ما هي خلفيات الانقلاب الباكستاني على الأمريكيين؟

إعداد – عبير اسكندر

2022.04.02 - 10:21
Facebook Share
طباعة

 بين الأزمة المحلية والمواقف الخارجية، تعيش باكستان حالة من "التوتر العالي" مع الولايات المتحدة الأمريكية تصل لمرحلة "الانقلاب على واشنطن"، ما جعل الأخيرة تتحرك للإطاحة برئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بمساعدة المعارضة الداخلية.

مصدر مطلع من اسلام أباد قال لـ"وكالة أنباء آسيا"، إن حكومة بلاده تتجه نحو "انتفاضة" غير مسبوقة تجاه الإدارة الأمريكية الحالية، مستنداً على شريحة كبيرة من الشعب الباكستاني الرافضة للتبعية الخارجية.

ورجّح المصدر أن واشنطن تسعى لاستبعاد خان من الحكم واستبداله بـ شهباز شريف، شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي تمت إقالته قبل حوالي أربعة أعوام بتهم الفساد ونهب أموال الشعب، الأمر الذي يفسّر المساعي الأمريكية بتحريض المعارضة على إعادة السلطة السابقة بوجه جديد مقرّب من واشنطن على أبعد تقدير.

وحول أسباب الخلاف الباكستاني الأمريكي، يقول المصدر إن فتيل الخلاف اشتعل عند قيام خان بزيارة روسيا شباط الماضي قبيل شنها الحرب على أوكرانيا، وموقفه المتقارب مع موسكو تجاه التصعيد الغربي الرافض للعملية الروسية ضد السلطة في كييف، يضاف إلى ذلك – حسب المصدر- محاولة رئيس الوزراء الباكستاني كسب الشارع المحلي بمواقف خارجية ضد واشنطن بتوقيت تعيش بلاده أزمة اقتصادية تتحمل مسؤوليتها "الإدارة السيئة" وفقاً لما تروّج له المعارضة.

ولا شك أن لخطاب عمران خان التصعيدي في منطقة فيهاري أمام سفراء الاتحاد الأوروبي في السابع من آذار الماضي، وقوله لهم "لسنا عبيداً عندكم لننفّذ ما تأمرونا به.. لقد ولّى زمن الإملاءات"، أدى بصورة أو بأخرى لتخطيط واشنطن وحلفائها في الداخل للتحرك ضد حكومته.

خان لم يغفل الأمر بل حوله إلى "ثأر شخصي" وزعم بأن واشنطن تريد التخلص منه وقتله، وقدم احتجاجاً رسمياً للسفارة الأميركية بشأن مؤامرة مزعومة لإطاحة حكومته.

بدورها، الخارجيّة الباكستانيّة قامت باستدعاء القائم بأعمال السفير الأمريكي، للاحتجاج على دعم الولايات المتحدة الأمريكيّة مساعي الإطاحة بعمران خان، وجرى استدعاءه في العاصمة إسلام أباد.

وفي السياق، تقول وكالة “بلومبيرغ”، إن المُعارضة بقيادة الرئيس السابق آصف علي زارداري، ورئيس الوزراء السابق نواز شريف، نجحت بجمع 196 صوتاً، من عدد 172 صوتاً المطلوب للإطاحة بخان، ولكن هذه تظل توقّعات إعلاميّة وقد تكون تشويشيّة، وقد تنقلب المُجريات حتى الأحد، مع إصرار الرئيس خان على عدم الاستقالة، وهزيمة “المُؤامرات” كما قال، في حين حذّرت أصوات مُعادية لتدخّلات أمريكا، من مُؤامرات بدأ يجري طبخها، وعمليّات شراء ذمم لشراء الأصوات بهدف الوصول للعدد المطلوب (172) صوتاً للإطاحة بخان يوم الأحد المُرتقب.

الخلافات بين إسلام أباد وواشنطن، ليست وليدة الساعة، إنما تعود لسنوت سابقة مرت بمراحل التواجد الأمريكي في أفغانستان واعتبار باكستان طريق إمداد لمجموعات متشددة تدعمها واشنطن للقتال هناك، ولطالما كانت تمر علاقات البلدين بفترات متقاطعة رغم حاجتهما لبعض، فـ"أمريكا لا تستطيع العيش دون باكستان" كما قال يوسف رضا جيلاني رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق، في حين تعتمد بلاده على الدعم العسكري والاقتصادي من الولايات المتحدة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 9