حقيقة عصابات التنويم المغناطيسي في العراق؟

2022.05.26 - 09:12
Facebook Share
طباعة

 بعد تكرار سرقات محال التجارة ومحلات الصرافة، في بغداد ومدن عراقية أخرى، على أيدي متخصّصين في التنويم المغناطيسي، بحسب ما أفادت السلطات الأمنية في البلاد.

أعلنت وزارة الداخلية العراقية أخيراً أنّها ألقت القبض على متّهمين من جنسيات أجنبية لقيامهما بسرقة مبالغ مالية عن طريق تنويم الضحية مغناطيسياً في منطقة البياع جنوبي العاصمة بغداد.

ومنذ سنوات قليلة بدأت تظهر على قصص "غريبة" عن تلك السرقات، عبر مقاطع مرئية يبثها مواطنون يدّعون تعرضهم للسرقة باستخدام "التنويم المغناطيسي"، لكن الشكوك كانت تحيط بحقيقة الأمر، قبل أن تنتشر تلك المقاطع بشكل متكرر، وصولا إلى بيانات رسمية صدرت من وزارة الداخلية.

وبحسب بيانا للداخلية العراقية فقد ألقي القبض على 3 متهمين بسرقة شركة صرافة في العاصمة بغداد، وقالت إن "المتهمين أوهموا الضحايا وسرقوا أموالهم، حيث دخل 3 أشخاص إلى مكتب صرافة واستخدموا التنويم المغناطيسي على صاحبه، وتمكنوا من سرقة مبلغ مالي قدره 3 آلاف دولار".

وخلال الفترة الماضية، ومع انتشار أخبار تلك الحالات واللغط الدائر بشأنها، أبدى عراقيون عبر الشبكات الاجتماعية قلقهم من تلك الحوادث، وإذا كانت بالفعل تتم عبر "التنويم المغناطيسي".

ويتحدث تاجر الإطارات في العاصمة بغداد عمر البياتي  في تصريحات صحفيةعن تعرضه للسرقة باستخدام هذه الحيلة، قائلا إن "شخصا لا أعرفه يستقل دراجة نارية دخل إلى محلي بمنطقة الكرادة، وسألني عن سعر إحدى البطاريات، وبعد إجابتي له قال إنني لا أملك المال لشرائها، فقلت له خذها من دون مقابل".

في هذا الإطار، يقول الضابط في شرطة بغداد غسان المحمداوي، في تصريحات صحفية، إنّ "التنويم المغناطيسي هو شكل من أشكال إصابة الضحية بالتشتّت وعدم التركيز لتمكين المقدمين على السرقة من المحال التجارية وأصحاب مكاتب الصيرفة من فعلتهم. لذلك نطالب المواطنين باتّخاذ الحذر والابتعاد من الزبون الذي يمارس أيّ نشاط غير طبيعي، مثل استخدام المناديل والقلائد أو تشغيل أصوات صفير وغيرها بواسطة أجهزة الهاتف".

ويشير المحمداوي إلى أنّ "ثمّة حالات عدّة وقعت في بغداد، علماً أنّ السرقات بمعظمها كانت تحدث في الماضي من خلال خفّة اليد أو التمويه أو النصب أو تحت تهديد السلاح، أو عبر مجموعة لصوص يلجأون إلى عمل تمثيلي في داخل محلّ معيّن بهدف سرقته، من قبيل افتعال شجار أو حالة إغماء".

وبحسب مسؤول عراقي وصف طبيعة تلك الحوادث بأن "ما حصل ليس تنويما مغناطيسيا، بل قضية احتيال عبر استخدام وسائل متنوعة، ومنها الاتفاق مع عامل المحل على هذه الرواية للحصول على جزء من المال المسروق غالبا من التاجر أو صاحب المحل، أو عبر استخدام مواد مخدرة، فضلا عن استخدام أسلوب خفة اليد".

وعن المقاطع المرئية المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي وتتحدث عن ذلك، يؤكد المسؤول أن "التحقيقات توصلت إلى أنها غير حقيقية، وأن القضية احتيالية وفُتح تحقيق في الموضوع، وألقينا القبض على بعض الأشخاص، واعترفوا بأن الجرائم تمت بتعاون مع الأشخاص الذين يزعمون أنهم منوّمون، فكان بينهم اتفاق مسبق في بعض الحالات".

في سياق متصل، يلفت القاضي والخبير القانوني علي التميمي إلى أنّ "القانون العراقي تطرّق إلى السرقة عبر الحيل، والتنويم المغناطيسي يُعَدّ حيلة". موضحا في تصريحاته أنّه "في حال وقعت السرقة في النهار تكون عقوبتها السجن لسبع سنوات، أمّا إذا أتت في الليل فإن عقوبتها تصل إلى 10 سنوات".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 1