بديل مصر لمواجهة أزمة سد النهضة

اعداد شيماء ابراهيم

2022.06.08 - 05:24
Facebook Share
طباعة

 في رد حاسم عن مصير الأزمة بين مصر وأثيوبيا بشأن سد النهضة والتأثير على حصة مصر من المياه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده لم تدخل في صراع من أجل زيادة حصتها من مياه النيل.
وخلال حضوره فعاليات المعرض والمؤتمر الطبي الأفريقي الأول في القاهرة، الأحد الماضي، قال السيسي موجها خطابه "للأشقاء" الأفارقة، إن "حصة مصر 55 مليار متر مكعب، ولم تتغير على مدار السنين الماضية، منذ أن كان عدد سكانها ما بين 3 إلى 4 ملايين نسمة وحتى الآن، ولم ندخل في صراع مع أشقائنا الأفارقة من أجل زيادة هذه الحصة".
وأضاف السيسي "لكن عمِلنا على تعظيم مواردنا (من المياه) والحفاظ على كل قطرة مياه، دون مبالغة، ولا أقول هذا الكلام لأسباب سياسية، إنما من أجل القول إن التحدي هو فرصة وليس عائقا للتغلب عليه؛ لذا قمنا بعمل برامج لمعالجة المياه معالجة ثلاثية متطورة".
وأشار إلى أن الجهود التي بذلت في هذا المجال هي "من أجل أن نوفر مياها للمواطنين مطابقة لمعايير منظمة الصحة العالمية، والاستفادة من هذه المياه مما يجعل مصر أول أو ثاني دولة في العالم تستفيد من معالجة المياه وتحليتها لصالح شعبها".
واتجهت الحكومة المصرية نحو سد العجز المائي الذي تعانيه من خلال بدائل متعددة؛ لتقليل الفاقد من المياه المستخدمة وتوفير مصادر بديلة، منها تحلية مياه البحر لتوفير مياه الشرب للمحافظات الساحلية المصرية، والتي كشف باحثون وخبراء عن جدواها كمياه شرب أو ليتم استخدامها في الزراعة.
وتواجه مصر عجزا مائيا يصل إلى 20 مليار متر مكعب سنويا، حسب ما ذكرت رئيسة قطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والري المصرية، إيمان سيد.
وأوضحت في تصريحات صحفية، أن احتياجات مصر من المياه تصل إلى 80 مليار متر مكعب، بينما مجموع المياه العذبة المتاحة في مصر يبلغ 60 مليار متر مكعب، مشيرة إلى أن مصر تعتمد بنسبة 97 بالمئة على نهر النيل.
وبحسب المعلومات المتوفرة فإن القاهرة اتجهت خلال الفترة الماضية إلى التعاون مع شركات روسية لإنشاء محطات ضخمة لتحلية مياه البحر، ضمن خطة تتضمن 4 محاور، أولها توفير الاحتياجات المائية لحل المشاكل الحالية والزيادة السكانية، والثاني توفير الاحتياجات المائية البديلة لإيقاف نقل مياه الشرب إلى مطروح والبحر الأحمر وسيناء، وأيضا توفير الاحتياجات المائية البديلة للمياه، وأخيرا الاحتياجات المائية المطلوبة للتنمية العمرانية.
وذكر الأستاذ بالمركز القومي لبحوث المياه، الدكتور محمد داوود، أن مصر تعتمد اعتمادا رئيسيا على حصتها في مياه نهر النيل، لافتا إلى أنه في ظل الزيادة السكانية ومعدلات التنمية الحالية، فقد انخفض نصيب الفرد ليصل إلى أقل من 600 متر مكعب سنويا، إذ وصل عدد السكان إلى أكثر من 100 مليون نسمة.
وقال إنه من المتوقع أن يصل عدد السكان بحلول عام 2050 إلى أكثر من 170 مليون نسمة؛ مضيفا: "يجب التخطيط للتعامل مع حصتنا المائية، حتى لا نواجه مشكلة في تدبير الموارد المائية مستقبلا".
وأضاف في تصريحات صحفية، أنه على الرغم من جهود مصر في إنشاء محطات التحلية، وتدوير المياه، وإعادة استخدام نحو 12 مليار متر مكعب سنويا من مياه الصرف الصحي المعالج أو مياه الصرف الزراعي، فإن مصر "تعاني حاليا عجزا مائيا يقدر بحوالي 20 مليار متر مكعب سنويا"، معتبرا أن أحد الخيارات الحالية لمواجهة هذا العجز هي "تحلية مياه البحر".
يأتي ذلك، بعد تصريح صدر الأسبوع الماضي من الجانب الإثيوبي حول تداعيات سد النهضة على مصر والسودان، حيث أشار مدير سد النهضة "كيفلي هورو" إلى مخاوف مصر والسودان من التأثيرات السلبية لعمليات الملء التي من المتوقع أن تبدأ مرحلتها الثالثة بعد أسابيع.
وأقر مدير سد النهضة باحتمال تأثر مصر والسودان بعمليات الملء، قائلا "قد تكون هناك آثار جانبية، لا نستطيع إنكار ذلك، لكنه ليس بالضرر الحقيقي، هذه الآثار الجانبية تكون خلال فترات الملء، وما عدا ذلك في أوقات التشغيل الاعتيادية ما يدخل (من مياه) هو ذاته ما يخرج".
وبحسب هورو فإن أقصى ما يمكن أن تقدمه حكومة بلاده هو القيام "بتنفيذ المشروع والملء على مراحل لمراعاة شؤون الدول الأخرى (…) هذه هي الضمانات المتوفرة لدينا"، معلنا في الوقت ذاته البدء في تجربة التوربين الثاني لإنتاج الكهرباء خلال أسابيع.
من جانبه اعتبر أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي أن تصريحات هورو بشأن "احتمال تضرر مصر والسودان من عملية الملء" غير دبلوماسية وغير مسؤولة.
وقال شراقي في تصريحات صحفية إن مصر تتحمل خسائر بمليارات الدولارات بسبب عمليات الملء التي قامت بها إثيوبيا بشكل أحادي، مشيرا إلى تحديد المساحات التي تتم زراعتها ببعض المحاصيل، مثل الأرز، خلال الأعوام الماضية، وكذلك إنفاق مئات الملايين من الدولارات على مشروعات لتحلية مياه البحر للتخفيف من آثار الملء المنفرد من قبل إثيوبيا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 1