سيدة الدقهلية تفجر الجدل حول اكتئاب ما بعد الولادة وخطورته
قتلت أطفالها الثلاثة وحاولت الانتحار، قضية أثارت أحداثها الجدل في مصر خلال الساعات الماضية، عقب تداول أنباء عن قيام سيدة من إحدى محافظات القاهرة بذبح أطفالها الثلاثة واقدامها على الانتحار تاركة رسالة لزوجها لتؤكد خلالها بأنها لن تعد تستطيع تحمل ما تعاني منه.
من جانبه طالب الزوج أهالي قرية ميت تمامة التابعة لإحدى محافظات مصر التي شهدت الجريمة، بالدعاء لزوجته بالرحمة والمغفرة، وأكد أيضا أن الأم كانت أحرص الناس على أبنائه. وأختتم حديثه قائلا:" الله يعلم وأنتم لا تعلمون".
وكان الزوج قد عاد من السعودية بعد 6 أشهر من العمل ليحضر جنازة أطفاله، في حين تتلقى الأم الرعاية الصحية بمستشفى المنصورة الدولي بالعناية المركزة.
وقد اعترفت الأم بارتكاب الواقعة، مشيرة إلى أن السبب وراء ارتكابها الحادث هو إصابتها بــ"اكتئاب ما بعد الولادة".
وقد أعادت الحادثة الجدل حول أهمية الاهتمام بمرضى الاكتئاب بشكل عام، وبخاصة السيدات اللاتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، وخصوصا أن فئة كبيرة في المجتمع ليست على دراية بشكل كبير فيما يخص هذا النوع من الاكتئاب الذي يصيب الناس عقب الولادة.
ووجدت العديد من الدراسات والأبحاث، أنه يمكن لمعظم الأمهات الجدد أن يعانوا من اكتئاب حاد ، والذي يسمى اكتئاب ما بعد الولادة، والذي يشمل في العادة: تقلبات في المزاج، ونوبات من البكاء، والقلق، وصعوبة في النوم.
ويبدأ اكتئاب ما بعد الولادة خلال يومين أو ثلاثة بعد الولادة، وقد يستمر لمدة أسبوعين، لكن بعض الأمهات الجدد قد يعانين من أشكال من الاكتئاب أكثر حدةً وأطول زمنًا، وتعرف باكتئاب ما بعد الولادة. بشكل نادر، فقد يظهر اضطراب في المزاج بعد ولادة الطفل، ويسمى: ذِهان ما بعد الولادة، وفقا لموقع مايو كلينك الطبي.
ولا يعد اكتئاب ما بعد الولادة خللًا أو ضعفًا في الشخصية. ففي بعض الأحيان تكون ببساطة من مضاعفات الولادة، وتختلف علامات وأعراض الاكتئاب بعد الولادة، وهي تتراوح بين الخفيف إلى الشديد.
وتكون علامات واعراض اكتئاب ما بعد الولادة أكثر وتدوم لفترة أطول، وقد تتداخل في النهاية مع قدرة الأم على العناية بطفلها، والتعامل مع المهام اليومية الأخرى.
وعادةً ما تظهر الأعراض في غضون الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة، ولكنها قد تبدأ في وقت مبكر، أي أثناء الحمل، أو تظهر في وقت لاحق حتى سنة بعد الولادة.
من جانبه علق الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى على الحادث، قائلا:" أن الأم لابد أن تخضع لتحليل الصحة النفسية نظرا لأن ارتكابها لهذه الجريمة يعد أمر غير سوي على الاطلاق".
وأضاف " المهدى " في تصريحات صحفية، ان ما تردد حول هذه الأم أنها كانت تعانى من حالة اكتئاب ما بعد الولادة وشعورها بقسوة الحياة وعذابها وصعوبة استمرارها .
وتابع أن الأم كان لديها رغبة ف الانتحار بعد قتل أطفالها بدافع قتل الشفقة أو الرحمة لحمايتهم من عذاب أطول بعد انتحارها وامتلاكها لطاقة انتحارية كبيرة ، لذا قامت بإلقاء نفسها أمام الجرار.
ونصح بضرورة الاعتناء بالأم أعراض اكتئاب ما بعد الولادة ، والذى من الممكن أن يستمر لمدة عام ويظهر في اكتئاب شديد وإحساس بالدونية والضيق وامتناعها عن تناول الطعام والشراب.
