مصادر تكشف لـ آسيا بعضا من أسرار استعادة داعـ ش لقدراتها الهجومية
يبدو أن تنظيم "داعــ ش" الإرهابي في الاستعداد للعودة، حيث توعد المتحدث الجديد باسم التنظيم أبو عمر البغدادي، في كلمة صوتية له، بثتها منصات تابعة للتنظيم على تطبيق "تلغرام"، بعمليات إرهابية قال إنها ثأر لمقتل زعيمه عبد الله قرداش والمتحدث باسم التنظيم أبو حمزة القريشي اللذين قضيا مطلع فبراير/شباط الماضي، خلال عملية أميركية نفذتها وحدات خاصة ببلدة أطمة السورية شباط الماضي.
يأتي هذا تزامنا مع استنفار وحدات الجيش والأمن العراقي في عدد من مدن البلاد تحسبا لعمليات إرهابية خلال شهر رمضان.
وتوعد البغدادي، في كلمة مدتها نحو 30 دقيقة، بتنفيذ هجمات إرهابية قال إنها على مستوى قارتي آسيا وأفريقيا، متوعدا أيضا بما أسماه "فكاك الأسرى" من أعضاء التنظيم من السجون، معتبرا أنه "دين في أعناقنا".
وتطرق المتحدث باسم التنظيم إلى ما يشير لوجود انشقاقات داخل التنظيم بمطالبته من وصفهم "خالعي البيعة"، و"المنتكسين عن حلاوة الجهاد"، بـ"العودة إلى صفوف الجماعة"، وهي المرة الأولى التي يأتي فيها ذكر مثل هذه الخطابات علناً في الكلمات التي يبثها التنظيم.
ودعا إلى تنفيذ هجمات إرهابية في دول غربية أيضا "قتلا ودهسا وطعنا وضربا"، ضمن عمليات الثأر لمقتل زعيمه.
ومنذ عدة أشهر يتنبأ خبراء ومحليين بعودة ظهور داعش من جديد. فيما رأت مصادر في تصريحات خاصة لوكالة أنباء آسيا أن الادعاءات الأمريكية بتوجيه ضربات لداعـ ش من وقت لأخر بهدف القضاء عليها غير حقيقة، وأن هناك إرادة من أمريكا والاتحاد الأوروبي وكذلك تركيا باستمرار تواجد داعـ ش في سوريا بل واحيائها والعودة إلى نشاطها من جديد للضغط على الحكومة السورية وحلفائها المتمثلة في روسيا، وهذا بسبب التناحر السياسي التي جمعت بين أمريكا وروسيا مؤخرا على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.
وكثف التنظيم من عملياته على امتداد الشمال الشرقي السوري، ويأتي هذا النشاط بعد الهجوم العنيف على سجن الغويران (الصناعة) في مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا في يناير (كانون الثاني) الماضي، ولقي 200 سجين من أفراد التنظيم حتفهم بمعركة ساخنة، توقعت أوساط ميدانية، أنه في حال نجاح الجماعات المهاجمة من فك قيد الأسرى لكانت كارثة خطيرة تحدق بالمنطقة، لما يحويه السجن من عناصر وقيادات مهمة، حينها أظهرت حراسة السجن بسالة واضحة للحيلولة دون سقوط المعتقل، ما أدى إلى مصرع 30 منهم.
وتصاعدت عمليات تنظيم "داعــ ش" في وسط سوريا خلال شهر مارس، في مؤشر مقلق على عودة نشاط التنظيم الإرهابي. وأوضح تقرير مركز مكافحة التطرف (CEP) في 4 أبريل، أن التنظيم نفذ 17 هجوما. وتصاعدت عمليات داعش في مارس، مقارنة بشهر فبراير، على الرغم من أن النشاط ما يزال منخفضا مقارنة بيناير.
