ملفات على طاولة ماكرون بعد فوزه مجددا برئاسة فرنسا

اعداد شيماء ابراهيم

2022.04.26 - 12:27
Facebook Share
طباعة

 فاز إيمانويل ماكرون بولاية ثانية في قصر الإليزيه الرئاسي، لأول مرة يُعاد فيها انتخاب رئيس فرنسي لولاية ثانية خلال (20) عاماً، منذ إعادة انتخاب جاك شيراك عام 2002.


وتغلب ماكرون بشق الأنفس على منافسته مارين لوبان التي حققت اعلى نتيجة لمرشح يميني متطرّف في انتخابات رئاسية منذ تأسيس الجمهورية الخامسة عام 1958، بحصوله على 58.2% من الأصوات، مقابل 41.8% للوبان، وفق تقديرات أولية أوردتها إذاعة "فرنسا 24".


وقد أقرّ ماكرون، في مسيرة احتفالية عند برج إيفل مساء أمس، بأنّ عدداً كبيراً من الذين صوتوا له ليس دعماً لأفكاره، ولكن لوقف تمدد اليمين المتطرف.


وعن ملامح أجندة ولايته الثانية، قال ماكرون أمس عند برج إيفل عقب إعلان النتيجة: "لقد صوّتم لبرنامج طموح إنساني واجتماعي وبيئي في الوقت نفسه. أريد أن أدافع عن هذه القضايا بقوة في الأعوام القليلة المقبلة."


وتعهد ماكرون بجعل فرنسا "أكثر استقلالية" وأوروبا "أكثر قوة"، والعمل من أجل "الدفاع عن البيئة"، وجعل "فرنسا أكبر دولة بيئية في العالم".


وتابع ماكرون: "سأعمل من أجل مجتمع أكثر عدالة، ومن أجل فرض المساواة بين الرجال والنساء"، منهياً: "المرحلة الجديدة التي ندشنها اليوم لن تكون استمرارية للولاية الرئاسية السابقة، بل ولاية جديدة في خدمة بلدنا فرنسا وشبابها".


ووفقاً لوكالة "رويترز"، يواجه الرئيس المعاد انتخابه أمس، على بعد أسابيع قليلة، عقبة جديدة؛ إذ ستحدد الانتخابات التشريعية في حزيران (يونيو) تركيبة الحكومة التي يجب أن يعتمد عليها ماكرون لتنفيذ خطط الإصلاح التي من شأنها أن تُشكّل هزة غير مسبوقة في دولة الرفاهية الفرنسية.


رغم فوزه، قد تكون الولاية الثانية لماكرون "أكثر صرامة" من الأولى مع المعارضة السياسية المتزايدة والاستياء الاجتماعي المتفجر


ويرى محللون أنّ التحدي الرئيسي الأول أمام ماكرون هو الفوز في الانتخابات البرلمانية في حزيران (يونيو) المقبل لتأمين أغلبية يمكنها مساندة تنفيذ برنامجه، إلّا أنّ ذلك يبدو صعباً، بل مستحيلاً، ففي حين أقرّت لوبان بالهزيمة أمام ماكرون، تعهدت مرشحة اليمين المتطرف بوجود كتلة معارضة قوية في البرلمان، بينما يخطط ميلينشون أن يصبح رئيساً للوزراء بعد فوزه بمعظم أصوات اليسار في الجولة الأولى.


كما نقلت وكالة "رويترز" عن كريستوفر ديمبيك الاقتصادي بـ"بنك ساكسو" قوله: إنّ ماكرون "يخاطر بأن يكون بطة عرجاء في مواجهة السخط الاجتماعي الكبير"، في إشارة إلى احتمالات عجزه عن الفوز بأغلبية برلمانية تمكنه من تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، ومن بينها "المعاشات التقاعدية" التي ما تزال موضوعاً ساخناً في فرنسا. وعلى الرغم من أنّه أصبح الرئيس الفرنسي الذي أُعيد انتخابه في عقدين، إلّا أنّ النتيجة المنخفضة التي حققها ماكرون أمام لوبان مقارنة بعام 2017 تعني أنّه لن يتمتع بالسلطة نفسها لتنفيذ الإصلاحات، كما فعل خلال ولايته الأولى.


في إشارة محتملة إلى وجود معضلة في المستقبل، تعرّض ماكرون لتوبيخات متكررة من قبل الناخبين الغاضبين بسبب إصلاح المعاش التقاعدي خلال الحملة الانتخابية، ممّا أجبره على التنازل عن سقف محتمل عند (64).


وكان فيليب مارتينيز، زعيم نقابة الاتحاد العام للشغل المدعوم من الشيوعيين، وهو أحد أكبر نقابات فرنسا، قد حذّر ماكرون بالفعل من أنّه لن يكون هناك "شهر عسل" بالنسبة إليه، وعليه أنّ يتوقع التظاهر، إذا لم يتراجع تماماً.


ومن بين التحديات التي تواجه ماكرون أيضاً قضية ارتفاع أسعار المحروقات، فقد حدّدت حكومة ماكرون أسعار الكهرباء، وقدّمت خصومات على أسعار الضخ إلى ما بعد الانتخابات.


إن فوز إيمانويل ماكرون بانتخابات الرئاسة الفرنسية مصدر ارتياح للذين يخشون من الفوضى السياسية في داخل فرنسا وخارجها في حال ما إذا كانت منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان حصلت على مفاتيح الإليزيه، ولا يزال ماكرون شخصية لا تحظى بشعبية كبيرة بين نسبة كبيرة من السكان.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 4