خامس انتخابات في أربع سنوات للحكومة الإسرائيلية

2022.06.21 - 04:45
Facebook Share
طباعة

 للمرة الخامسة على مدار أربع سنوات،  تتوجه الحكومة الإسرائيلية إلى حل البرلمان الإسرائيلي وإجراء  انتخابات جديدة،  ذلك بعد أسبوع من الذكرى السنوية الأولى لتولي  زعيما الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت ونائبه وزير الخارجية يائير لابيد منصبهما.

فقد أعلن زعيما الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت ونائبه وزير الخارجية يائير لابيد، الإثنين 20 يونيو/حزيران 2022، أنهما "استنفدا كل الجهود لتحقيق الاستقرار في الائتلاف"، وأنهما سيحلّان البرلمان الإسرائيلي "الكنيست".
وسيصبح لبيد رئيساً للوزراء بموجب الاتفاق الائتلافي، وذلك الى حين إجراء انتخابات وتشكيل حكومة جديدة. وبحسب موقع "واللا" العبري، سيبقى لبيد وزيراً للخارجية الاسرائيلية خلال فترة الانتخابات بالتوازي مع توليه رئاسة الوزراء بعد حل الكنيست، بينما سيتولى بينيت منصب نائب رئيس الحكومة.
وكان من المفترض أن تنتهي سلسلة الانتخابات غير الحاسمة بعد فترة طويلة من الشلل السياسي في يونيو/حزيران الماضي 2020. وتمكّن نفتالي بينيت، وحليفه يائير لابيد، من توحيد ثمانية أحزاب متباينة، بما في ذلك حزب "راعام" العربي المستقل- وهو أول حزب عربي على الإطلاق يشارك في حكومة إسرائيلية.
وقد حصل  أغلبية هذا لائتلاف على أغلبية ضئيلة في الكنيست، ما يعني أنه كان قادراً على إنهاء حكم الزعيم اليميني بنيامين نتنياهو الذي دام 12 عاماً.
ويبدو أن هذا الموقف المفاجئ جاء من منطلق تفويت الفرصة على المعارضة وخاصة حزب "ليكود" الذي يقوده رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، في تحقيق انتصار بالكنيست في حال قدم الحزب مشروع قانون حل الكنيست قبيل الائتلاف كما تأتي هذه الخطوة في ظل تهديدات من بعض أعضاء الكنيست عن الائتلاف بالتصويت ضده في الكثير من المشاريع ما يعني إسقاطه تلقائياً.
وفي أبريل/نيسان، انشقت عضو الكنيست المتطرفة إيديت سليمان من الائتلاف الحاكم الحكومي. وقالت سليمان آنذاك إنها "اختارت الاستقالة بسبب شعورها بأنها لا تستطيع تحمُّلها بعد الآن"، مؤكدةً أنها "لا تستطيع الاستمرار في إلحاق الضرر بالهوية اليهودية لدولة إسرائيل"، على حد قولها.
ومثّل خروج سليمان من الائتلاف الحكومي خسارة الحكومة أغلبيتها في البرلمان؛ مما يعني أنها أصبحت غير قادرة على تمرير أي مشروع قانون إلا بدعم من نواب المعارضة.
وسقطت الحكومة بعد أن رفض أعضاؤها العرب تجديد "قانون الطوارئ في مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة"، ورغم أن المعارضة، بقيادة نتنياهو، تدعم القانون من حيث المبدأ لكنها صوتت ضده لدفع الحكومة نحو الانهيار.
وشكل سقوط "قانون الطوارئ في مستوطنات الضفة" مفاجئة لأعضاء الائتلاف، الذين سرعان ما انقسموا على أنفسهم، ما أنذر بوجود خطر وجودي على الحكومة.
وبعد عدّة استقالات من مجلس الوزراء والائتلاف، اتخذا نفتالي بينيت ونائبه وزير الخارجية يائير لابيد قرار الانتخابات.
وسيؤدي حل الكنيست إلى الذهاب لانتخابات عامة مبكرة من المتوقع أن تنظم في 25 تشرين الأول/أكتوبر. ومن  غير المتوقع أن تأتي تلك الانتخابات بانفراجة في المشهد السياسي الداخلي، في ظل الاحتمالات المرتفعة باستمرار حالة "عدم الحسم" وفشل معسكر نتنياهو -الذي يضم أحزاب الليكود، شاس، "يهدوت هتوراة"، الصهيونية الدينية– بالحصول على أغلبية في الكنيست، كما تفشل بذلك الأحزاب التي تتشكل منها الحكومة الحالية، وفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة.
وبحسب اتفاق بينيت-لابيد، سيصبح الأخير على الأرجح الأسبوع المقبل رئيس الوزراء الرابع عشر لإسرائيل، بعد 10 سنوات من انتخابه في الكنيست لأول مرة.
ويبلغ لابيد من العمر 58 عاماً؛ إذ نشأ في تل أبيب، وهو من مواليد عام 1963 لوالديه يوسف (تومي) لابيد، وهو صحفي وعضو كنيست ونائب رئيس الوزراء ووزير القضاء، والمؤلفة شولاميت لابيد، بعد تخرجه في المدرسة العبرية في هرتسليا، التحق بجيش الاحتلال الإسرائيلي وأدى معظم خدمته العسكرية في صحيفة "بامحنيه" التي تخرج منها عام 1985.
وأعلن لابيد عام 2012 دخوله الحياة السياسية بتأسيس حزب "يش عتيد"، وهو حزب صهيوني وطني وليبرالي من يمين الوسط، تفاجأ بانتخابات 2013 عندما حصل على 19 مقعداً وأصبح ثاني أكبر كتلة في الكنيست التاسع عشر، ليشغل لابيد منصب وزير المالية.
وفشل نتنياهو أربع مرات متتالية في تأمين أغلبية مطلقة لكتلته المكونة من أحزاب يمينية ودينية متطرفة، لكنه ظل رئيساً للوزراء بالوكالة من خلال انتخابات تلو الأخرى، فيما لا تزال تشير استطلاعات الرأي إلى عدم قدرته هو الآخر على حسم الانتخابات القادمة.
حيث أظهر استطلاع للرأي نشره “راديو 103″، الثلاثاء 21 يونيه/حزيران، أنه لا توجد إمكانية لأي من المعسكرين في إسرائيل لتشكيل الحكومة بعد انتخابات الكنيست.
وأظهر الاستطلاع حصول حزب الليكود على 36 مقعدا، لكن دون أن يتمكن رئيس الحزب بنيامين نتنياهو من تشكيل حكومة، كما أنه ليس لدى المعسكر المعارض لنتنياهو القدرة على تشكيل حكومة.
ويظهر الاستطلاع بأن المعسكر الداعم لنتنياهو سيحصل على 59 مقعدا. وبحسب نتائج الاستطلاع، حصل الليكود على 36 مقعدا، فيما حصل تحالف “الصهيونية الدينية” على 10 مقاعد، وشاس 7 مقاعد و”يهدوت هتوراة” 6 مقاعد.
كما أظهر الاستطلاع تصاعد طفيف بقوة حزب الليكود وكذلك في قوة حزب “يمينا”، وتحالف “الصهيونية الدينية”، فيما حافظت مختلف الأحزاب باستثناء “ميرتس” على قوتها مقارنة باستطلاعات الرأي السابقة.
وفي الجانب الآخر من الخارطة السياسية، حصل ما يسمى “معسكر التغيير” على 55 مقعدا دون أن يتمكن “ميرتس” من تجاوز نسبة الحسم.
وتوزعت المقاعد على النحو التالي “يش عتيد” حصل على 20 مقعدا، حزب العمل 7 مقاعد، و”كاحول لافان” 8 مقاعد، وحزب “يمينا” 7 مقاعد، و”يسرائيل بيتنو” 5 مقاعد، و”تكفا حدشاه” 4 مقاعد، والقائمة الموحدة 4 مقاعد، بينما القائمة المشتركة التي لا تنتمي إلى أي من المعسكرين حصلت على 6 مقاعد.
ولم يحدد بعد موعد الانتخابات العامة القادمة، لكن من المتوقع أن تكون في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وبهذا ستصبح الانتخابات الخامسة التي تشدها إسرائيل خلال 4 أعوام، وسط أجواء متوترة وحالة من الجمود السياسي.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4