هل تغلق السويداء ملف "المشنقة".. وما مصير فلحوط؟

إعداد – عبير اسكندر

2022.07.29 - 05:49
Facebook Share
طباعة

 في استمرار للفوضى الطائفية، وغياب الوجود الرسمي والأمني لأجهزة السلطة السورية، تعيش السويداء مرحلة غير مسبوقة من "حرب العصابات" استفاق أهالي المدينة على جريمة مروعة ارتكبت ضد 6 أشخاص عند دوار المشنقة.

مصدر محلي أكد لـ"وكالة أنباء آسيا"، سماع أصوات إطلاق نار صباح اليوم وسط مدينة السويداء، ليتبين أنها عملية تصفية لستة أشخاص يقال إنهم من مجموعة "راجي فلحوط" تم اعتقالهم لدى مجموعات أهلية خلال الأحداث الأخيرة.
المشهد في السويداء يعيد إلى الأذهان شريط الذكرى الأليمة للحرب الأهلية في لبنان واستفشار مجموعات مسلحة متناحرة فيما بينها وسط غياب تام للدولة لوقف نزيف الدم، ما أدى خلال الأيام الماضية إلى مقتل 17 شخصاً وإصابة 20 آخرين.
ويحمل الطابع العام في السويداء احتمال إقفال ملف أمني طالما أرق المواطنين بسبب عمليات الاعتقال والاختطاف بين جهتين مسلحتين "مجموعات راجي فلحوط"، و"رجال الكرامة"، بيد أن الأولى تتهم الثانية باتباعها لأطراف خارجية في لبنان، والثانية ترد بأن فلحوط عميل "مدعوم أمنياً" ضد مصلحة أبناء السويداء.
الحدث
اندلع فتيل التوتر مطلع الأسبوع الجاري عند اختطاف عناصر تابعين لفلحوط رجالاً من أبناء السويداء من آل الطويل، لتقوم مجموعات غاضبة بقطع الطريق الدولي مع دمشق واحتجاز 4 ضباط برتب رفيعة والتحذير من الفوضى مقابل إطلاق سراح أبناء الطويل.
لم يتم الاتفاق على حل سلمي، بل قامت مجموعات فلحوط باختطاف 4 مدنيين من أهالي شهبا، لتشتعل الساحة في بيان من مشيخة العقل تطالب بالتكاتف لمنع نزيف الدم، ما استدعى استنفار حركة "رجال الكرامة" والهجوم على منزل ومقار فلحوط في عتيل والقيام باعتقال شبان يعملون لصالحه دون التمكن من معرفة مصير فلحوط حتى ساعة إعداد المادة.
المواجهة بين الطرفين استمرت حوالي 4 ساعات من التبادل المسلح بإطلاق نار بمختلف الأسلحة، تم تحرير المعتقلين من آل الطويل والخطيب ورفاقهم، مقابل مقتل 4 عناصر من رجال الكرامة و6 من عناصر فلحوط ونحو 4 مدنيين آخرين وإصابة 20 شخصاً بإصابات بليغة.
حصار النار
الهجوم المسلح تناقلته وسائل إعلام مختلفة بالقول إنه تم القبض على فلحوط إلا أن حركة الكرامة أكدت في بيان ليلة أمس أنه لم يكن داخل منزله الذي تم تفتيشه وإحراق كميات كبيرة من المخدرات والعثور على آلات لصناعة الكبتاغون وغيرها، محذرين كل من يتبع لفلحوط بتسليم نفسه حتى لا يتم التعرض له في حال بقي متوارياً خلال الأيام القادمة.

وحول الجثث في ساحة المشنقة، تم تقاذف الاتهامات بين جهات عدة داخل مدينة السويداء، حول عملية الإعدام بالرصاص التي استنكرها الجميع في المحافظة، بين من يقول إن هؤلاء كانوا أسرى من مجموعة فلحوط لدى حركة رجال الكرامة، ومن يقول إنه تم تسليمهم لمجموعة ليث البلعوس في بلدة المزرعة انتقاماً لضحايا عائلته ممن قتلوا على يد عناصر فلحوط في فترات سابقة.

مصدر مقرب من السلطة السورية يقول إن الجثث تعود لعناصر فلحوط تم إعدامهم بعد تسجيل اعترافات لهم بأنهم تابعين لجهات خارجية ويتاجرون بالمواد المخدرة لحساب أطراف في الدول المجاورة محسوبة على السلطة، وسط تكهنات بأن الهدف إثارة الفتنة بين الجبل والدولة السورية للعبث بأمن واستقرار المحافظة من جديد.
 في حين تداول ناشطون مقاطع مصور تظهر احتفالات شعبية وسط ساحة المشنقة في السويداء بعد ما وصفوه بأنه مرحلة التخلص من مجموعات أمنية أرقت المواطنين وفق قولهم، فهل تنتهي قصة الفوضى في المحافظة أم أنها مستمرة حتى تدخل الدولة السورية ووضع ضوابط لجميع الأطراف فيها؟.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 6