لماذا اضحى موقع بوليتيكيو المعتدل والموضوعي ناشراً للجعدنة الاسرائيلية؟؟

كتب توني الخوري – واشنطن

2022.07.21 - 03:40
Facebook Share
طباعة

 منذ إقرار الاتفاق النووي الايراني – الاميركي وحتى اليوم، كان الخيار الاسرائيلي الاول في التعامل مع إيران هو التدمير، تدمير المشروع النووي، تدمير إيران بأسرها إن أمكن. والسبب يرجع الى الدعم الغير قابل للفهم من طرف الاسرائيليين والذي تقدمه مؤسسات إيران الأمنية والعسكرية لأي طرف في العالم يعلن العداء لاسرائيل. فالعقل الاسرائيلي يفهم العالم بلغة المصالح، ومصلحة كل أنظمة الحكم في العالم هي في منافقة اللوبي الاسرائيلي العالمي الذي يؤثر في قرارت خارجية وداخلية للكثير من الدول العظمى ومنها روسيا فلماذا تعادي دولة مثل إيران اسرائيل ومن خلفها اللوبي الدولي الداعم لها الذي تسعى لخطب وده حتى حكومة بكين سعيا للاستفادة منه في علاقة الصين المضطربة مع اميركا؟؟


إنها ببساطة المعضلة التي لا تجد لها إسرائيل علاجا سوى بالتدمير الشامل. ولما كانت الدولية العبرية قد فشلت في تدمير حلفاء إيران مثل حزب الله اللبناني وتؤأمه الفلسطيني الأصغر حجما في غزة من المقاومين الفلسطينيين، فإن العقل الصهيوني يعرف ان الحل الوحيد لحماية الكيان من خطر تشكله إيران يكمن في التسبب بحرب اميركية تتورط فيها جيوش اميركا بغزو إيران. بل إن اللوبي الاسرائيلي في واشنطن عبر شخصيات كثيرة تحدثت مرارا عن وجود حل وحيد للخطر الايراني ويتمثل بقصفها بالقنابل النووية بغية دفع نظامها للاستسلام كما حصل مع اليابان بعد ضربتي هيروشيما وناغازاكي.


انطلاقا من هذا التفكير الاسرائيلي فأن كل المنظومة العالمية الداعمة للصهاينة والتي تملك الاعلام والمال والعلاقات السياسية وتمول جمهورا ضخما من المرتشين الذين يحتلون مواقع رئيسية في حكومات عالمية وفي بلدان عظمة وفي مؤسسات خيرية وانسانية دولية كل اولئك اضحوا مروجين لوجوب الدمار الذي يجب ان تنزله أميركا وأميركا حصرا لا إسرائيل بإيران. 


لان اسرائيل اعجز من ان تضرب ايران عسكريا وحدها والرد عليها ممكن وبطرق مدمرة لذا لا حل للمعضلة من وجهة نظر إسرائيل الا بتوريط اميركا في حرب تدمير شاملة ضد إيران.


وفي اطار المساعي الاسرائيلية لاستغلال تعثر المفاوضات الايرانية الاميركية حول الاتفاق النووي، تشن الأبواق الاسرائيلية والعميلة لها والمرتشية من داعميها حملة تحريض للشعب الاميركي وللرأي العام العالمي بغية دفعه لتأييد حرب اميركية مستحيلة ضد إيران. لكن الصهاينة لا يعرفون المستحيل، فهم يحلمون بما ليس واقعيا ويسعون الى جعله واقعا.


وفي السياق برز مقال لكل من نائب رئيس البرلمان الاوروبي نيكولا بير ولزميله في التحريض على الحروب بيتر نيومن وهو استاذ جامعي حرية الاديان والامن الاوروبي المعروف. وقد جاء في المقال كلام لا يتوافق مع سياسات بوليتيكيو الموقع الاميركي الاقل منافقة لليمين الاميركي. لكنه في هذا المقال يستحق وصف " الموقع ناشر الجعدنة الاسرائيلية".


فاالمقال لكاتبين لهما قيمة حقيقية في الاوساط السياسية والاكاديمية الاوروبية لكن مضمون المقال ليس سوى دعاية اسرائيلية موجهة للشارع الديمقراطي اليساري الاميركي لترويضه على تقبل الحروب الاميركية التي تسعى تل ابيب الى توريط الاميركيين فيها ضد ايران.


المقال يدعوا الى " الخطة باء بعد فشل العودة الى الاتفاق النووي" لكنه فعليا مقال يستحق تسمية " صرخة يأس اسرائيلية تتوقع قيام اميركا باحراق العالم لاجل حماية اسرائيل بدلا عن قيام اسرائيل بحماية العالم من خلال القبول بحل سلمي لمسألة تاريخية ظالمية هي تهجير شعب فلسطين وقيام كيان عنصري يتعامل مع البشر على اساس انهم صنفين، من عم معنا ومنا ومن هم ممن يستحقون الطرد من ارضهم وسجنهم بلا محاكمات وقتلهم دون رادع وآخرهم مواطنة اميركية قتلها الجيش الاسرائيلي برصاصة صنعت في اميركا من اموال دافعي الضرائب الاميركيين (شيرين ابو عاقلة)


NICOLA BEER

PETER R. NEUMANN

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6