ما كُشف عن "سلامة الغذاء" ينذر بسيناريو سيء

2022.05.20 - 07:40
Facebook Share
طباعة

كتبت نداء الوطن:

كان لا بد أن تدوّي فضيحة اللفت المسرطن في ألمانيا حتى تعود الى الواجهة من جديد قضية سلامة الغذاء في لبنان التي تندسّ لفترة تحت غطاء هموم اللبناني الكثيرة لتعود الى الضوء مع كل حالة تسمم غذائي يُعلن عنها أو خروج بعض الأرقام المقلقة حول تزايد حالات السرطان في لبنان. المراقبة غائبة والمحاسبة عن المخالفات الغذائية تكاد تكون معدومة، الوضع متفلّت تماماً والسلامة الغذائية وصلت الى حافة الخطر فهل بات اللبنانيون يحاربون وحدهم عدواً يتربص بهم في أكلهم وشربهم؟

منذ أسبوعين بالضبط شهدت منطقة البقاع حوالى مئة حالة تسمم إثر تناول هولاء الطعام في أحد مطاعم المنطقة وفقاً لما يرويه لـ"نداء الوطن" نقيب الأطباء د. شرف أبو شرف. ورغم العدد الكبير من المصابين لم تدخل الى المستشفيات إلا الحالات القصوى منها للأسباب المادية المعروفة. لم يتم التحري عن سبب التسمم ولم تتخذ اية إجراءات بحق المطعم المخالف كما يقول النقيب، فليست المراقبة وحدها هي الغائبة بل المحاسبة والمعاقبة الرادعة .

الوضع خطير يؤكد نقيب الأطباء وسيزداد سوءاً وخطورة مع الوقت إن لم تتخذ الإجراءات الضرورية لردع كل المخالفات الغذائية والبيئية والصحية التي تثبتها الحالات التي يتم رصدها في المستشفيات رغم كون الكثير منها لم يعد يقصد المستشفيات. نسأل النقيب إذا ما كانت الحالات السرطانية قد ازدادت وازدادت الإصابات المعوية بعد ان حاولنا البحث في سجلات وزارة الصحة لا سيما السجل الوطني للسرطان عن إحصاءات ولم نجد أي تحديث لها فأكد أن الإحصاءات والدراسات شبه متوقفة مذ العام 2019 مع جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية وانفجار بيروت، كما أن قسماً كبيراً ممن يتعاطون الإحصاءات لا سيما في المستشفيات الجامعية بات خارج البلاد.

ومع هذا، يشيرُ بو شرف إلى أننا لسنا بحاجة إلى إحصاءات موثقة كيف نلاحظ أنّ الأمراض السرطانية قد ازدادت لا سيما في مناطق لبنانية معينة نسبة التلوث فيها عالية. كذلك، فإن الالتهابات المعوية وما يرافقها من اعراض من قيء وإسهال وارتفاع في الحرارة خاصة إثر تناول الطعام خارج البيت باتت شائعة جداً والأصعب من ذلك عدم توافر الأدوية المعالجة وارتفاع كلفة الاستشفاء.

مع اقتراب موسم الصيف والسياحة يصبح الحديث عن السلامة الغذائية من المحرمات لأنه يضرب برأي البعض الموسم السياحي ويؤثر على حركة المغتربين والسياح ولكن يتساءل أحد الأطباء ما الذي يسيء أكثر الى السياحة: التحذير من خطر إهمال السلامة الغذائية أم أن يتحول لبنان الى دولة شبيهة بدول العالم الفقيرة حيث لا يجرؤ السائح على تناول مياه او طعام في اي مكان خوفاً من المشاكل المعوية التي قد تصيبه نتيجة التلوث الباكتيري الكيميائي ويروي قائلا: "لقد اعطيت زملاء لي قادمين من بلد اوروبي أدوية للإسهال مسبقاً قبل اصطحابهم الى المطعم تحسباً لما يمكن ان يكون".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 8