تلوث المياه في درعا يقلق المواطنين

اعداد سامر الخطيب

2022.04.19 - 12:17
Facebook Share
طباعة

 قلق كبير يسيطر على أهالي مدينة درعا بسبب تدهور واقع الصحة العامة في ظل سوء البنية التحتية والخدمات، خاصة شبكة الصرف الصحي وتلك الخاصة بالمياه.


وقد أصيب عشرات الأشخاص بتسمم المياه خلال الأيام الماضية. ورغم إصلاح أنابيب للمياه والصرف الصحي لا يزال كُثر يشعرون بأنهم في خطر، ما يدفعهم إلى شراء عبوات لمياه الشرب، ما يزيد أعباءهم المعيشية اليومية.


عشرات الحالات التي تشتكي من أعراض متشابهة، تتمثل بالمغص والإقياء المتواصل والإسهال وارتفاع الحرارة، توجهت إلى مستشفى “درعا الوطني” خلال الأيام الماضية.


واقع المياه في درعا سيئ جداً، بحسب أحد الأهالي، إذ تصل المياه غالباً إلى المنازل في حال عكرة وغير نقية، فيستخدم السكان وسائل بدائية لمحاولة تعقيمها وجعلها نقية من أجل استخدامها، وهو أمر لا يمكن أن يتحقق بهذه الطرق، لكنهم لا يملكون إلا خيار شرب هذه المياه لأن شراء تلك المعدنية مكلف جداً على الصعيد المادي، كما أن سوء تخزين ونقل هذه العبوات يجعل المياه داخلها غير آمنة.


شبكة المياه في المدينة قديمة جداً وتحتاج أنابيبها إلى تبديل، وقد زادت أعطالها خلال الفترة الأخيرة، وبالتالي كميات تسرّب المياه منها.


تتمثل المشكلة في أن شبكة أنابيب مياه الشرب قريبة جداً من شبكة الصرف الصحي التي تعاني بدورها من سوء الجودة والتسريب، علماً أن مياهها قد تظهر في الطرقات أحياناً. وهذا التداخل بين الشبكات يتسبب في تلوّث المياه، وقد تشكل مستنقعاً يجلب الحشرات والقوارض.


وفي 13 إبريل/ نيسان الماضي، أعلنت مؤسسة المياه في درعا عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" الانتهاء من إصلاح خطوط لشبكة المياه، وكتبت: "إلى الأخوة في حيي السبيل والقصور، تم الانتهاء من أعمال الصيانة وتبديل الخط المهترئ المسبب للتلوّث، وسيتم ضخ المياه إلى الحيين من أجل غسل الشبكة. ويرجى ترك صنابير المياه مفتوحة لمدة ساعة قبل بدء تعبئة الخزانات. وقد أخذنا عينات من المياه التي جرى ضخها إلى حيي السبيل والقصور، وكشفت الفحوص أنها تخلو من أي تلوّث، ما يعني أنها صالحة للشرب".


ولا يزال معظم السكان يعانون من تبعات التسمّم الذي حصل الأسبوع الماضي، بسبب اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب.


كان المهندس البيئي محمد إسماعيل، قال في وقت سابق: "من الأخطاء والكوارث الشائعة في سورية عدم الأخذ في الاعتبار عزل شبكات مياه الشرب عن مياه الصرف الصحي".


وفي شأن الحلول الممكنة شرح أنه "في حال توفّر مخططات لشبكات الصرف الصحي ومياه الشرب، يمكن تنفيذ أعمال صيانة لشبكات المياه والصرف الصحي. وبعد إجراء الصيانة يجب أخذ عيّنات من المياه ومراقبتها، وتعقيم المياه بغاز الكلور أو الكلور السائل. والمياه الملوّثة تحمل في الغالب بكتيريا وفيروسات وأنواعا من الطفيليات التي تتسبّب في الإسهال والقيء".


وكانت قد شهدت مدينة دمشق وأجزاء من ريف دمشق 1200 حالة تسمم، جراء تلوث المياه، في 16 من تشرين الأول 2021.


كما شهدت منطقة وادي بردى، مطلع عام 2020، عشرات حالات التسمم الناجمة عن شرب مياه غير صالحة للشرب، في المنطقة الأغنى بمياه الشرب في محافظتي دمشق وريفها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 5