كتبت نجلاء محفوظ: شاكيرا وأسباب الخيانة الزوجية

2022.06.13 - 07:07
Facebook Share
طباعة

 أثار إعلان المطربة الشهيرة "شاكيرا" عن تعرضها للخيانة الزوجية "استنكارًا" من الكثيرين -من الجنسين- وكأن الخيانة الزوجية لن تقترب "أسبابها" من الجميلات الشهيرات..

 تتعدد أسباب الخيانة الزوجية - من الجنسين- وقد أعلنت سابقًا زوجة الممثل الأمريكي الشهير ويل سميث أنها خانته، كما صرح بعض الممثلات العربيات عن تعرضهن للخيانة من أزواجهن، وبعضهن أكدن تكرار الخيانة من نفس الأزواج، ومن غيرهم تزوجهن بعد الطلاق..

 أول أسباب الخيانة الزوجية، عدم احترام قدسية الزواج والرغبة في الحصول على كل شيء؛ حياة زوجية مستقرة والتمتع بفوائد الزواج النفسية والاجتماعية والعاطفية وأحيانا المادية، وفي الوقت نفسه "ترك" الرغبة في السيطرة على الشهوات والسماح لها بدفعه له بخيانة نفسه قبل أن يخون شريكه في الزواج؛ فالخائن -من الجنسين- يخون نفسه ويلحق بها إثم الخيانة الديني، ثم عارها الاجتماعي وتوابعها وخسائرها المختلفة.

 لا يضمن الجمال -وحده-؛ عدم الخيانة، فقد أكدت دراسة أمريكية أن "بعض" ملكات الجمال وعارضات الأزياء والممثلات يفشلن كزوجات؛ لشدة تركيزهن على الجمال وجعله اهتمامهن الأول في الحياة، وأن بعضهن يتعاملن ببرود عاطفي مع أزواجهن، فيحاول بعضهم الانتقام لنفسه بالخيانة، ولا يوجد ما يبرر الخيانة "فالأشرف" الانفصال.

 كما أن الشهرة والنجاح في الحياة ماديًا أو اجتماعيًا لا يحمي صاحبه - من الجنسين- من التعرض للخيانة الزوجية؛ صرخت يومًا أستاذة جامعية جميلة وهي تحكي بمرارة مؤلمة جدًا عن تعرضها للخيانة من زوجها وكانت شريكته في الخيانة بنت "تافهة" على حد قولها وأقل منها في الجمال..

  توقفت عندئذ طويلًا عند ضيقها؛ لأنه خانها مع من تقل عنها وهل لو خانها مع من تفوقها كان الألم سيكون أقل، وأشك بالطبع في ذلك ولكنه الاعتزاز "الزائد" بالنفس وبالجمال وبالمركز المرموق والعائلة، وهو ما قد يضيق به شريك الحياة ويدفعه للبحث عمن لا يتباهى بنفسه كثيرًا ويفتش عمن يراه مميزًا، وهذا لا يبرر الخيانة فالاعتزاز الزائد بالنفس وربما الغرور كالدخان لا يمكن إخفاؤه مهما حاول صاحبه -من الجنسين- ذلك قبل الزواج؛ ولكن كثيرًا ما يخدع الطرف الراغب في الزواج -بشدة- نفسه ويقول لنفسه: سيتغير حتمًا بعد الزواج، ولن يحدث ذلك..

 كما أرسل لي شاب يشكو خيانة زوجته له مع شاب أقل منه اجتماعيًا وبلا عمل، فالخائن -من الجنسين- لا يبحث عن الأفضل دومًا، كما يعتقد البعض، بل يخضع لمن يحاصره أو من يضمن أنه لن يفضح أمره، والخيانة فعل يشين صاحبه، ونذكر فقط أهم أسبابها، ونكرر لا يوجد أبدًا ما يبررها سوى "إضعاف" الخائن لنفسه واستسلامه لغرائزه "وهروبه" من فشل ما يطارده في علاقته بشريك حياته أو بأي تفاصيل حياته ليوهم نفسه بنجاحه في علاقة عاطفية عابرة، وكأنه شخص تعرض للضرب في ميدان عام كبير، وتجاهل ذلك ثم قام بضرب إنسان آخر في شارع ضيق ليعرض نفسه عن الضربة الأولى.

 أو كما كنا نرى ببعض الأفلام العربية القديمة من يتناول الخمر ليفقد الوعي ويقول: "أنا جدع" ثم يزول أثر الخمر ليرى واقعه لم يتحسن وازداد سوءًا..

 يعطل الانبهار بالجمال -أو بالشهرة- العقل وبعض الجميلات يصعب الحياة معهن، وكذلك بعض أصحاب النفوذ والأثرياء؛ فلا يهتمون بمنح شركاء الحياة ما "يستحقونه" من الاحترام والاهتمام والحب والتقدير اللازم فيبحثون عنه خارج الزواج.

 فالطرف الأعلى - ماديًا أو جمالًا- يتوقع من شريكه الموافقة على كل ما يفعله والقبول بالحد الأدنى من الاهتمام، ولا يبادله الحب والتدليل وتدريجيًا يضيق به وقد ينبهه أو يتركه "ويهين" البعض نفسه؛ فيختار الخيانة..

 يشعر البعض من الجنسين "بالخوف" عند قراءة أخبار عن الخيانة الزوجية؛ والخوف "أبشع" مستشار للإنسان؛ فيتسبب في إرباك عقله ويؤثر بالسلب على تفكيره وعلى حسن نظرته للجنس الآخر وصوابها..

 والأذكى التعلم من التجارب التي يقرأ عنها ولا يتعجل عند اختيار شريك الحياة ولا يركز على جمال المرأة أو وسامة الرجل والثراء ومكان السكن الفاخر أو الجاذبية وحسن الحديث، ويتنبه جيدًا لما وراء ذلك كله؛ فالإنسان يفرح به أولًا، ثم يعتاده بعد فترة تطول أو تقصر ويركز "ويفتش" كثيرًا على الطباع الجميلة والاختلاف برقي وعدم التجريح بالكلمات أو بالأفعال، والحرص على زرع المودة والرحمة بكل تفاصيل الحياة الزوجية فبغيابهما يفشل الزواج ويتسبب في التعاسة وإن استمر، وقد ينتهي بالطلاق أو بخيانة الطرف الذي "انبهر" بشريكه..

 ننبه أن "مدمن" الخيانة -يسهل- كشفه قبل الزواج، وأن خيانات بعض الجميلات والمشاهير رسالة للجميع بأهمية اختيار شريك الحياة، والتأكد من حسن أخلاقه، فهي صمام الأمان من الخيانات؛ فستمنعه من الخيانة مهما تعرض للإغراءات، ولن يسعى وراءها كما يفعل البعض..

 وبعد الزواج لابد من الحرص على حسن الاهتمام بشريك الحياة، وزيادة الرصيد العاطفي الجميل معه، ومنع تناقصه، وتشجيعه على المثل؛ فيتعاملان كصديقين مقربين وكحبيبين مهما طالت مدة الزواج، وأن يحرصا على "انتزاع" أي مشاعر سلبية أولًا بأول، وتبادل التسامح والمرونة؛ ليس لإغلاق أبواب الخيانة فقط، ولكن للتمتع بسعادة يستحقانها.

 

المقال لا يعبّر عن رأي الوكالة وإنما يعبّر عن رأي كاتبه فقط


Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 8