حصار التصوير في مصر قد يكبدها الكثير من الخسائر

2022.04.12 - 04:14
Facebook Share
طباعة

 يعد قطاع السياحة في مصر واحد من أهم القطاعات التي يستند إليها الدخل القومي المصري،  حيث تمثل السياحة حوالي 12٪ من الناتج المحلي الإجمالي السنوي، وعلى الرغم من الجهود المصرية الحثيثة للترويج لنفسها كواحدة من المواقع السياحية الرائدة في العالم، إلا أن خلال الأيام القليلة الماضية وصف مدون أمريكي مصر بأنه " أسوأ مكان للتصوير في العالم" الأمر الذي أثار الرأي العام في مصر وقد يعود بالضرر على قطاع السياحة.


فقد قال المدون الأمريكي ويل سونبوشنر،  في مقطع فيديو له جاء بعنوان "جولة بين الأطعمة المصرية! أسوأ مكان للتصوير في أفريقيا" وحقق حوالي مليوني مشاهدة منذ عرضه مساء الثلاثاء، أنه "بمجرد الوصول إلى الفندق، تم فتح حقائبي وتفتيشها أكثر من مرة ثم جاء رجال الأمن وطرحوا جميع أنواع الأسئلة.. تعامل الأمن كأنهم يشتبهون فينا كأننا مجرمون".


وأعرب سونبوشنر، الذي اشتهر بمحتواه الخاص بالسفر والطعام في قناته على اليوتيوب Best Ever Food Review Show، عن خيبة أمله من المعاملة التي تلقاها هو وطاقمه.  مشيرا إلى أن السلطات المصرية أمرته بإزالة عدة لقطات طوال رحلته، فضلا عن الفحص المكثف للحقائب ومصادرة الكاميرات.


وأضاف عبر مقطع مصور آخر “الشعار في مصر يجب أن يكون اترك الكاميرا في المنزل وادفع الكثير من المال”. ولفت خلال حديثه إلى أنه تم التحقيق معه لقرابة أربع ساعات سُئل خلالها عن سبب زيارته لمصر وما الذي يريد فعله وتصويره بالضبط.


وتابع “انتهى الأمر بمصادرة جميع أدوات التصوير من كاميرات وأدوات إضاءة وغيرها”، مضيفًا “لا أعلم حقًّا ما سبب ريبة وخوف هؤلاء”.


و على حد وصف اليوتيوبر الأمريكي أنه خلال رحلته داخل مصر، بحث عن سبب التحقيق معه بهذا الشكل، وتعّرف على ثورة 25 يناير و”قلق السلطات المصرية من قدرة الشعب على التغيير”.


في المقابل أشاد سونبوشنر بجمال الصحراء في مصر وما تتمتع به من هدوء وسلام، مشيرًا إلى أنها “بعيدة تمامًا عن الأمن المصري”.


واختتم المقطع المصور “الناس هنا طيّبون جدًّا ويتمتعون بالود الشديد لكن يجب أن أكون صادقًا وأمينًا في رصد تجربتي وما يعانيه خبراء الصور والمصورون هنا حيث تتم معاملتهم كمجرمين”.


في المقابل؛  تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع ما عرضه المدون الأمريكي مستنكرين تعامل الأمن معه بهذه الطريقة.


حيث غرد حساب لشخص يدعى أحمد عبد العزيز على تويتر “أحد أسباب تعثّر مصر الاقتصادي رغم الإصلاحات وإلغاء الدعم هو أن الدولة دي دكتاتورية فأحيانًا بتخنق نفسها بالحبل”.


كما غرد الطبيب هاني راجي عبر صفحته قائلا:" أثناء مروري فوق خزان أسوان قمت بتصويره عشان افرج شكل الصورة لابني اللي عمره ما شافه. جندي شاب من حراسة الخزان انزعج بشدة واوقف الاوتوبيس وقال فيه واحد بيصور!   هي تعليمات اعطوها له، وهو بسيط جدا ، لم يسمع عن جوجل ايرث مثلا. بمناسبة التعامل الأمني المصمم سنة ١٩٦٠ مع التصوير ٢٠٢٢".


أما المخرج إسلام صالح فانتقد عبر فيسبوك تعامل السلطات المصرية مع المدون، وأشار إلى "الجهود الضائعة التي بذلتها الدولة لتنشيط قطاع السياحة".


فقال: "فيديو تكلفته لا تتعدى الـ1000$، نسفت كل جهود الدولة التي صرفت عليها ملايين الدولارات في آخر كام سنة... واحد بكاميرا موبايل ينصح كل السياح حول العالم إنهم ميجوش يتفسحوا في مصر بسبب أن الداخلية بتترعب من أي حد شايل كاميرا وماشي في الشارع!".


وتأتي تلك الواقعة المثيرة للجدل بالتزامن مع النجاح الذي حققه أول عمل هوليوودي للمخرج المصري محمد دياب من خلال مسلسل moon knight بعد أن عرض منه حلقتان تصدرا أعلى المشاهدات لإخراجه للحضارة المصرية، ورغم أن الحلقات تتناول الحضارة المصرية القديمة، فإن التصوير لم يتم في مصر، وأوضح دياب أن صناع الفيلم حاولوا أن يتم تصوير المشاهد في مصر ولكن لم يستطيعوا استخراج التصريحات المطلوبة في الوقت المناسب، لذلك استعانوا بتصوير المشاهد التي تعبر عن مصر، بالتصوير في دولة المجر.


الأمر ذاته الذي أثار الجدل بين رواد التواصل الاجتماعي في مصر،  حيث غرد أحد النشطاء قائلا:" هل يعقل أن مسلسل لشركة بحجم Marvel، وفيلم لشركة DC، اثنين من أكبر شركات الإنتاج في العالم، وجمهورهم في جميع أنحاء الأرض، أحداثهم بتدور في مصر، والمشاهد تتصور في الأردن والمغرب؟!، دعاية جبارة وكمان هتاخد عليها فلوس، تقوم تحولها في أمر غير مفهوم للعكس، وتخسر حاجة بالحجم ده!!!".


وسنت مصر في السنوات القليلة الماضية قوانين أشد صرامة فيما يتعلق بالتصوير في الشوارع والنشر الرقمي. ومن بينها قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، وقانون تنظيم الصحافة والإعلام رقم 180 لسنة 2018.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 2