الجيش الأمريكي في سورية يستعين بشركة لمرتزقة متعاقدين

2022.08.02 - 07:22
Facebook Share
طباعة

 بعد حصوله على ميزانية كبيرة لقواته في سورية والعراق قرر الجيش الأمريكي، الاعتماد على شركات عسكرية خاصة (جرى التعاقد معها بمبالغ مالية كبيرة) في عمليات غير محددة تحت ستار حماية حقول النفط التي يضع الجيش الأمريكي يده عليها في سوريا والعراق.

وفقدت الحكومة السورية السيطرة على معظم حقول النفط في البلاد، حيث سيطر تنظيم داعش على عدد كبير من هذه الحقول في شرق البلاد بين عامي 2014 و 2017، إلا أن العديد من التقارير والتحقيقات ذكر بيع "داعـــ ش" النفط إلى النظام السوري وتركيا وإسرائيل عن طريق مافيات ووسطاء، مما شكل دعمًا اقتصاديًا هائلًا للتنظيم الذي احتل آنذاك مساحات شاسعة من البلاد.
تغيرت المعادلة في العام 2017، إذ لم يبق لـ"داعــــ ش" وجود يُذكر في سوريا وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة أمريكيًا على مناطق واسعة وعلى معظم حقول النفط في شرق سوريا وشمال شرقيها.
وتتركز معظم الحقول النفطية في سوريا في محافظات دير الزور وحمص والحسكة. يسيطر الحكومة السورية على حقلي "الورد" و"التيم" الصغيرين غرب نهر الفرات في محافظة دير الزور شرق البلاد، فيما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على الحقول الكبيرة في المحافظة، ومنها "حقل العمر"، أكبر حقل نفطي في سوريا، وحقل التنك وحقل العزبة.
كما تسيطر قوات "قسد" على جميع الحقول النفطية في محافظة الحسكة، أبرزها وأكبرها حقل "الرميلان"، الذي يضم أكثر من 1322 بئرًا نفطية إضافة لأكثر من 25 بئرًا للغاز في منطقة السويدية بالقرب من "رميلان"، حيث قاعدة عسكرية أمريكية، إضافة إلى حقول في مناطق الشدادي والجبسة والهول ومركدة وتشرين. وكذلك تسيطر "قسد" على حقول نفطية صغيرة في محافظة الرقة. هذه الحقول جميعها كانت حتى أيام قليلة مضت تحت الحماية العسكرية الأمريكية.
وتضم محافظة حمص وريفها حقولًا نفطية عديدة، أبرزها حقل "الشاعر"، أحد أكبر الحقول النفطية في سوريا وتخضع جميع حقول هذه المحافظة لإدارة القوات الروسية بشكل مباشر.
ويعتبر حقل العمر النفطي أكبر وأهم حقل للنفط  مسيطر عليه من قبل قوات الجيش الأمريكي في سوريا من حيث المساحة والقدرة الإنتاجية. وهو مثار لصراع عدد من القوى العسكرية والسياسية، منذ عام 2013 وإلى اليوم.
فقد وقع في العام 2013 تحت سيطرة “الجيش الحر”، ثم تمكّن تنظيم داعش من الاستيلاء عليه في العام 2014. إلى أن سيطرت عليه قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، بمساندة من قوات التحالف الدولي خلال العام 2017. ومن ثم أقامت الولايات المتحدة في المنطقة التي يقع فيها إحدى أكبر قواعدها العسكرية في سوريا.
على صعيد آخر قامت القوات الأمريكية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور شرقي سوريا، باعتقال أكثر من 50 مسلحا من الجنسية السورية ينتمون لما يسمى "المجلس العسكري" الموالي لها. وذلك بتهمة "التخابر مع جهات أجنبية" وإرسال معلومات عن كميات النفط المستخرجة وعديد القوات والعتاد، في إشارة منها إلى حكومة بلدهم وللجيش العربي السوري وجهات أخرى حليفة لهم.
وقالت مصادر محلية من ذوي المعتقلين في دير الزور في تصريحات صحفية إن "الاعتقالات الجماعية جرت أثناء خضوع أبنائنا لدورة عسكرية يشرف عليها ضباط قوات الاحتلال الأمريكي في قاعدة العسكرية حقل العمر النفطي" بريف دير الشمالي الشرقي، شرقي سوريا.
وأكدت المصادر المحلية في دير الزور أن الجيش الأمريكي أوكل مهمة اعتقال عناصر الدورة لقوة خاصة من تنظيم "قسد" الموالي له.
وأوضحت المصادر أن الاعتقال الجماعي جاء على خلفية مشاجرة جماعية تصاعدت وتائرها جراء تراشق اتهامات بتعامل المسلحين السوريين المعتقلين الذين يتم تأهيلهم للعمل كمرتزقة لدى جيش الاحتلال الأمريكي بحماية آبار النفط التي يستثمرها جنوده وضباطه، و"تخابرهم" مع حكومة وجيش بلدهم السوري.
وأثارت عملية الاعتقال الجماعي للمسلحين، موجة من السخرية في أوساط سكان شرقي سوريا، وخاصة لجهة قيام ما وصفوه بـ "جيش احتلال" باعتقال مواطنين سورييين بتهمة (التخابر مع حكومة بلادهم وجيشها).
ويباشر الجيش الأمريكي عمليات سرقة ونقل كميات جديدة من النفط الخام السوري، بعد تطوير عملياته الاستكشافية وتأهيل عدد من آبار النفط بالتعاون مع مسلحيه الموالين لها في تنظيم "قسد"، ما أثار ردود فعل شعبية وعشائرية عنيفة في ريف محافظة دير الزور.
وأنهت  "قوات "التحالف الدولي" المزعوم بقيادة الجيش الأمريكي ومسلحي تنظيم"قسد" خلال الفترة الماضية تأهيل عدداً من الآبار النفطية في الريف الشمالي لمحافظة دير الزور، وباشرت عمليات السرقة من خلال تجميع الكميات المنتجة باتجاه قواعده غير الشرعية في حقل العمر النفطي ومعمل غاز كونيكو".
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 1