ملامح تغيّر متسارع في السياسة الخارجية السعودية

اعداد شيماء ابراهيم

2022.04.28 - 01:15
Facebook Share
طباعة

 يبدو أن السعودية تسعى لتغيير سياساتها الخارجية، وهذا ما ظهر مؤخرا في محاولاتها لعودة العلاقات مع بعض البلدان التي توترت علاقتها بهم خلال السنوات الماضية مثل تركيا وإيران.


فبعد ما يزيد عن 3 سنوات من توتر العلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية جراء الظروف الغامضة لمقتل الصحفي جمال خاشقجي، والتي يزعم أنها تمت داخل السفارة السعودية بتركيا، يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة المملكة اليوم الخميس، وتستمر الزيارة لمدة يومين لإصلاح العلاقات.


جاء الإعلان عن الزيارة في أعقاب نقل القضاء التركي ملفّ قضية خاشقجي إلى السعودية في 7 نيسان/ أبريل الجاري، بعد أن كانت أنقرة قد بدأت محاكمة غيابية في تموز/ يوليو 2020 بحقّ 26 سعوديًا يشتبه في تورّطهم بمقتل خاشقجي.وكانت المحاكمة تشكلّ الحاجز أمام زيارة تركية رسمية إلى الرياض وعودة العلاقات.


وتسعى تركيا لإحياء علاقاتها مع السعودية لحاجة إلى دعم اقتصادها المنهار، وكان من الملحّ والضروري إغلاق ملفًا كان يسمّم علاقتها بالمملكة، بحسب الخبراء.


تأتي الرحلة تتويجا لجهود على مدى شهور من جانب أنقرة لإصلاح العلاقات مع الرياض بعد أن فرضت المملكة العربية السعودية مقاطعة غير رسمية للواردات التركية بسبب موقفها من مقتل خاشقجي، وتمثل تحولًا جذريًا من جانب تركيا.


وتواجه تركيا أزمة اقتصادية على وقع انهيار قيمة الليرة وتضخّم قوي تخطّى نسبة الـ60 بالمائة في الأشهر الـ12 الأخيرة. وبحسب وكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء، فقد توقع مجلس الغرف التجارية السعودية ارتفاع واردات المملكة من تركيا خلال الفترة القريبة المقبلة، في أحدث إشارة على التحسن المضطرد للعلاقات بين البلدين.


وقالت مصادر في مجلس الغرف التجارية، في تصريحات صحغية، إن استيراد التجار للسلع التركية سيعود لطبيعته بشكل متسارع، بمجرد الإعلان رسمياً عن عودة العلاقات لطبيعتها. وأكدت المصادر عدم وجود قرار حكومي (سعودي) رسمي يمنع الاستيراد، "لا سيما مع السمعة الطيبة للمنتجات التركية في أكبر سوق عربية".


وارتفعت واردات المملكة من تركيا بنسبة 2,8 بالمئة خلال أول شهرين من 2022، بحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودي. يأتي ذلك، بعد أن تراجعت واردات المملكة من تركيا في 2021 بنسبة 62,3 بالمائة، إلى 3,32 مليارات ريال (886 مليون دولار) مقابل 8,82 مليار ريال (2,35 مليار دولار) في 2020.


من جانبه قال باسكان الباحث بمعهد الشرق الأوسط "أزمة تركيا مع السعودية انتهت الآن".


وأضاف "أردوغان قد يضمن الحصول على بعض رأس المال وعقود حكومية. هذا تحول كبير في السياسة الخارجية لكنه سيكون مفيدا لتركيا".


 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3