حرب في سورية وثورة في لبنان
كتب علي مخلوف _ وكالة أنباء آسيا

أصاب الصدأ طناجر من اتبعوا صوت العرعور، وتكدس الغبار على شعارات بيروت والتابوت، لم تعد الغوطة ارضا سنخة ونصب تمثال العذراء مجددا بعد ان كان اتباع هبل يحطمونه.
ما حدث في سورية وما يحدث في لبنان مختلف كليا، في سورية كهرباء وماء بشكل دائم، الوقود والخبز مدعومين التعليم والطبابة مجانيان، الرواتب لم تتوقف للموظفين والعمال، في سورية يحظر انشاء احزاب ذات صبغة طائفية، حتى اولئك الطائفيين لم يكونوا ليجرأوا بالتحدث عن الطوائف، كل ماسبق لاينفي وجود فساد ومحسوبيات واخطاء ولايعني بأن للناس مطالبه المحقة، لكن عندما يقارن البعض ما حصل في سورية بما يحصل في لبنان، فان الحديث عن تفاصيل حياتية يصبح ضرورة.
في لبنان لا ماء ولاكهرباء و لا طبابة ونسب بطالة مرتفعة وطائفية حتى النخاع، مشاكل في النفايات والبيئة وظلم للكثير من المناطق كطرابلس وبعلبك الهرمل، رواتب لم يقبضها الموظفون والعاملون لاشهر.
في لبنان لم تخرج حتى الان شعارات تطالب بتهجير البعض الى مكان ما واخذ البعض الاخر الى التوابيت، لكن في ذات الوقت هناك من امتطوا ظهر الثورة الجامحة، كالقوات والكتائب، وهناك من يحاول تعويم شخصيات جديدة للحكم، اضافة لمحاولات استهداف المقاومة، ما حدث في سورية حرب عالمية على رقعة جغرافية صغيرة، وفي لبنان هناك ثورة يخشى ان يتم خطفها وتحويلها الى مأساة.
لاجل كل ماسبق، في سورية كانت ولا تزال حربا على البلاد، فيما في لبنان يمكن حتى الان اطلاق اسم ثورة عليها، المهم ان لا يكون في لبنان عرعور اخر وان لا يتم اعادة بعث جيش لحد جديد.