كتبَ محمد القيق: رسالة الشهداء ثقيلة

2022.07.08 - 04:53
Facebook Share
طباعة

 الأحباب أهل الكرامة والعز والثبات، يا أصحاب الرسالة التي خطها الأبناء بالدماء، فهي الرسالة الأثقل بين الرسالات هي التي لا يمكن أن تتغير بوسوسة شيطان أو تتعثر بمنهجية إحباط أو تتلاشى باعتماد الزمان والمكان.

الأحباب الكرام إن حاضنتكم شعبكم وأمتكم وكرامتكم ودم الشهداء الذي أظهركم بل وجعل حضوركم واجبا وابتسامتكم سلاحا رغم الألم، وتعاونكم واجتماعكم سيفا على العزلة والتقوقع والمرض النفسي والاكتئاب والإرهاق.

ولأنكم أهل الشهيد الذي حاول بدمه تحريك الشارع ونصرة الأقصى وصفع من يثبط الأمة ويحبط الناس، كان لزاما عليكم أن تعززوا رسالة الشهيد، فأغلبكم يسير ويجوب الشوارع والمحافظات ويهتف ويتحدث ويرفع المعنويات، فوالد رعد حازم وغيره كثر قديما وحديثا في الضفة والقدس وغزة كلهم لسان حالهم:

لن نجعل مرض القهر والإحباط يقتلنا لن نجعل رسالة الشهيد جامدة ولا تجد من يحملها، لن نخذل وصيته لن ننفصل عن الشعب الذي هو كنزنا، لن نهين من هو صامد في أرضه، لن نسلم ونستسلم لماكينة التثبيط وصوت التهميش ونبرة التبرير.

الأحباب الكرام وإن تسلل لبعضكم شيء من إحباط فليستحضر صورة ابنه أو ابنته الشهداء، وليستذكر دقائق ما قبل الارتقاء وهتاف الشعب وتضامن الأحرار..

هناك ندرك جيدا أن شعبا صامدا هو حاضنة ولا يمكن لنا أن نغفل دوره.

ختامًا احذروا مرض الإنكار أو التشاؤم أو الإحباط، فهذه سبل تؤدي إلى مراحل تبدأ بتصنيف الناس ثم تحقيرهم والتقليل من شأنهم ودورهم، وبعدها يبدأ هذا المرض بإقناع صاحبه بنرجسيته، ما يعني أن كل من حوله على خطأ وأنه مخذول منهم أو وحيد في الميدان، وهذا يقود رويدا رويدا إلى العزلة وإلى فقدان رسالة كلكم يعلم ثقلها وأهميتها وكفاها أنها من فلذة كبدك الذي قال فعلا لا شعارا.. "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين".

حفظكم الله وأبعد عنكم المثبطين والمخونين والمتسلقين والمرجفين، وأمدكم بطاقة ومعنوية تبقي ما تشرفتم به رسالة سامية، يحبكم شعبكم ويساندكم وإن ضعف تارة فأخرى سيقوى إسنادهم.

عتابكم على الشعب حالة طبيعية لا تجعلوها تتجاوز حدود رسالة الشهيد فتصبح هدرا وتكدرا وإحباطا ونسفا لما خطه شهيد بالدم لا بوقفة أو نداء أو بيان أو لجان.

كل عام وأنتم الكرامة والخير والمعنوية.. كل عام وأنتم محط أنظار وقدوة الجامعات والفصائل والشارع.. كل عام وأنتم الحب ومصنع التفاؤل.. كل عام وأنتم المحبوبون بضحكتكم وإرادتكم وتفاعلكم مع مكونات وقضية شعبكم؛ لأن الشهداء اختاروا لكم المقدمة والإيثار والصبر والتحمل والعطاء دون انتظار شكر من أحد. 

تتعرضون للعديد من المحاولات للنيل من سمعتكم وكرامتكم، لاستخدام معاناتكم ووجعكم وألمكم جسورا لمن يريد أن يهاجم ثقافة أبنائكم ووصيتهم؛ فيتغنى البعض بعطائكم وفي نفس الوقت يستخدم وجعكم ويضعكم في خانة متسول كي يمرر خبثه وتهجمه على نهج الأبناء وإحباطكم.

وفي الختام تبقى معادلتكم الأهم ورقمكم الأصعب وفاتورتكم الأغلى وعنوانكم الأوضح وفكرتكم الأرقى ووجعكم الأعمق واحتسابكم الأشمل، يتوج كل هذا قولكم وشعاركم وفعلكم استنادا لدستوركم القرآن ونهج ثورتكم فلسطين. 

التحرر مشروع والهدف مطبوع والوسيلة الإعداد والنية والطموح طريق نحو الكرامة.

 

المقال لا يعبّر عن رأي الوكالة وإنما يعبّر عن رأي كاتبه فقط


Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 9