" التعكيب " ، هكذا هي التسميّة بلهجة أهالي محافظة الرقة السوريّة ، بالفصحى تعني ( التعقيب ) ، فيما هي كممارسة تعني تنفيذ معاملات شخصيّة ، إرث ، وفاة أو بيانات وقيود تخص شخصاً ما تهمه في معاملاته الرسميّة .
هي أحد طرق جمع المال في " الرقة " ، حيث مناطق سيطرة قوات سوريّة الديمقراطيّة " قسد " كما تشير مصادر محليّة في حديث ل" آسيا " : " توفر النت الفضائي هناك أتاح للكثيرين ممارسة هذا العمل - إن صح التعبير - فيما ميدان " التعكيب " أو الضحايا هم أناس من المملكة العربية السعودية ، فبحكم تقارب وإتقان اللهجة ، يقومون بالاتصال عبر أرقام مجهولة بعد شراء شرائح اتصال سعوديّة بزبائنهم عارضين تنفيذ معاملاتهم الرسميّة في المملكة ،أي لمواطنين سعوديين ، ليتم لاحقاً طلب حساباتهم الماليّة ، ومن ثم سحبها ، وتوفر " النت الفضائي يخدم هكذا أعمال"
وتصف المصادر أنّ الأمر هذا يقوم به شباب ، وحتى فتية ، ورجال من مختلف الأعمار ، ويُعد مصدراً رئيسياً لتدفق الأموال ، والغنى ظهر هناك بشكل واضح، تلمسه في حركة البناء التي تشهدها الرقة ، بل في ظهوره لدى أناس كانوا تحت الصفر ، كما يُقال !
تُتابع مصادرنا : " مدينة الرقة أُعيد بناءها ، لم يكن ذلك حُباً بأهلها ، بل لإخفاء معالم التدمير الذي طالها ، وحجم المجازر التي ارتكبتها القوات الأمريكيّة، مانعلمه أنّ جهات دوليّة ساهمت بالإعمار ، للملمة المآسي التي وقعت ، وهي حتماً في سياق المحاولات الأمريكيّة لفرض معادلات جديدة بالمنطقة خدمة لمصالحها"
لا تقتصر التدفقات الماليّة على هكذا أعمال ، بل إنّ مصادر أخرى لا تقل عنها أهميّة سائدة كذلك حسب ما تذكر مصادرنا : " ترويج وبيع المخدرات والحشيشة تأتي على رأس قائمتها ، وبشكل كبير ، وكل ذلك يجري تحت أعين قيادات " قسد " ، بل وبدعمٍ غير مُعلن منها ، شبكات تنشط بشكل واسع على هذا الصعيد ، وما من أحد يُحاسب ، فرغم الجماليّة التي قد يراها البعض هناك ، إلا أنّ ماهو مخفي يرسم معالم خطرة مُجتمعياً بانتشار هذه الآفات .
وتختم المصادر حديثها : " كل من يدور في فلك " قسد" من أمراء الحرب هم المستفيدون من الأوضاع الراهنة، حيث الفوضى الأمنيّة الجارية منذ فرض سيطرتها هناك هناك ، والسائدة على نطاق واسع " .
يذكر أنّ مدينة الرقة الواقعة في الشرق السوري تعرضت لتدمير كبير في بناها الخدميّة والسكنيّة بحجة استهداف تنظيم " داعش " وذلك من قبل طيران الاحتلال الأمريكي ، ما خلّف مجازر بحق المئات من المدنيين ، وهو ما تكشّفَ تباعاً منذ نهاية العام 2017 .