"د ا عـ ـش" .. ومخاوف من عودة محتملة اقوى واشد من قبل

اعداد سامر الخطيب

2022.07.18 - 12:21
Facebook Share
طباعة

 يتخوف سكان المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) من عودة محتملة لتنظيم “داعش” الارهابي، لكن بقوة اكبر وأشد خطورة وسط ضبابية الوضع السياسي في تلك المناطق، التي دائمًا ما تزداد تعقيدًا مع ارتفاع حدة الخلاف بين “قسد” وتركيا التي تلوّح من جانبها بعمليات عسكرية تستهدف المنطقة.
ويرى الناشط المدني عدنان النجري أن الظروف التي أدت إلى ظهور تنظيم “داعش” الارهابي لا تزال موجودة. معتبرا ان لتنظيم طُرد من المنطقة منذ مدة ليست قليلة، إلا أنه ما زال قادرًا على تنفيذ الهجمات ولم تفلح “قسد” في بسط الأمن والاستقرار فيها، ولا حتى تحسين الوضع المعيشي والخدمي للسكان.
واعتبر مدنيون من محافظة الرقة، أن انتشار البطالة والفقر والأمية وغياب الأمن والاستقرار واستمرارية انتشار الفكر المتشدد بين السكان حتى بعد هزيمة التنظيم كلها ظروف تساعد في عودته بشكل أو بآخر.
ويرى عبد المحسن سليمان، وهو اختصاصي إرشاد نفسي في الرقة، أن الأفكار المتشددة التي تركها تنظيم “داعش” الارهابي في مناطق خضعت لسيطرته ستبقى موجودة، طالما أن السلطات التي تدير المنطقة لم تعمل على إزالتها بالشكل المناسب.
وأشار إلى أن المنطقة التي سيطر عليها التنظيم بحاجة إلى مشاريع تنموية تخلق فرص عمل للشباب، لتبعدهم عن شبح البطالة، كي لا يكونوا لقمة سائغة من الممكن أن تُستخدم في إعادة إحياء تنظيم “داعش”.
ولا يزال التنظيم يشن عمليات داخل الأراضي السورية، إذ أعلن، في 15 من تموز الحالي، حصيلة عملياته على مدار أسبوع في مناطق انتشار خلاياه الأمنية حول العالم، وكما العادة، كانت لسوريا حصة منها تركزت في مناطق شمال شرقي سوريا التي تسيطر عليها “قسد”.
اما الناشط الحقوقي جلال خضير، الذي ينحدر من مدينة الرقة، فرأى أن عودة تنظيم “داعش” قد تكون أشد خطرًا على السكان المحليين، إضافة إلى إمكانية انتساب العديد من الشبان إلى صفوفه خشية سطوته من جهة، أو لأنهم لم يتخلوا عن الأفكار المتشددة التي زُرعت فيهم منذ عدة سنوات.
وأشار الحقوقي إلى أن وجود آلاف العناصر السابقين في صفوف تنظيم “داعش”، من الموجودين في سجون “قسد” دون محاكمة، والذين تهدد بشكل غير مباشر بإطلاقهم حال تعرضها لهجوم متوقع من قبل تركيا، يثير أيضًا القلق من إمكانية عودة التنظيم.
وذكر الحقوقي أن هروب عناصر تنظيم الدولة من سجون “قسد”، قد يكون تكرارًا لسيناريو سجن “التاجي” العراقي الذي حدث 2013، وأدى إلى هروب سجناء إسلاميين من السجن، شكّلوا لاحقًا “داعش” وسيطروا على عدة محافظات سورية وعراقية.
ومنذ مارس (آذار) 2019، وفي أعقاب سقوط آخر معاقل تنظيم "داعش"، يعيش شمال شرقي سوريا حالة حذر بسبب وجود عشرات آلاف المعتقلين من أفراد التنظيم داخل السجون، بينما عائلاتهم من نساء وأطفال يقبعون بمخيمات تحت رقابة وسيطرة خاضعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من دون تحديد مصيرهم. وبرز حديث دبلوماسي أميركي بضرورة التوصل إلى حل للآلاف من هؤلاء قبل أن يفوت الأوان، إذ حذر القائم بأعمال منسق وزارة الخارجية الأميركية لمكافحة الإرهاب تيموثي بيتس من "احتمال عودة (داعش) كلما طال بقاؤهم على هذا الشكل، بحيث يمنحهم مزيداً من فرص التحرر من قبل مجموعات مسلحة تقاتل على الأرض، إضافة إلى تجنيد من هم بمخيمات النازحين".
وأعلن بيتس عن تلك المخاوف في حديث لمعهد الشرق الأوسط مطالباً بإيجاد حلول لها، ووضع يده على أكثر المشكلات الشائكة والمعقدة، التي تثير استياء الغرب، وتتلخص بإعادة معتقلي "داعش" من أصول أجنبية، فقال إن "هناك ما يقرب من 4 إلى 5 آلاف مقاتل غير سوري، والحل الدائم والوحيد للتحدي الذي نواجهه في شمال شرقي سوريا هو أن تستعيد كل دولة رعاياها من المعتقلين الذين يقبعون في مخيمات النازحين".
من جهة أخرى، تفيد المعلومات باتساع نشاط مجموعات "داعش" في أعقاب الهجوم الأخير على سجن الحسكة، الذي تدخلت القوة الأميركية لصده، والذي كان يستهدف تحرير معتقلين من أفراد التنظيم، وعلى الرغم من خسائر تكبدها المهاجمون، فإنهم أفلحوا بتحرير عشرات المسجونين، ومنهم قادة، وتم إجلاؤهم إلى مناطق بالقرب من الحدود العراقية. وبحسب المعلومات الواردة فقد شُيِّدت معسكرات تدريب، منها ما يطلق عليه تسمية "أشبال الخلافة" وهم من الفئة العمرية الفتية منذ عام كامل.
في المقابل، يعتقد مراقبون أن عودة التنظيم إلى ما كان عليه هو "ضرب من الخيال"، ويقللون من خطر أفراده ويعدون وجوده إلى زوال، لكن ربما هذا الاستنتاج يُعتبر بعيداً من الواقع، لا سيما مع وجود 70 ألفاً من عائلاتهم يعيشون بمخيمات، أبرزها مخيم "الهول" القريب من الحدود السورية - العراقية، حيث تتزايد فيها الخطورة والعنف إذ يضم نساءً وأطفالاً. وينظر قادة فلول التنظيم إلى هؤلاء كخزان بشري يصنع فرقاً يعولون عليه في حال التحرك نحو أي معركة مقبلة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7