.
وعلى عادة القادة الأمنيين والعسكريين الصهاينة فقد إنضم أيزنكوت كما من سبقه من القادة الى مراكز البحث وشارك في نشر عدة أبحاث في "معهد دراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، حيث نشر العديد من الأعمال التي تجمع بين عقيدته الأمنية، ورؤيته السياسية فيما يخص قضايا متنوعة في الشرق الأوسط بشكل عام والمسألة الفلسطينية بشكل خاص.


الموقف السياسي لأيزنكوت:
سيشارك أيزنكوت على لائحة تحالف حزبي الوسط "أمل جديد"، وزعيمه جدعون ساعر يرفض تماما حل الدولتين، أو التنازل عن أراضي الضفة الغربية، و حزب "أزرق أبيض"، و زعيمه بيني غانتس يؤيد نهج "تقليص الصراع" الذي يؤبد الاحتلال لكنه يواريه عن أنظار الفلسطينيين من خلال حزم متلاحقة من التسهيلات والمساعدات والإغراءات وإعادة تصميم ديكور الاحتلال بحيث لا يراه الفلسطيني جاثما أمام ناظريه بكل وضوح (إزالة حواجز، تسهيلات سفر، زيادة العمال).
إذا ما تم فتح ملفات الجيش الإسرائيلي من قبل المحكمة الجنائية الدولية، فإن أيزنكوت قد يتم تصنيفه كمجرم حرب. فقد لعب دورا في قمع العديد من الهبات الفلسطينية (أهمها هبة السكاكين)، بالإضافة إلى مشاركته في حروب عديدة أهمها الحرب على لبنان في العام 2006. وينسب إلى أيزنكوت دعمه المطلق لـ "عقيدة الضاحية"، التي ترمز إلى تدمير حيّ الضاحية الجنوبية اللبناني المسيطر عليه من قبل حزب الله بالكامل، وهدم شبكات الطرق والكهرباء والمياه، لتقويض قدرة المقاتلين على استخدام البنية التحتية وبالتالي المساهمة في لجم قدرتهم على الاستمرار. فقد صرح أيزنكوت ذات مرة: "كل القرى الشيعية في لبنان هي مواقع عسكرية. نحن نعلم أن حزب الله سيطلق النار على نطاق أوسع بكثير مما كان عليه في الحرب الأخيرة عام 2006، وعليه، سنرد على هذا النحو: في كل قرية يطلقون منها النار على إسرائيل، سنستخدم قوة غير متناسبة معها ونحدث دمارا هائلا". بيد أن عقيدة الضاحية لا تنحصر بالطبع في الساحة اللبنانية، بل إنها قد تنطبق أيضا على قطاع غزة.


هل سيشكل أيزنكوت وزنا في مواجهة نتنياهو؟؟
لا يزال معسكر نتنياهو يحظى حسب استطلاعات الرأي بحوالي 58-59 مقعدا، بينما أن معسكر معارضي نتنياهو (الذين انضم إليهم أيزنكوت) يحظون بحوالي 54-55 مقعدا، بالإضافة إلى القائمة العربية المشتركة التي قد تحصد باقي الأصوات لكنها قد لا ترغب بتغليب كفة أحد الطرفين على الثاني.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 9