بعد زيارة هوكشتاين الاخيرة.. اجواء ايجابية تبعد شبح الحرب

2022.07.21 - 07:17
Facebook Share
طباعة

كتب جورج شاهين في"الجمهورية":في الكواليس السياسية والديبلوماسية سيناريوهات عدة عن مستقبل المفاوضات التي يقودها هوكشتاين بين لبنان واسرائيل. فالمسار الذي اختاره في حركته المكوكية ما زال قائماً كما توقعه من قبل، بمعزل عن القراءات السلبية التي رافقت الأحداث التي شهدتها الفترة الفاصلة بين عودته الى بيروت أواخر حزيران الماضي بناء على طلب الجانب اللبناني للتدخّل فور دخول سفينة الإنتاج "اينيرجين باور" الى حقل كاريش مطلع الشهر الماضي وما انتهت إليه زيارته الاخيرة الى اسرائيل.

وفُهِم من مراجع ديبلوماسية انّ شيا كانت واضحة عندما تحدثت عن أجواء ايجابية توحي بتقدم حققه هوكشتاين في زيارته الأخيرة تزامناً مع زيارة بايدن لإسرائيل، حيث سمحت له المحادثات بتأكيد أهمية استئناف مفاوضات الترسيم وإبعاد شبح الحرب عن المنطقة التي لا تتحمّل اي هزة امنية قد تودي بكل الجهود المبذولة من اجل وضع حد للحرب في أوكرانيا وتأمين حاجات العالم من النفط والغاز، وانّ اي انتكاسة امنية سترتدّ على الجميع بلا استثناء مع صعوبة وجود اي منتصر في هذه المواجهة.

ولفتت المصادر الديبلوماسية اللبنانية الى انّ الضغوط الاميركية لتهدئة الوضع ومنع الوصول الى اي انتكاسة امنية تهدف على المدى القريب الى تهدئة الداخل الاميركي الذي دخل في مدار الانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي مطلع تشرين المقبل، وانّ بايدن وعدَ بخفض كلفة المحروقات على الاميركيين وهو يسعى لتحقيق ذلك مخافة ان يدفع ثمن ايّ تقصير في هذه الانتخابات لمصلحة الجمهوريين الذين يصوّبون على سياساته الداخلية وفشله في مواجهة ازمتي الطاقة والضمانات الصحية. فالاميركيون يقفون في طوابير وأرتال طويلة أمام محطات المحروقات التي حرقت جيبوهم ويعانون نقصاً في الخدمات الطبية التي اهتزّت بفعل جائحة "كورونا" وتجاوزت تداعياتها الى مجالات اخرى تتصل بكلفة التأمين الصحي بعد سقوط برامج عدة كانت قد طبّقت إبّان ولايتي الرئيسين السابقين باراك اوباما ودونالد ترامب.

على صعيد مُتلازم نُقل عن السفيرة شيا إشارتها في المناقشات الرسمية مع وفد "مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان" الى انّ الحديث عن "طريق مسدود" لا ينطبق على مهمة هوكشتاين، وانّ موعد عودته الى لبنان بات قريباً وقد لا يتجاوز نهاية شهر تموز الجاري. وهو ما عُدّ ردا مباشرا على موقف الرئيس نبيه بري في اللقاء مع الوفد عندما حذّر بعد إشارته الى أهمية موقف لبنان الموحّد من انه "لم يعد من وقت للمماطلة والتأخير في ترسيم الحدود البحرية والسماح للشركات التي رَست عليها المناقصات بمباشرة عملها، ولا مبرر على الاطلاق لهذا التأخير او المنع".

وفي السياق عينه، لفتت المراجع السياسية والديبلوماسية إلى انه لم يعد في قدرة الادارة الاميركية، التي يترجم خطواتها موفدها الى المنطقة، تجاهل الاقتراحات اللبنانية الاخيرة فقد لامسَت الصيغة الأخيرة المقترحة على هوكشتاين كل الخطوط الحمر في الداخل والمنطقة وأنه لا يمكن لبنان تقديم اكثر ممّا قدمه من اجل عملية الترسيم، وهو ما عبّر عنه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم أخيراً باللغة التي يفهمها الاميركيون قبل غيرهم. فهو، وبعدما تجاوز ما هو مطروح من صيَغ، اعتبر بلغة حازمة انّ "ما سوفَ نصل إليه على مستوى ترسيم الحدود، هو أقل من حق، هو تسوية. الظروف الدولية والإقليمية للأسف، تفرض علينا أن نصل الى تسوية، فحقّنا ليس الخط 29 ولا 23، بل حقنا هو فلسطين كلها، وهذه تسوية مؤقتة، وكل ما نمر به في لبنان هو مؤقت... وهذه المياه هي فلسطينية، وليست اسرائيلية". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5