كيف ستصبح فرنسا في عهد مارين لوبان؟

اعداد شيماء ابراهيم

2022.04.18 - 03:39
Facebook Share
طباعة

 حصلت السياسية الفرنسية مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، على أعلى نتيجة لها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وأصبحت تتنافس مع الرئيس ماكرون في التصويت النهائي في 24 أبريل، الأمر الذي تترقبه العواصم الأوروبية، بقلق كبير يرتقي إلى درجة التوتر، متسائلين ماذا لو فازت مرشحة اليمين المتطرف برئاسة فرنسا.


يتوقع محرر الشؤون الأوروبية بيتر كونرادي في الصنداي تايمز، أن تلقى خطط لوبان معارضة في الداخل والخارج إنْ هي فازت بالرئاسة الفرنسية.


ويرصد الكاتب تعهّدات لوبان باستعادة مكانة فرنسا على الساحة الدولية، فضلاً عن تقديم المواطنين الفرنسيين على المهاجرين في ما يتعلق بأمور الإسكان والتوظيف والرعاية الاجتماعية.


لكنه يستدرك قائلا إن مارين لوبان إذا هزمت الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون في انتخابات الأحد المقبل وحاولت تنفيذ برنامجها الانتخابي، فسوف تقضي معظم أيامها المئة الأولى في الرئاسة في مواجهة عقبات، سواء في البرلمان الفرنسي أو في بروكسل، فضلا عما ستجده من صعوبات في إقناع كفاءاتٍ بالانضمام إلى حكومتها.


ويبدأ الكاتب بمشكلة ارتفاع تكلفة المعيشة التي تتصدر اهتمامات الناخب الفرنسي، منوهًا إلى أن ما أحرزته لوبان من نجاح حتى الآن في تلك الانتخابات يعود بدرجة كبيرة إلى تعهّداتها بوضع حلول لتلك المشكلة.


وتخطط لوبان لتنفيذ قائمة طويلة من التغييرات الاقتصادية، من بينها خفض ضريبة القيمة المضافة على الوقود من 20 في المئة إلى 5.5 في المئة، وإعفاء كل مَن هم دون الثلاثين من ضريبة الدخل.


كما تستهدف مرشحة اليمين المتطرف اتخاذ عدد من التدابير، وتعديل الدستور إنْ لزم الأمر، في سبيل تعزيز حقوق المواطنين الفرنسيين على حساب اللاجئين والمهاجرين الذين يعيشون في فرنسا، لا سيما فيما يتعلق بخدمات الإسكان الاجتماعي.


وعلى صعيد الاتحاد الأوروبي، يرى كونرادي أن خطط لوبان وسياساتها تدّق أجراس القلق في بروكسل؛ ذلك أن معظم مقترحاتها كفيلة حال تنفيذها بتقويض قانون الاتحاد الأوروبي وتهديد السوق الموحدة.


ورغم تخليها عن خططها السابقة للانسحاب من منطقة اليورو وسداد ديون فرنسا بالفرنك الفرنسي، تعهدت لوبان بقطع المساهمات في خزائن الاتحاد الأوروبي. وفي حالة فوزها ستتسبب زعيمة اليمين الشعبوي في إدخال التكتل الأوروبي في ما يشبه غرفة إنعاش لمدة خمس سنوات. إذ ستكون لوبان حليفة للزعيمين المجري والبولندي اليمنيين الشعبويين، ويمكن أن يشكلوا جبهة لعرقلة إصلاحات الاتحاد الأوروبي، بحسب لويس لايوت نائب رئيس حزب "التجمع الوطني" في تصريح أدلى به لـ"فرانس انفو" بعد يوم واحد من الدور الأول للانتخابات.


ويذهب الكاتب الصحفي الألماني لوكاس زيغو في مقال افتتاحي بصحيفة" فرانكفورتر روندشو" إلى توقع سيناريو "فوضى سياسية" في الاتحاد الأوروبي. حيث أن دور فرنسا المؤسس والقيادي في الاتحاد الأوروبي، سيكون له وقع أكبر، فإذا قامت بأي عرقلة فلن يؤدي فقط، برأي محللين، إلى عرقلة عملية اتخاذ القرارات داخل الاتحاد الأوروبي، بل إلى شلل شامل في الاتحاد.


وهذه الفوضى لن تقتصر على تضارب سياسات التكتل وأداء الأعضاء الـ 27 في الاتحاد تحت وطأة نزعات وطنية ضيقة ومصالح متعارضة، بل أيضا في المستوى القيادي، إذ يمكن أن تضع لوبان باريس في مسار تصادمي مع المفوضية الأوروبية التي تقودها الألمانية المحافظة أورسولا فون دير لاين- بحسب الكاتب الألماني.


إلى جانب الاتحاد الأوروبي والمهاجرين للوبان موقف أكثر تطرفا في مسألة الحجاب حيث أنها تمسك بتشددها حيال الحجاب، وتقول إنه في حال انتخابها فإنها ستفرض غرامة على النساء اللواتي يضعنه في الأماكن العامة.


في المقابل، سعى منافسها إيمانويل ماكرون لاستغلال إصرار لوبان على هذه الفكرة للقول بأن سياساتها لا تختلف عن سياسات الجبهة الوطنية المتشددة التي أسسها والدها جان ماري لوبان. كما قدم نفسه على أنه مدافع عن الحريات الدينية، مشددا على أن حظر الحجاب سيعني دستوريا منع جميع الرموز الدينية بما في ذلك القلنسوة اليهودية والصليب.


بدورها، قالت لوبان إن وضع الحجاب في الأماكن العامة في فرنسا يجب أن يعد مخالفة تستوجب أن تفرض الشرطة غرامة عليها تماما مثل مخالفة المرور. وتتصاعد حساسية هذا الجدل باعتبار أن المرشحين يصوران نفسيهما على أنهما من حراس العلمانية الفرنسية ومبدأ فصل الدين عن الدولة. وقالت لوبان لتلفزيون "بي آف آم" في مقابلة "الحجاب فرضه الإسلاميون"، واصفة إياه بأنه "زي موحد".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4