موقف لبناني موحّد من الترسيم

2022.06.13 - 08:32
Facebook Share
طباعة

 يصل مساء اليوم الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين في زيارة تستمر ليومين، يلتقي خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وسط توجه لإعادة إحياء جولات المفاوضات غير المباشرة بين لبنان و »»إسرائيل» حول ترسيم الحدود البحرية.
وكتبت" النهار":تترقب الأوساط السياسية والديبلوماسية انطلاق مسار التكليف والتاليف الحكوميين علي نحو مواز لاستحقاق المحادثات المفصلية التي سيجريها الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية اموس هوكشتاين اليوم وغدا في بيروت. وعقب أسبوع عاصف من الجدل والضجيج الإعلامي والسياسي المتصل بالمشهد اللبناني المربك حيال ملف الترسيم خصوصا بعد تفرد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله باستباق الموقف الرسمي الذي سيبلغ الى هوكشتاين واطلاقه تهديدات باللجوء الى القوة لاستهداف منصة استخراج الغاز في حقل كاريش، تصاعدت عشية زيارة الوسيط الأميركي مؤشرات من مقار الرئاسات الثلاث تؤكد ان موقفاً موحداً لبنانياً سيبلغ اليه وان التنسيق جار بين المسؤولين في هذا الملف الوطني والاستراتيجي.
وفي المعلومات المتوافرة لـ"النهار" ان الرئيسين عون وميقاتي اتفقا على ابلاغ هوكشتاين ردا ًرئاسياً موحداً ولكن لا يمكن استباق ما سيحمله الوسيط الاميركي الى المسؤولين بمعنى بأنهم لا يحضرون رداً على قاعدة "أبيض او أسود". ولذلك يتم انتظار الوسيط اذا كان سيأتي بـ "تحسينات" مقارنة بالمرة السابقة مع حرص لبناني رسمي على التوصل الى حل لترسيم الحدود البحرية بين الطرفين. واثيرت مسالة عدم مشاركة رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء بعبدا ولكن الجهات المتابعة والمعنية شددت على ان الرئيسين كانا على تواصل مفتوح مع رئيس المجلس ولا مشكلة في هذا الخصوص. وبدوره اكد الرئيس بري لـ"النهار" انه على "تنسيق كامل" مع الرئيسين عون وميقاتي في هذا الملف وعلى قاعدة ان موضوع الترسيم والرد على هوكشتاين " يبقى خارج اي فلك للعب او المزايدة من أي جهة كانت". وأشارت معلومات الى ان عون سيبلغ هوكشتاين بأن ما قدمه في محطته السابقة الى بيروت " لم يكن كافيا " فضلاً عن تشديده على حق لبنان في ثروته البحرية وعدم التفريط بها او تقديمها هدايا لاسرائيل مع التزامه بتطبيق قانون البحار وقواعد الترسيم الدولية بين فريقين يدخلان في مساحات متنازع عليها.

وكتبت " نداء الوطن":ينكب رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل على إدخال "الأجندة العونية" للقاء هوكشتاين في عملية "تصفية حسابات رئاسية" وزواريب جانبية تدخل في باب "النميمة والتحريض ضد قائد الجيش العماد جوزيف عون"، وفق ما نقلت مصادر واسعة الاطلاع لـ"نداء الوطن"، موضحةً أنّ "ارتفاع حدة التصعيد من قبل فريق الرئاسة الأولى و"التيار الوطني" ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ضد رئيس وأعضاء الوفد التقني العسكري الذي كان يتولى عملية التفاوض غير المباشر في الناقورة، عشية زيارة الوسيط الأميركي، ليس منفصلاً عن محاولة تأليب الأميركيين على قيادة المؤسسة العسكرية باعتبارها الطرف المتعنّت والمتمسك بإحداثيات الخط 29 بينما باسيل هو الطرف القادر على ضمان نجاح مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بموجب مقتضيات الوساطة الأميركية".ورجحت المصادر أن يكون "التمريك" على قائد الجيش من ضمن أطباق مأدبة العشاء التي يقيمها بو صعب على شرف هوكشتاين غداً لتعبيد طريقه إلى قصر بعبدا صباح الثلاثاء، لكنها أشارت في المقابل إلى أنّ "المطلعين على أجواء واشنطن يؤكدون أنّ الوسيط الأميركي يدرك تماماً خلفيات المواقف التي ينطلق منها الفريق الرئاسي في مقاربة مفاوضات الترسيم من منظار "إحداثيات" باسيل، كما أنّ هوكشتاين نفسه يعلم جيداً حقيقة الموقف العسكري الذي كان قد سمعه مباشرة من قيادة الجيش والذي يقول بأنّ مهمتها انحصرت بإنجاز الشق التقني من الترسيم بينما القرار النهائي يبقى بيد السلطة السياسية، وهذا الموقف ربما يكرره قائد الجيش (اليوم) خلال تفقده كلية القيادة والأركان لناحية التذكير بأن قرار الترسيم سياسي وليس عسكرياً".

وكتبت" الاخبار": مع وصول الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة عاموس هوكشتين إلى بيروت، تنطلق الجولة الجديدة من المفاوضات الفعلية مع الولايات المتحدة بشأن معالجة مشكلة ترسيم الحدود البحرية مع العدو. وبحسب ما هو مؤكد على لسان مرجعيات كبيرة معنية، فإنّ آلية التواصل ومقاربة الملف باتت مختلفة تماماً عن المرحلة السابقة. وقد بات واضحاً أن المسار يقوم على الآتي:
أولاً، اتفاق على ترك الإدارة العليا للملف للرئيس ميشال عون، وهناك تفاهم واضح بين قيادتَي أمل وحزب الله على السير خلف الرئيس عون، وهو الموقف نفسه الذي أكده رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وبناءً عليه، تم الاتفاق على إعادة تنظيم العمل، بحيث يكون هناك تشاور مباشر ومفتوح بين عون وميقاتي، وتشاور غير مباشر مع الرئيس نبيه بري وحزب الله من خلال نائب رئيس المجلس إلياس بوصعب والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، على أن يصار في اليومين المقبلين الى إعادة تنظيم العلاقة مع قيادة الجيش، لتحديد دورها التقني، والسعي الى عدم صدور أي مواقف ذات بعد سياسي من قبل ضباط حاليين أو سابقين أو شخصيات قريبة أو محسوبة على قائد الجيش، وخصوصاً أن المواقف التي تُعلن تظهر كأن هناك في الحكم من يريد التفريط بحقوق لبنان.
ثانياً، تم التفاهم على سقوف تشكل خطاً أحمر لا يقبل لبنان تجاوزه تحت أي اعتبار، وهي تشمل رفض أي اقتراح أميركي بتكليف شركة أميركية أو من جنسية أخرى أعمال التنقيب في المناطق المتنازع عليها، وبالتالي رفض مطلق لفكرة الصندوق الاستثماري المشترك بين لبنان والعدو، وكذلك رفض فكرة الخط المتعرج، بينما المطلوب الاتفاق تقنياً على نقطة برية يجري على أساسها رسم الخط المستقيم داخل البحر. ولبنان يتصرّف على أن الخط 29 هو خط تفاوضي لكن بما لا يقود أبداً الى التراجع عن الخط 23.ثالثاً، التفاهم على إبلاغ الجهة الأميركية الوسيطة والجهات الغربية والشركات العاملة في هذا الملف أن هناك عواقب كبيرة ومخاطر جدية لأي محاولة لبدء العدو في استخراج النفط قبل الاتفاق مع لبنان الذي لا يمكن أن يقبل بحرمانه من التنقيب، فيما يحقّ لإسرائيل ذلك، سواء في المنطقة المتنازع عليها أو غيرها.وبحسب مصادر مطّلعة، فإن مشاورات مكثفة جرت الأسبوع الماضي معظمها بعيد عن الأضواء، واتفق على أن يقود الرئيس عون المهمة من دون الخضوع لكل أشكال الابتزاز أو المزايدات أو محاولات حشر لبنان لجرّه الى تنازلات أو الى مواجهات غير محسوبة، فيما أكّدت قيادة المقاومة للجهات المعنية في لبنان أنها جاهزة لتحمّل المسؤولية ربطاً بالموقف الذي يصدر عن الحكومة.
وعليه، أكّدت أوساط معنيّة بالملفّ أن هوكشتين «سيستمع إلى موقف لبناني موحّد» على اقتراح الخط 23 معدلاً الذي قدّمه الى لبنان في شباط الماضي. وأوضحت أن الردّ اللبناني على اقتراح هوكشتين يستند في جوهره إلى تقييم رئيس مصلحة الهيدروغرافيا في الجيش اللبناني المقدم عفيف غيث الذي كُلّف من قيادة الجيش، بعد إحالة رئيس الوفد المفاوض العميد بسام ياسين إلى التقاعد، حضور الاجتماع الفني - التقني في قصر بعبدا في آذار الماضي لدرس اقتراح هوكشتين. وأكّدت أن أحداً لم يعرف بعد ما في جعبة هوكشتين الذي تبلّغ قبل حضوره بأن على العدو وقف العمل في حقل كاريش.

وكتبت " اللواء":ما لم تحدث مفاجآت أو معيقات، فالمسؤول الأميركي على ملف الطاقة في الخارجية آموس هوكشتاين، والوسيط المطلوب في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل سيكون في بيروت مساء اليوم: في مهمة ذات طبيعة ثلاثية الابعاد:
1 - فمن جهة هو آتٍ لسحب فتيل التصعيد على خلفية الباخرة اليونانية على مقربة من الخط 29، وفي حقل كاريش المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل، وامتداداً للبحث في إمكان استئناف المفاوضات في الناقورة، كبديل للتهديد والوعيد..
2 - ينتظر من لبنان جواباً على ما سبق واثاره من خط التفاوض أو خط التنازع من هوف إلى الـ29 مروراً بـ23.. وسط تباين رئاسي حول هذه المسألة..
3 - بالمقابل لبنان، ينتظر من هوكشتاين إعلان ما لديه حول النزاع الناشئ، وما يمكن القيام به، والخيارات البديلة للتهديدات أو استخراج الطاقة من النقاط المتنازع عليها.
وبات بحكم المؤكد انه في ضوء أجوبة هوكشتاين قد يدعى الحكومة المستقيلة، إلى عقد جلسة خاصة لاعتماد الخط 29 كخط للحدود اللبنانية البحرية وتسجيله في الأمم المتحدة.

وأشارت مصادر ديبلوماسية إلى اتصالات عدة، قامت بها سفيرة الولايات المتحدة الأميركية مع كبار المسؤولين اللبنانيين الاسبوع الماضي، لاستيعاب مخاطر وصول سفينة التنقيب اليونانية الى حدود المياه المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، والعمل على منع تفاقم الاوضاع وتطورها نحو الأسوأ، ولكن تصاعد حدة التهديدات، من جانب حزب الله وإسرائيل في الايام الاخيرة، أثار مخاوف جدية من تدهور الاوضاع باتجاه مواجهة عسكرية، في حال تعثرت مهمة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين في التوصل الى اتفاق نهائي بين لبنان وإسرائيل.
واعتبرت المصادر ان نتائج مهمة الوسيط الاميركي في بيروت،هي التي ستحدد مسار الامور بخصوص ملف ترسيم الحدود البحرية باتفاق أو بدون اتفاق، بتصعيد سياسي، أو تهدئة، ووصفت تصاعد التهديدات من حزب الله وإسرائيل، بانها لا تساعد في التهدئة، بل تؤدي إلى تأجيج الاجواء، وزيادة التعقيدات في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، ولاحظت في التهديدات التي اطلقها رئيس الأركان الاسرائيلي بالامس، تطورا سلبيا خطيرا، يؤشر إلى نوايا وتوجهات إسرائيلية مقلقة تجاه لبنان في الايام المقبلة.
وحسب المعلومات المتوافرة لـ «اللواء»عن اجتماع عون وميقاتي، فهو كان «لتنسيق موقف موحد وقد استمر لأكثر من ساعة، وتم عرض مراحل المفاوضات والخرائط وخطوط الحدود التي حملها ميقاتي بملف اسود الى بعبدا. ووصف الاجتماع بأنه تقني بإمتياز، وان لا تباين بالموقف بين الاطراف اللبنانية، ولكن لن يصدر اي موقف رسمي حول الموقف بانتظار ما يحمله الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين». لكن عُلم ان الموقف الرسمي لن يخرج عن اطار الدعوة الى استئناف المفاوضات غير المباشرة انطلاقاً من الخط 23 وما يُمكن ان يحصل عليه لبنان لاحقاً خلال المفاوضات من حقوق اضافية لا تفريط فيها اذا كانت من حقه.
واشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» الى ان لبنان الرسمي متمسك بحقل قانا كاملاً، وسينقل الرؤساء الى الوسيط الأميركي الموقف اللبناني الموحد ان لبنان لن يقبل بتقاسم حقل قانا وعلى ضوء موقف هوكشتاين يكون البحث في ملف الترسيم وعودة المفاوضات فلبنان لن يقبل أن تشاركه «اسرائيل» في حقوقه وثرواته في هذا الحقل. وتشير المصادر الى أن غياب رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن اجتماع بعبدا مردّه عدم ارتياح الرئيس بري الى ما يجري على خط الترسيم، معتبرة أن بري متمسك باتفاق الاطار وهي الآلية التي يمكن الركون اليها لإنجاز الترسيم.
وذكرت «الجمهورية»، انّ هوكشتاين سيصل الى بيروت عصر اليوم بالطرق التي يتنقل فيها الموفدون الاميركيون إلى لبنان، وستكون له مجموعة من اللقاءات التقنية والخاصة غير المعلن عنها، قبل ان يلبّي دعوة نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب إلى عشاء دُعيَ اليه عدد قليل من المسؤولين الذين هم على صلة بملف الترسيم من أمنيين وديبلوماسيين ومستشارين.

وينطلق هوكشتاين صباح غد في جولة على رئيس الجمهورية ميشال عون فرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، على ان تكون له لقاءات أخرى أمنية وتقنية سيُعلن عنها في حينه. وفي المعلومات المتداولة بين المقار الرئاسية، انّ بري توافق على ما انتهى إليه لقاء عون وميقاتي السبت الماضي، بعدما نقل اليه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم اجواء هذا اللقاء الذي انتهى الى إعادة اعتبار لـ»اتفاق الإطار»، وما قال به لجهة التأكيد انّ الخط 23 ما زال هو المطروح في المفاوضات المقبلة مع هوكشتاين.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 9