يستخدمها البؤساء.. "لوحة الصرخة" ومعلومات لا تعرفها عنها

2022.05.26 - 06:27
Facebook Share
طباعة

 تعتبر لوحة الصرخة إحدى أشهر لوحات الرسام النرويجي إدوارد مونش، وتشتهر بشخصية الرجل الغريب المُعذب، الذي يقف منتصف اللوحة على جسر مطل على  مضيق كريستيانا بالعاصمة أوسلو، تحت غروب شمس وهو يضع كفيه على وجهه.

معلومات لا تعرفها عن لوحة الصرخة 

وأصبحت هذه اللوحة التي بات كثير من المعذبين يضعونها صورة شخصية على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي واحدة من أشهر لوحات الحداثة الأوروبية، وباتت رمزاً للأشخاص الذين يعانون من الحزن والاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية.

ويشرح الموقع الرسمي للرسام النرويجي إدوارد مونش، أن لوحة الصرخة هي سيرة ذاتية تعتمد على تجربة مونش الفعلية للصراخ الذي يخترق الطبيعة أثناء المشي، بعد أن تركه رفيقاه، اللذان يظهران في خلفية اللوحة.

فيما كتب مونش في يومياته عن سبب إلهام اللوحة، قائلاً: "ذات مساء كنت أسير على طول الطريق، كانت المدينة على جانب، والمضيق البحري تحت المدينة، شعرت بالتعب والمرض، توقفت ونظرت إلى المضيق، حيث كانت الشمس تغرب، وتحولت الغيوم إلى لون الدم، شعرت بصراخ يمر في الطبيعة، بدا لي أنني سمعت الصرخة، رسمت هذه الصورة، والغيوم على أنها دماء فعلية، فكانت الصرخة".

فيما يلي، بعض المعلومات التي لا تعرفها عن لوحة الصرخة المرسومة بالألوان الزيتية والباستيل والتمبرا:

الصرخة ليست لوحة واحدة، بل 4 قطع فنية

وفقاً لما ذكرته مجلة Mental Floss الأمريكية، فقد أنشأ مونش مجموعة رباعية من المشهد المألوف، في عام 1893، صنع الفنان النرويجي نسخة مرسومة، إضافة إلى قطعة بالشمع الملون.

وبعدها بعامين، ابتكر نسخة أخرى من الباستيل، ثم في عام 1910، استخدم دهانات تمبرا على لوح لرسم الصرخة الأخيرة.

الاسم الأصلي لم يكن الصرخة

كان اسم مونش المقصود لهذه الأشكال المختلفة هو صرخة الطبيعة.

وشارك الأساس المنطقي وراء هذا العنوان في قصيدة رسمها على إطار لوحة الباستيل في عام 1895، وتقول: "كنت أسير على طول الطريق مع صديقين/ كانت الشمس تغرب- تحولت السماء إلى اللون الأحمر الدموي/ وشعرت بنفحة من الكآبة- وقفت ساكناً، ميتاً من التعب- فوق اللونين الأزرق الأسود/ للمضيق البحري والمدينة حيث يعلق الدم وألسنة النار/ سار أصدقائي- وتخلّفت وراءهم/ أرتجف من القلق- شعرت بالصرخة العظيمة في الطبيعة".

قد تكون الصرخة حول الانتحار أيضاً

يحدد سو بريدو، الباحث في أعمال مونش، ابتكار أول صرخة في وقت كان الرسام النرويجي يعاني فيه من الإفلاس، وخارجاً لتوه من علاقة حب فاشلة، وكان يخشى الإصابة بالمرض العقلي الذي انتشر في عائلته.

ويرى بريدو أنه ليس من قبيل المصادفة أنَّ الجسر الذي صوره مونش في لوحة الصرخة كان مكاناً شائعاً للمنتحرين.

والأبرز من ذلك، أنه كان قريباً من مسلخ، والملجأ حيث أقامت أخت مونش، المصابة بالفصام.

ربما كانت الصرخة مستلهمة من مومياء في بيرو

في وقت قريب من إنشاء لوحة الصرخة، اكتُشِفَت شخصية محنطة لأحد محاربي قبائل شاشابويا بالقرب من نهر أوتخوبامبا بمنطقة الأمازون في بيرو.

وبيدين مثبتتين على جانبي فمٍ مفتوح في صرخة واضحة، تحمل المومياء تشابهاً صارخاً مع صرخة مونش.

وافترض مؤرخ الفن روبرت روزنبلوم أنَّ مونش وجد الإلهام من المومياء أثناء عرضها في معرض بباريس.

استلهم المخرج الأمريكي ويس كريفن قناع فيلمه من الصرخة 

يعتبر ويس كرافن لوحة الصرخة لمونش أحد أعماله الفنية المفضلة، وقد قال: "إنها إشارة كلاسيكية إلى الرعب الخالص الذي كان موجوداً في بعض أوقات القرن العشرين، أو ربما مجرد الوجود البشري".

وهو ما يفسر سبب بعض أوجه التشابه اللافتة بين الصرخة وقناع Ghostface في فيلم Scream.

ألهمت الصرخة أيضاً مسلسل Doctor Who

في سلسلة الخيال العلمي التي أعيد إطلاقها في نسخة جديدة، Doctor Who، يواجه الطبيب المحبوب كائنات فضائية تهدد الكون تُعرَف باسم "Silents- الصامت". اعترف المنتج التنفيذي ستيفن موفات بأنَّ مظهر هذه المخلوقات المرعبة مستوحى جزئياً من صرخة مونش.

اللصوص تركوا ملاحظة ساخرة في أول سرقة تتعرض لها لوحة الصرخة

في اليوم نفسه الذي افتتحت فيه دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1994 في ليلهامر بالنرويج، استخدم لصوص سلماً للتسلل إلى داخل المعرض الوطني في أوسلو من النافذة، وسرقوا اللوحة.

وكان اللصوص سعداء جداً بالسهولة التي نفذوا بها سرقتهم لدرجة أنهم تركوا بطاقة كتبوا فيها: "شكراً للحراسة الضعيفة".

لكن تمت استعادة اللوحة في ظرف 3 أشهر.

مسلحان سرقا اللوحة مجدداً في عام 2004

في سرقة جريئة في وضح النهار، اندفع رجلان ملثمان إلى متحف مونش في أوسلو وفرّا مع لوحتي الصرخة والسيدة العذراء.

وبحلول مايو/أيار عام 2006، كان ثلاثة رجال أدينوا بسرقتهما.

مقامرون راهنوا على سرقة اللوحة مرة أخرى

راهن وكلاء المقامرات في لندن على أن لوحة الصرخة الوحيدة التي ستذهب لمالك فردي ستُسرق قبل وصولها إلى ساحة مزاد سوثبي في 2 مايو/أيار عام 2012.

وتوقعت التقديرات المنشورة أن تبلغ قيمة اللوحة 80 مليون دولار.

وفي النهاية، بيعت نسخة الباستيل الثانية من لوحة الصرخة مقابل 119.9 مليون دولار، ما جعلها حينذاك "أغلى عمل فني يُباع في مزاد".

ربما نكون مبرمجين علمياً على التأثر بلوحة الصرخة

أظهرت الدراسات في 2012 والتي أجرتها أستاذة البيولوجيا العصبية بجامعة هارفارد مارغريت ليفينغستون على القرود من نوع "المكاك"، أن دماغ الرئيسيات يتأثر بتعبيرات الوجه المبالغ بها مثل الفم المنتفخ في لوحة الصرخة.

وقالت مارغريت لصحيفة Wall Street Journal: "لهذا أظن أن الرسم الكاريكاتوري للمشاعر ناجح جداً، فهو ما بُرمجت خلايانا العصبية عليه".

إتاحة لوحة الصرخة للملكية العامة

لوحة الصرخة وجميع اللوحات التي رسمها إدوارد مونش أصبحت متاحة للملكية العامة في الدول التي تقر فترة حقوق الملكية الفكرية بـ"مدة حياة صاحب العمل مضافاً إليها 70 عاماً".

ولأن مونش توفي عام 1944، كان يوم الأول من يناير/كانون الثاني عام 2015، تاريخ إتاحتها للملكية العامة في دول مثل البرازيل ونيجيريا وروسيا وتركيا ودول الاتحاد الأوروبي.

وقد أصبحت بالفعل ملكية عامة في الولايات المتحدة، لأنها رُسمت قبل عام 1923.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7