لماذا الآن؟… داعـــ ش تطل برأسها من جديد في سيناء

2022.05.09 - 03:55
Facebook Share
طباعة

بعد نشاط حذر في سوريا وعمليات متفرقة في العراق، أطل تنظيم الدولة " داعـــــ ش" الإرهابي برأسه من جديد في مصر وتحديدا في سيناء بعد اختفاء دام لسنوات في عملية إرهابية استشهد على إثرها ضابط و(10) جنود وإصابة (5) آخرين في هجوم شنه التنظيم الإرهابي على نقطة رفع مياه غرب سيناء.


وأعلن داعـــــ ش مسؤوليته عن الحادث عبر حسابه على تلغرام، الأحد، ويأتي ذلك بعد ساعات من توجيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -خلال ترؤسه اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة- باستكمال “تطهير سيناء” من الجماعات المسلحة.


وقال بيان للرئاسة المصرية “تناول الاجتماع تداعيات الحادث الذي استهدف عددًا من شهداء الوطن من رجال الجيش، والإجراءات المنفَّذة لملاحقة العناصر التكفيرية والإرهابية الهاربة والقضاء عليها”.


ويعد هذا أول إعلان رسمي بشأن عملية لمسلحين تستهدف موقعًا للخدمات المدنية في سيناء منذ سنوات، فأغلب الهجمات كانت تركز على تمركزات قوات الجيش والشرطة هناك.


وأعلن الجيش المصري إحباط الهجوم ومحاصرة العناصر المنفّذة في منطقة معزولة، دون الكشف بعد عن خسائر في صفوف الجناة أو نتائج المواجهات معهم.


من جانبه علّق الكاتب الصحفي محمود المملوك، رئيس تحرير موقع القاهرة 24، على الحادث الإرهابي وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، باستكمال تطهير بعض المناطق في شمال سيناء من العناصر الإرهابية والتكفيرية، خلال ترأسه اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قائلا:" إن الرئيس السيسي قال خلال احتفاله بالشهداء في أثناء حفل إفطار عيد الفطر المبارك، إنه ينتظر رد فعل متوقع من قِبَل أهل الشر على ما حققته الدولة المصرية من إنجازات، بالإضافة إلى تسريبات مسلسل الأختيار 3 التي نُشرت في شهر رمضان.


وأضاف رئيس تحرير موقع القاهرة 24 في تصريحاته الصحفية، إن توجيهات رئيس الجمهورية تأتي بعد أيام قليلة من الإعلان عن إطلاق الحوار الوطني، والإفراج عن عدد من السجناء، ضمن قرارات الرئيس السيسي بالعفو الرئاسي، وأيضًا جهود لجنة العفو الرئاسي.


وأردف الكاتب الصحفي محمود المملوك خلال مداخلته الهاتفية، أن استشهاد عدد من أبناء القوات المسلحة، يأتي كرد فعل جنوني على إعلان سيناء خالية من الإرهاب، وعودة أهالي العريش وبئر العبد إلى مساكنهم بشمال سيناء، بعد سنوات من المقاومة مع الجماعات التكفيرية والإرهابية.


ولفت رئيس تحرير القاهرة 24 في حديثه، إلى عامل الأزمة الأوكرانية الروسية، ومنفذ هام للمرتزقة وسلاح يتم تداوله، وهي جميعًا عوامل تساعد على تنشيط مسارات وعودة هذه الجماعات الإرهابية، كما ذكر عاملا مهما في عودة تلك الجماعات وهو سقوط دولة الخلافة وداعـــ ش في المنطقة، وهو ما قد يسهم في إحياء رغبة بعض الجماعات والدول إلى عودة المشهد مرة أخرى إلى المنطقة.


وتحدث الكاتب الصحفي محمود المملوك، عن مصالح الجماعات الإرهابية في استمرار حالة التخبط والإرهاب ووجود هذا في المنطقة العربية، مشيرًا إلى تطور العمليات الإرهابية النوعي من استهداف الكمائن والجنود إلى استهداف الخدمات والمرافق، مثلما حدث في استهداف نقطة رفع مياه شرق القناة التي يعتمد عليها المواطنون، للضغط عليهم وإيهام المواطنين بأنهم يدفعون ثمن دعمهم للنظام الحالي.


واعتبر الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق، أن الهجوم الإرهابي في سيناء، "حادث إرهابي دعائي"، وأن "التنظيم الإرهابي يعيش بمتاهة السقوط والفناء".


وأوضح في تصريحات صحفية: "إن فلول تنظيم "داعش يعيش" في متاهة الفناء والسقوط، في ظل القضاء على تمركزاته في مثلث رفح والعريش والشيخ زويد شرقا، وتجفيف تحركاته بمنطقة "بئر العبد" الواقعة في أقصى الشمال الغربي، من خلال العملية الشاملة في سيناء 2018، والتي أجهضت البنية التنظيمية للمكون الداعشي".

وأضاف فاروق: "ثانيا..عملية "محطة المياه"، وكمين "الطاسة".. الهدف منها الضغط على الدولة المصرية سياسيا، في ما يخص تحركاتها وملفاتها الخارجية، خاصة أن العملية استهدفت تمركز حيوي استراتيجي، في الجانب الغربي من الوسط السيناوي، بعيدا عن عمليات التمشيط المخولة إلى "اتحاد قبائل سيناء" بالتنسيق مع القوات المسلحة المصرية في مناطق الاتجاه الشرقي".


وتابع: "ثالثا..عملية "محطة المياه" في ذاتها لا تمثل رد فعل على حركة التنشيط المتزايدة خلال الأشهر الماضية، والاتجاه لعملية التطهير النهائي للأوكار الداعشية، وبقايا العبوات الناسفة التي تمت زراعتها خلال السنوات الماضية على أيدي العناصر التكفيرية، في قرى ومدن الشرق والوسط السيناوي، بهدف إعلان سيناء خالية من الإرهاب، (اتساقا مع تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في إفطار الأسرة المصرية)".


وأكمل الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية: "رابعا.. الهجوم المسلح على "محطة المياه"، لم يكن الهدف منه الاشتباك مع القوات المسلحة، في ظل إصابة 5 مدنيين، بجانب عناصر من وحدة تأمين "المحطة".. ما يعني أن الهجوم يحمل مجموعة من الرسائل، ربما أهمها تعطيل أحد مسارات "خط الغاز العربي"، والتأثير سلبا على صورة الدولة المصرية، خاصة أن هذه المنطقة صحراوية وغير مأهولة بالسكان، وصناعة البروبجندا الإعلامية التي تمنح التنظيم الداعشي "القوة الوهمية"، لروافده وأتباعه، من خلال العلميات الخاطفة المدروسة، تحت مسمى "الجهاد منخفض التكاليف"، والإيحاء الشكلي بقدرته على البقاء والمواجهة".


وأردف عمرو فاروق: "خامسا.. تنفيذ العملية في المرحلة الراهنة يدفع بمحاولة استغلال التعبئة المتزايدة في الشارع المصري جراء الظروف الاقتصادية، التي تعتبر جزء أصيلا من الأزمة العالمية، لإرباك المشهد الداخلي".


واستطرد فاروق: "سادسا.. خروج الدولة المصرية عن دائرة التبعية السياسية للغرب الأمريكي، في الكثير من القضايا، سواء القضية الليبية، والأزمة الروسية الأوكرانية، وإعادة هيكلة خريطة القوى الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط، ما يمثل دافعا قويا للنيل من استقرارها في ظل التشابكات على الساحة السياسية الدولية في المرحلة الراهنة".


وقال: "سابعا.. ما زالت "السلفية الغزاوية"، تمثل المورد الأساسي والفاعل في دعم فلول التنظيم الداعشي في العمق السيناوي، فضلًا عن العناصر الأجنبية المدربة، والتي تم ضبط العديد منهم على مدار السنوات الماضية، عقب تسللهم لتنفيذ أجندة أهداف محددة (أخرهم أحد أقرباء يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس).

واستكمل موضحا: "ثامنا.. لا شك في أن "العملية الشاملة في سيناء 2018"، حققت نجاحات كبيرة في قطع طرق الإمداد المالي واللوجيستي للعناصر التكفيرية، والوصول بمؤشر العمليات المسلحة إلى الدرجة "صفر"، تقريبا".


وختم عمرو فاروق التصريح قائلا: "المعركة مع الجماعات الإرهابية في العمق المصري بتنوعاته، لم ولن تتنهي بعد، كونها الأداة الأكثر رواجا في تمرير وتنفيذ مخططات إشعال المنطقة وتهديد استقرارها الداخلي والخارجي، بجانب استمرار التحصين الفكري، عبر وسائل مخاطبة العقل الجمعي المجتمعي".

توالت ردود الأفعال الدولية المنددة بالهجوم والداعمة لمصر وقواتها المسلحة في مواجهة الإرهاب، فقد اصطفت الدول العربية، وفي مقدمتها المملكة الأردنية الهاشمية ودول الخليج العربي وفلسطين بقيادتهم خلف مصر في مواجهة آفة الإرهاب.


أدانت وزارة خارجية دولة فلسطين بـ"أشد العبارات" الهجوم الإرهابي غرب سيناء.


وقالت الوزارة في بيان تلقت "حفريات" نسخة منه: "تدين وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الجبان الذي تعرضت له إحدى محطات رفع المياه شرق قناة السويس، والذي أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء وعدد آخر من المصابين من الجيش المصري".


واستنكرت الوزارة هذا العمل الإرهابي الجبان، وأكدت وقوف دولة فلسطين قيادة وشعباً بجانب مصر الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً في مواجهة مثل هذه الأعمال الإرهابية، معربة عن ثقتها بقدرة مصر على مواجهة الإرهاب والانتصار عليه.


كما أعربت وزارة الخارجية الليبية كذلك، في بيان على حسابها الرسمي على تويتر، عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي، مؤكدة وقوف ليبيا "التام" إلى جانب مصر تجاه كلّ ما يهدد أمنها واستقرارها، ودعمها جهود الدولة المصرية في التصدي لمثل هذه الأعمال الإرهابية التي وصفتها بـ"الخطيرة".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9