تتمسك أوكرانيا بمدينة ماريوبول جنوب شرقي البلاد، وترفض قواتها الاستسلام لروسيا، والاستجابة لدعوات إلقاء السلاح وتسليم النفس أو الخروج، رغم صعوبة أوضاع تلك القوات، و"استحالة" دعمها بالسلاح والمؤن. الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول الأهمية الإستراتيجية لهذه المدينة.
وتبعد نحو 55 كيلومترا عن الحدود الروسية، لماريوبول، ما يجعل لها أهمية إستراتيجية بالنسبة لموسكو التي تسعى منذ 2014، لخلق طريق بري يربط أراضيها بشبه جزيرة القرم. وتعد ماريوبول نافذة أوكرانيا الأبرز على بحر آزوف، وخسارتها تعني تحول البحر إلى بحيرة روسية.
وبحسب وزارة الاقتصاد الأوكرانية فإن خسارة مدينة ماريوبول تعني خسارة 40% من صناعة التعدين في أوكرانيا لصالح روسيا، فهي مصدر رئيس لاستخراج وتصدير الحديد والفولاذ، وفيها مصنع "آزوف ستال"، أحد أكبر مصانع التعدين في أوروبا والعالم.
وبحسب تقارير صحفية فإم مدينتا ماريوبول وكراماتوسك كانتا مراكز رئيسية لقيادة القوات الأوكرانية في عملياتها ضد القوات الانفصالية بمنطقة دونيتسك منذ 2014، وسقوطها يعني خسارة أبرز المواقع وأحصنها في المنطقة.
وبحسب خبراء فإن أوكرانيا ستستميت دفاعا عن ماريوبول ودونباس بشكل عام، لأن سقوطها سيعني بالضرورة انتقال رقعة الحرب إلى مساحات جديدة.
ويُعتقد أن القوات الروسية شقت طريقها تدريجا إلى المدينة وطوّقت القوات الأوكرانية في مصنع آزوفستال العملاق قرب الميناء والذي يضمّ أنفاقا شاسعة تحت الأرض.
واستسلم أكثر من ألف جندي أوكراني الأسبوع الماضي لكنّ مئات آخرين بحسب الانفصاليين الموالين لروسيا ما زالوا يتمركزون في مصنع آزوفستال الضخم حيث يقاومون بشراسة.