الميليشيات ترفض دخول المساعدات الأممية إلى "مخيم الركبان".. ما التفاصيل..؟
خاص آسيا

أكدت مصادر أهلية في "مخيم الركبان"، أن ما يسمى بـ "الإدارة المحلية"، التي ترتبط بالميليشيات المسلحة المنتشرة في المخيم رفضت دخول قافلة من المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة، وذلك بحجة إن الأمم المتحدة تساعد الحكومة السورية على تفكيك المخيم الواقع بالقرب من الشريط الحدودي مع الأردن وفي أقصى الجنوب الشرقي من الأراضي السورية.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، فإن الميليشيات المنتشرة في البادية وترتبط بالقوات الأمريكية المتواجدة بشكل غير شرعي في منطقة "التنف"، ترفض تفكيك المخيم لكونه العائق الوحيد الذي يمنع الحكومة السورية من إطلاق عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على الجنوب الشرقي من البلاد، وبرغم إن الأحوال المعاشية صعبة جداً في المخيم العشوائي الذي يأوي حالياً نحو 45 ألف شخص تدفع الكثير من السكان للقبول بالعودة إلى مناطقهم الأصلية، إلا أن الميليشيات ستمنع تفكيك المخيم بقوة السلاح إن اقتضى الأمر.
وكانت آخر قوافل الأمم المتحدة قد دخلت إلى "مخيم الركبان"، قبل حوالي ثلاثة أشهر، وأجرت حينها مسحاً للوقوف على رغبة السكان بالتوجه إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، أو مناطق الشمال الخاضعة لقوات الاحتلال التركي، وقد أعرب جزء بسيط من عوائل عناصر الميليشيات المنتشرة في البادية السورية عن رغبتهم بالبقاء في المخيم الذي يشهد ضعف في وصول المواد الأساسية والمحروقات والمواد الطبية، وتؤكد مصادر أهلية في حديثها لـ "وكالة أنباء آسيا"، إن الميليشيات تتقاسم العمليات التجارية والأسواق داخل المخيم، علما إن جميع المواد بما فيها مياه الشرب وحليب الأطفال والخبز تدخل ضمن قائمة المواد التي تتم المتاجرة بها.
وتسيطر على المخيم مجموعة من الميليشيات أبرزها "جيش أحرار العشائر – جيش مغاوير الثورة"، وتأتي عرقلة الولايات المتحدة الامريكية لتفكيك "مخيم الركبان"، لكونه الذريعة الوحيدة المتبقية للحفاظ على وجودها غير الشرعي في منطقة "التنف"، إذ إن تواجدها في البوابة الحدودية الواقعة بأقصى الريف الشرقي لمحافظة حمص، يقطع الطريق الدولية الأقصر التي تربط بين العاصمتين السورية والعراقية.
ويعتبر تواجد القوات الأمريكية في منطقة "التنف"، تحقيقا لرغبة إسرائيلية بقطع الطرق البرية بين سورية والعراق، منعا لوصول الأسلحة عبر الطرق البرية من الأراضي الإيرانية إلى لبنان، وبرغم وجود خلايا تابعة لتنظيم "داعش"، تنتشر ضمن منطقة "خفض التصعيد"، المحيطة بـ "التنف"، والتي تعرف باسم "منطقة الـ 55 كم"، إلا أن القوات الأمريكية والميليشيات الموالية لها لا تقوم بأي عمل قتالي ضد هذه الخلايا، وتعلن "واشنطن"، إن استراتيجية وجودها في منطقة "التنف"، هي بحجة حماية مخيم الركبان، ومحاربة الوجود الإيرانية في سورية، ما يجعل من 45 ألف شخصي يقيمون في المخيم بحكم "الرهائن"، بيد قوات الاحتلال الأمريكي.