في ظل التصعيد الميداني في الأرض المحتلة، وعمليات الشبان الفلسطينيين الناجحة ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، تسعى سلطات الكيان إلى إيجاد آلية للرد على هذه العمليات مستعينة بباحثين عسكريين وأمنيين للتصرف وحماية ما تسميه "الأمن القومي"، ما يشير إلى عجز قوات الاحتلال على الرد على الأرض بشكل فعال.
تتمثل أولى هذه الخطوات، بوقف تحويل الأموال من قطر إلى حماس ما لم تقم الدوحة بضبط تحريض وتدخل حماس في الجبهات خارج قطاع غزة، وتتوقف عن استخدام الأموال.
إضافة إلى تجنيد مصر للضغط لكبح حماس من خلال وقف إعادة إعمار غزة وإغلاق المعابر المؤدية إلى سيناء، وتجنيد الأردن بدعم من الولايات المتحدة لتهدئة الوضع في الحرم القدسي الشريف.
واقترح الباحث الصهيوني، تنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها بشأن زيادة عدد الحراس في نظام الوقف، مقابل ضمان الأردن منع تدخل عناصر حماس والجناح الشمالي للحركة الإسلامية في نشاط الوقف.
وأشار إلى حرص إسرائيل على عدم دفع السلطة الفلسطينية إلى أيدي حماس، وضمان الحفاظ على نسيج الحياة في مناطق السلطة الفلسطينية من أجل إبعاد السكان عن التصعيد والعنف، وتعزيز التنسيق مع السلطة الفلسطينية.
وسط تمكن الأجهزة الأمنية من فرض القانون والنظام والتعامل مع البنية التحتية لحركة حماس، وزيادة الجهود لإعادة بناء الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية.
وركز على ما أسماه "المساهمة الإيرانية" في التدهور الحالي للوضع الأمني في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية، سواء كان ذلك موجة عابرة من "الإرهاب" أو تصعيدًا منهجيًا طويل الأمد.
من جهته، قال رئيس وزراء الكيان المؤقت نفتالي بينت: "إن موجة العمليات الأخيرة تمتاز بأنها عمليات فردية، وهو أمر أكثر تعقيدًا من الناحية الاستخباراتية، لذلك ما نقوم به هو المبادرة لعمليات اعتقال وتصفية "إرهابيين" كما فعلنا في جنين ومواقع أخرى".
وسائل الإعلام العبرية ، اعتبرت أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وبدعم من المستوى السياسي، تعمل على عزل الأحداث الجارية في شمال الضفة الغربية وخاصة جنين، عن باقي المناطق الفلسطينية، ومنع امتداد أي أحداث تجري هناك إلى مناطق احتكاك أخرى. العمل يركز حاليًا من أجل الحفاظ على الهدوء بغزة والقدس، وكذلك في مناطق أخرى من الضفة الغربية، وحتى في أوساط فلسطينيي الداخل".
في حين إن حكومة الاحتلال قد فشلت في تعزيز السلطة الفلسطينية والمحافظة على التنسيق الأمني معها وأنه مع ذلك، وفي ضوء التصعيد على الأرض، فإنها تواجه صعوبة في ترجمة نياتها إلى خطوات فعلية تفضي إلى التهدئة بشكل عام.