الهجرة العكسية للصهاينة تثير قلق الاحتلال

اعداد شيماء ابراهيم

2022.06.09 - 10:41
Facebook Share
طباعة

على مدار السنوات الماضية ومنذ احتلال القدس، عمدت اسرائيل على إضفاء الصبغة الصهيونية على المدينة دونا عن المدن الفلسطينية، واستخدم الاحتلال مجموعة من الأدوات والتشريعات والقوانين لتكريس هذا الهدف.

ولهذا الهدف عمدت سلطات الاحتلال إلى سياسات مصادرة الأرض وهدم المنازل وسحب الهويات وقوانين التنظيم والبناء، والمناطق الخضراء، وفرض الضرائب جزءاً أساسياً من عمل بلدية القدس للسيطرة على الأرض والسكان.
ورغم تلك السياسات ومع مرور الوقت ارتفعت نسبة المواطنين العرب في المدينة، ففي منتصف الثمانينيات وصلت النسبة إلى 28%، ثم عادت للانخفاض إلى 26% في منتصف الثمانينيات، وفي عام 2007 وصلت نسبة العرب إلى 29%، وحتى نهاية عام 2018 تضاعف عدد السكان العرب إلى 38%.
وخلُصت ورقة بحثية أعدها مركز القدس للشؤون العامة، تفيد بأن الميزان الديموغرافي في القدس يميل في السنوات الأخيرة لصالح الفلسطينيين، حيث وصلت نسبة الصهاينة في المدينة إلى 62% مقابل 38% للفلسطينيين، وهو أمر ينذر بخطر سيادي يهدد "أسرلة القدس" رغم كل محاولات التهويد والاستيطان والتهجير التي قامت بها سلطات الاحتلال على مدار العقود السبعة الأخيرة.
ففي الوقت الذي يبلغ فيه عدد سكان المدينة قرابة 920 ألف نسمة، فإن عدد الصهاينة يقدر بـ555 ألفاً، مقابل 350 ألفاً للفلسطينيين، ويمثل سكان القدس ضعفي عدد سكان منطقة المركز "تل أبيب وضواحيها"، وبذلك تصنف القدس على أنها المدينة الأكبر من حيث عدد السكان في إسرائيل.
وعزت عدد من التقارير أسباب هذه الزيادة إلى ارتفاع نسبة الخصوبة لدى الفلسطينيين، حيث تتراوح نسبة الخصوبة ما بين 2.4-2.7، مقابل 1.5-2.1 لدى الصهاينة.
كما كشفت تقارير عبرية عن قلق إسرائيلي آخر وراء انخفاض نسبة الاسرائيلين في المدينة، وهو ارتفاع نسبة الهجرة العكسية من القدس إلى مدن أخرى، فخلال عام 2018، استوطن 12800 ساكن جديد في القدس، مقابل مغادرة 18800 من سكان المدينة لمدن أخرى، أي أن صافي ميزان الهجرة خلال عام 2018 هو سالب 6 آلاف خلال عام واحد.
وفي عام 2019 ارتفعت نسبة الهجرة العكسية من 8 آلاف إلى 10 آلاف، و9 آلاف في عام 2020.
وفسرت الورقة البحثية أن نحو 39% من هذه الهجرة جاءت للاستيطان في مستوطنات خارج مدينة القدس، وأن 36% انتقلوا للعيش في مدن المركز وتحديداً في تل أبيب، وجزء آخر قرر الانتقال إلى مناطق أخرى في شمال إسرائيل.
وارجعت تلك الورقة أسباب الهجرة إلى الحالة الأمنية السائدة في القدس هي السبب الرئيسي وراء مغادرة المدينة، كما أن جزءاً كبيراً من الصهاينة العلمانيين يرفضون مجاورة الصهاينة المتدينين، إضافة إلى الرغبة في تقليل الاحتكاك مع المقدسيين.
وتتسبب تلك الاحصائيات في احباط مخطط الاحتلال حول سيطرته على القسم الشرقي منها بعد احتلاله شبه الكامل للقسم الغربي وفقا لتقارير عبرية، وهذا المخطط يعدّ جزء من صفقة القرن التي كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يرعاها (الاعتراف بأن القدس عاصمة الكيان).
وفي العام 2021 أشارت تقارير عبرية إلى أن "إسرائيليين ينظرون بقلق إلى التفوق الديمغرافي الفلسطيني في المنطقة ما بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن".
إلى جانب هذا أظهرت نتائج جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني (الصادرة عام 2018) أن عدد الفلسطينيين داخل حدود الأراضي المحتلة عام 1967 بلغ أربعة ملايين و780 ألفاً، إضافة إلى 1.5 مليون في الداخل المحتل، وذلك بزيادة زيادة مليون فلسطيني خلال السنوات العشر الأخيرة (منذ العام 2008).
وفيما يتعلق بالتركيب العمري، فإن المجتمع الفلسطيني فتيّ، حيث إن نسبة الأطفال ما دون 18 عاماً سجّلت 47% من نسبة الفلسطينيين، فيما بلغت نسبة الأفراد من ستين عاما فما فوق 5% فقط من إجمالي عدد السكان، فيما بلغ متوسط حجم الأسرة 5.1.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 8