هل حان الوقت لتغير الولايات المتحدة سياسة تعاملها مع الصين؟

اعداد شيماء ابراهيم

2022.04.24 - 09:42
Facebook Share
طباعة

 على مدار السنوات الأخيرة بات من المألوف وصف العلاقة بين الصين والولايات المتحدة بــ "الحرب الباردة"، لكن يبدو أن الوقت قد حان لأن تغير الولايات المتحدة الأمريكية سياسة تعاملها مع الصين.


نقل بيت هويكسترا سفير أمريكا السابق لدى هولندا ورئيس مركز مجلس مستشاري السياسة الأمنية في تقرير نشره معهد جيتستون الأمريكي عن تقارير نشرت مؤخرا أن هناك اتجاها مقلقا في ديناميكية القوة العالمية.


ولا تحظى هذه التقارير بقدر كبير من الاهتمام بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا، لكن الصين تستغل هذه اللحظة البعيدة عن الأضواء للعمل بذكاء لزيادة نفوذها في العالم الإسلامي. في الوقت نفسه، تبدد الولايات المتحدة هذه اللحظة بمحاولة التفاوض على إحياء الاتفاق النووي الإيراني بمساعدة روسيا.
ووفقا لتقارير صحفية أمريكية فإن “الصين تستثمر أكثر من 400 مليار دولار في حوالي 600 مشروع في أنحاء العالم الإسلامي تحت مظلة مبادرة الحزام والطريق”.


ويرى سفير أمريكا السابق لدى هولندا الفرق بين الاستراتيجية الدولية للحزب الشيوعي الصيني وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن واضح للغاية. إذ يواصل الحزب الشيوعي الصيني الاعتماد على فتح أبواب جديدة، وكسب المزيد من النفوذ العالمي. فالحزب الشيوعي الصيني بتواصله مع منظمة التعاون الإسلامي ومواطني دولها البالغ عددهم 8ر1 مليار نسمة يقدم دليلا قويا على دوره، ويحظى بالترحيب.


وفي عام 2013، أطلقت بكين رسمياً “مبادرة الحزام والطريق” المعروفة اختصاراً بـ “BRI”، بهدف تطوير التعاون الاقتصادي بين الدول الواقعة على طول طريق الحرير التاريخي، الذي تسعى الصين إلى تفعيله بحلول 2049.


ويعد هذا المشروع تهديداً مباشراً لأمريكا لأن الصين تسعى إلى ربط العالم كله بها لتصبح هي مركز العالم وحاكمته الأولى بغير منازع.


ويتواصل نمو نفود بكين في آسيا و أفريقيا على المستوى العالمي، فالمتابع للشأن الصيني يرى بأن نظرية الصعود السلمي للصين أو الصعود المنظم الهادئ هو أقرب ما يمكن وصف حالة الصين في الوقت الحاضر، فهي تتبع سياسات هادئة وهادفة تقوم على فكرة انتشار المصالح، حيث فتحت صدرها للعديد من الدول التي تعاني من مصاعب اقتصادية أو محاصرة سياسياً واقتصادياً.


وفي ذات الوقت مدت جسورها الاقتصادية إلى داخل أوروبا، فيما استغلت الظروف العالمية الراهنة وغفلة الإدارة الأمريكية عن أفريقيا لتجتاحها ببضائعها وشركاتها الضخمة في مجال التجهيز والطاقة.
إن الصراع على القارة الآسيوية وطموحات الصين لحكم العالم، تدفع الصين للعمل على تغيير توازن القوى في آسيا بشكل جذري، والحد من حيوية نظام التحالف الأمريكي- الآسيوي، وإبعاد الولايات المتحدة الأمريكية وحل محلها هناك لكي تصبح الصين هي القائد الآسيوي كبداية لمشهد قيادتها للعالم، وهذا من أبرز التخوفات التي لاحقت أوباما وترامب وتطارد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 5