لماذا تثير أسر مخيم الهول قلق العراق؟

2022.06.01 - 05:25
Facebook Share
طباعة

 بدأت عشرات العائلات العراقية الانتقال من سورية، تحديداً من مخيم الهول بمحافظة الحسكة (شمال شرق سوريا) إلى العراق، وذلك من ضمن اتفاقية مع قوات سورية الديمقراطية (قسد)، عبر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية- بحسب مصادر أمنية.

وبدأت الحكومة العراقية منذ مايو/أيار عام 2021 بنقل عائلات عراقية من مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة، جنوبي الموصل، بمحافظة نينوى، شمالي البلاد.
وأكدت مصادر أمنية عراقية لوكالة أنباء آسيا؛ أن الأجهزة الأمنية العراقية دقّقت في أسماء العراقيين الذين سيتم نقلهم، وتأكدوا من عدم تعلق أحدهم بأي من قضايا الإرهاب، وبالتالي هم غير مطلوبين قضائياً.
وأوضح المصدر الأمني أنه بالرغم من ذلك تتعامل الأجهزة الأمنية مع هؤلاء على أنهم قنبلة موقوتة سواء العائدين أو المنتظر عودتهم. مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تصل أكثر من 150 عائلة في خلال اليومين القادمين.
ويشكل مخيم الهول، الواقع شرق سوريا، حيث يوجد آلاف من أسر وعناصر تنظيم "داعش"، قلقاً وهاجساً للسلطات العراقية التي تتخوف من حصول عملية هروب كبيرة من داخل المخيم قد تساعد في تعزيز إمكانات التنظيم في شنّ هجمات أوسع داخل الأراضي العراقية خلال الفترة المقبلة.
وكان مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي أكد في مؤتمر صحافي، في أبريل (نيسان) الماضي، أن مخيم الهول يمثل تهديداً حقيقياً للعراق، وقال، "العراق يناقش ملفاً مهماً وحساساً مع الجهات الدولية يشكل أهمية كبيرة، ومخاطر وتحديات".
مبيناً أن رئيسة بعثة "يونامي" في العراق جينين بلاسخارت، كان لها دور في إقناع الحكومة العراقية للتعامل مع الرعايا العراقيين في مخيم الهول، فضلاً عن تحقيق نتائج مهمة من قبل اللجنة التي شكّلها رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي في شأن هذا الملف.
وأضاف الأعرجي أن "هناك حاجة لوجود تعاون دولي في مواجهة تنظيم داعش وضمان تجفيف منابع الإرهاب، المالية والبشرية والإعلامية"، مشيراً الى أن بقاء هذا المخيم، الذي يسكنه نحو 70 ألف شخص، "كل يوم، يعني يوماً آخر من الكراهية والحقد، وتمويلاً للإرهاب، لذلك لا بد من توفير البيئة المناسبة لإنقاذ الأطفال والأسر".
وبحسب الأعرجي، يوجد في مخيم الهول 30 ألف عراقي، 20 ألفاً منهم دون سنّ الرشد، مبيناً أن هناك قراراً من الحكومة العراقية، في الأشهر المقبلة، لاستقبال أسر عراقية تقطن في المخيم.
وفي وقت سابق، دعا مدير مركز العراق للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، الدول الأوروبية إلى تحمّل مسؤولية رعاياها.
قائلاً إن "مخيم الهول إحدى البؤر الخطيرة للعوائل الإرهابية وأطفال هذه الأسر المتهمين بالإرهاب، وهو يضم 60 ألف أسير من جنسيات مختلفة، سواء من دول أوروبية، إضافة الى جنسيات عربية وعراقيين".
مؤكداً أن هناك مطالبات من المجتمع المدني وحقوق الإنسان، منذ فترة طويلة، لمواجهة المشكلة الخطيرة في هذا المخيم، حيث يتعرّض السجناء، لا سيما النساء اللاتي يُردن التحرر من "داعش" للقتل.
محذراً من استمرار الأطفال بالعيش والنمو في هذا المخيم، كونهم سيتحولون إلى مشاريع إرهابية، ولهذا، على كل الدول أن تتحمل مسؤولية رعاياها، والعمل على إعادة تأهيلهم وإحالة من ارتكب جرائم موثقة إلى العدالة.
ويواصل تنظيم "داعش" هجماته على مناطق تقع في أطراف محافظات ديالي وكركوك وصلاح الدين مستهدفاً القوات الأمنية العراقية عبر أكمنة بالعبوات الناسفة أو بهجمات خاطفة على القرى ليلاً، وتمثل سلسة جبال وتلال حمرين الممتدة بين ثلاث محافظات عراقية، شمال البلاد، وهي ديالي وصلاح الدين وكركوك، قاعدة أساسية ومهمة لانطلاق هجمات التنظيم الإرهابي على مناطق واسعة من هذه المحافظات، وصولاً الى أطراف العاصمة بغداد.
وأسفرت هذه الهجمات، خلال عام 2021، عن مقتل وإصابة المئات من عناصر الأجهزة الأمنية من الجيش، والشرطة، و"الحشد الشعبي"، والمدنيين أيضاً، لكنها بدت محدودة قياساً بما شهده مطلع 2020 ونهاية 2019 من ارتفاع كبير في معدل عمليات التنظيم الإرهابي.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7