لبنان: ثورة الرغيف لن ترحم.. فهل يتم رفع الدعم عن الخبز؟

اعداد رامي عازار

2022.04.19 - 08:17
Facebook Share
طباعة

 لا تزال تعاني الأفران من محدودية كمية الطحين الموزعة وعدم كفايتها لتلبية حاجات الاستهلاك المحلي، على الرغم من توفر الخبز العربي بعد أزمة اقفال.


وقالت مصادر واسعة الاطلاع في وزارة الاقتصاد ان لا خبز اليوم في الأفران، وان الطحين المدعوم لا يكفي لأكثر من مطلع أيّار المقبل، مشيرة إلى انه في حالة الطحين غير المدعوم، فإن ربطة الخبز إلى 33 ألف ليرة لبنانية.


ومن المتوقع ان تعقد وزارة الاقتصاد اليوم اجتماعات مكثفة من الصباح حتى المساء بهدف حل أزمة الطحين.


وأكد مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد جرجس برباري في حديث صحفي أن "المفاوضات مع البنك الدولي لتوقيع اتفاق الـ150 مليون دولار لتحسين الأمن الغذائي بما فيه القمح باتت في مراحلها النهائية، ومن المتوقع أن تظهر بوادر ايجابية خلال الأسبوع الجاري ويتمّ توقيع الإتفاق بين وزير الإقتصاد والبنك الدولي".


ويبدو ان اللبنانيين على مشارف أزمة نفاد رغيف مجدداً اذا لم يتم إعادة فتح أبواب 3 مطاحن مقفلة، لاستئناف توزيع الطحين على الأفران.


وحول إقفال بعض المطاحن أبوابها، أكّد برباري أن "مصرف لبنان فتح اعتمادات لدعم الطحين من الـ15 مليون دولار"، التي وافقت الحكومة على صرفها من حقوق السحب الخاصة SDRالمخصصة للبنان من صندوق النقد الدولي لمشاريع منتجة والبالغة قيمتها الإجمالية 1.139 مليار دولار. ولكنّ مطحنتي "الشهباء" و"البركة" متوقفتان عن توزيع الطحين رغم أن لديهما قمحاً مدعوماً بسبب عدم صدور نتيجة الفحوصات المخبرية من وزارة الزراعة حول مطابقتهما المواصفات الإستهلاكية المطلوبة. كما أن مطحنة "سبلين" وهي الأكبر، متوقفة أيضاً عن العمل بعدما تمّ إقفال أبوابها مساء يوم الجمعة الماضي من قبل الجمارك".


من جهته ، حذر رئيس نقابة أصحاب الأفران في صيدا والجنوب زكريا العربي القدسي من أزمة رغيف جديدة في حال لم يتم تأمين حاجة الأفران من الطحين. وقال إنّ “أزمة الطحين عادت لتهدد عمل الأفران بعدما نفد مخزون معظمها أو كاد ينفد”، موضحاً أن “ما تبقى لدى القسم الأكبر من أفران صيدا من طحين بما فيها أفران العربي، لا يكفي الا حتى يوم غد الثلاثاء”.


ودعا رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر في بيان المسؤولين الى "معالجة ملف الطحين جذريًا، بعيدًا من التجاذبات، لأن ثورة الرغيف لن ترحم أحدا وقد تؤدي الى اضطرابات أمنية وسياسية تلقي بظلالها على الاستحقاقات الدستورية المقبلة".
ورأى أن "الأزمات المتكررة في هذا القطاع تدل على أن هناك شيئا يجرى التحضير له، وقد يكون رفع الدعم عن رغيف الفقراء أو عن جزء من مشتقات الطحين التي تستعمل في غير محلها".
ودعا الحكومة الى "ضرورة فضح المرتكبين والمتورطين واستيراد القمح وتأمين وصوله الى لبنان، بالتعاون مع المطاحن أو بصورة منفردة وبتحديد تجار الطحين والكميات المسلمة أصولا وقانونا الى الأفران بحسب الحاجة منعا للاحتكار والتهريب". وشدد على أن "متابعة حثيثة لهذا الملف تجنب البلاد خطر فقدان الرغيف وتداعياته على الفقراء وذوي الدخل المحدود".


وتردّد الأسبوع الماضي أن رفع الدعم سيتم بين ليلة وضحاها، إلا أن وزير الإقتصاد والتجارة أمين سلام نفى ما يتردّد عن رفع الدعم حالياً عن الخبز. وأشار إلى أنه "يتمّ السعي بدلاً من رفع الدعم إلى إبرام اتفاق الـ150 مليون دولار مع البنك الدولي لتحسين الأمن الغذائي". لكنه في المقابل أكّد أن الدولة "على المدى الطويل في وضع مالي صعب وليس بمقدورها دعم الخبز أو غيره".


وفي السياق رأت مصادر مطلعة "رفع الدعم لن يتمّ قبل الإنتخابات بل قد يصار إلى الإقدام على تلك الخطوة بعد 15 أيار"، وما يجري اليوم ليس سوى محاولات لدعمه من خارج احتياطي مصرف لبنان الذي تدنى إلى 11 مليار دولار أو حتى أقلّ.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2