عمالة أطفال النيبال بعد موت آبائهم في قطر

2022.04.02 - 09:34
Facebook Share
طباعة

 يبرز تحقيق نشرته صحيفة الإندبندنت حمل توقيع سيبستيان كاستيلير وكوينتين مولر من العاصمة النيبالية كاتماندو إجبار العمال النيباليين على العمل بعد وفاة آبائهم في قطر خلال الإعدادات لبطولة كأس العالم التي تستضيفها الدوحة.

واعتبر الكاتبان أن بطولة كأس العالم "تركت بالفعل بصمة لا تمحى في حياتهم - للأسوأ".

وقالا إن "قرعة كأس العالم علامة بارزة في رحلة استمرت 12 عاماً اجتذبت تدقيقاً عالمياً غير مسبوق بشأن معاملة قطر لقوتها العاملة الأجنبية البالغ قوامها مليوني نسمة".

ونقل التحقيق عن الطفل أوتساف البالغ من العمر 14 عاماً قوله "ذهب والدي إلى قطر بعد ثلاثة أشهر من ولادتي، وعاد ميتاً بعد عامين فقط".

أما والدة الطفل البالغة 50 عاماً فقط قالت للصحيفة إن زوجها "توفي في حادث عندما جرى تكليفه بتنظيف أنابيب المياه في الدوحة".

وأوضحت الزوجة "أدخل نفسه داخل الأنبوب لتنظيفه وعلق هناك. لم يستطع الخروج مع تدفق المياه ومات. لقد فقدت الوعي وسقطت على الأرض عندما تلقيت الأخبار الصادمة. كان ضهري يؤلمني بشدة، ولا يزال ذلك يعيقني".

وشرح كاتبا التحقيق إن ما دفع والد أوتساف إلى التوجه إلى قطر هو أن "الفواتير المتراكمة كانت تطارده بالإضافة إلى العبء المالي القادم لزواج شقيقات أوتساف الأربع"، ويوضحان أنه في النيبال، "يتعين على عائلة العروس تسليم العريس ممتلكات أو الأموال أو الأصول القيمة".

وأضاف التحقيق أن وظيفة الأب في قطر "قدمت الراحة حيث بدأت التحويلات النقدية الشهرية في التدفق. ولكن لم يعد الأمر ذلك".

وأشار التحقيق إلى أنه "لا يمكن تنحية المسؤولية الأخلاقية لقطر جانباً، المسؤولية لمساعدة أسر العمال المهاجرين الذين ماتوا وهم يدفعون بعجلة اقتصاد الإمارة".

ونقل عن شاشي كوماري ياداف، وهي مستشارة في سيراها، جنوب شرق نيبال قولها إنه "من بين 4500 أسرة في القرى التي تعمل فيها، فقدت هذه الأسر أكثر من 200 قريب يعمل في منطقة الخليج".

وقالت إنه "في ربع الحالات، أُجبر الأطفال على تولي دور آبائهم المعيل وبدأوا العمل، بشكل أساسي في الزراعة".

ولفت التحقيق إلى أن "وفيات العمال المهاجرين تلعب دورا في زيادة عمالة الأطفال في نيبال".

وأضاف أنه "في عام 2018، عمل 1.1 مليون من أصل سبعة ملايين طفل في نيبال، وفقا لمنظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة".

وأشار التحقيق إلى أنه "من عام 2019 إلى 2021، دافع ناراد ناث بهارادواج عن قضية العمال المهاجرين النيباليين أمام المسؤولين القطريين كسفير للدولة المضيفة لكأس العالم".

وأضاف الكاتبان: "وفقا لإحصاءات السفارة، يموت حوالي 100 إلى 150 نيباليا في مكان العمل كل عام في قطر، كما يقول بهارادواج، مضيفا أن معدل الوفيات بين العمال أعلى بالتأكيد في الخليج منه في نيبال".

وقال بهارادواج للإندبندنت إنه "اعتبارا من عام 2021، فإن واحد من كل 30 عاملا نيبالياً من أصل 350 ألف عامل مهاجر نيبالي في قطر عملوا بجد لبناء ملاعب كأس العالم لكرة القدم".

وأضاف الدبلوماسي السابق، وفقاً للتحقيق، فإنه "من الصعب الجزم على وجه اليقين بعدد الموتى من العمال "لأن قطر لا تنشر إحصاءات منفصلة".

لكن تقريراً صدر في مارس/ آذار 2022 عن ائتلاف من منظمات حقوق الإنسان، خلص إلى أن ما يصل إلى 10 آلاف عامل مهاجر من جنوب وجنوب شرق آسيا يموتون كل عام في دول مجلس التعاون الخليجي - الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وعمان".

وكشف التقرير أن أكثر من نصف هذه الوفيات غير مبررة: "العمال المهاجرون في منطقة الخليج، وهي واحدة من أكثر مناطق العالم حرارةً في الصيف، معرضون لدرجات الحرارة المرتفعة وخطر السكتة القلبية. كما يُتهم أرباب العمل بانتهاك حقوق العمال بعدة طرق، بما في ذلك مصادرة جوازات السفر أو تأخير دفع الأجور أو تقليل أوقات الراحة الدنيا".

وأشار التحقيق في الإندبندنت إلى أن جماعات حقوق الإنسان تطالب بشكل متزايد بدفع تعويضات لأسر أولئك الذين لقوا حتفهم في قطر في الفترة التي سبقت البطولة، ودعت المنتخبات الوطنية، التي تعهدت بتنفيذ شكل من أشكال الاحتجاج خلال كأس العالم، إلى ضم أصواتهم لمثل هذه الحملة".

وذكّر بأن قطر "خضعت لضغوط دولية مكثفة بسبب معاملتها للعمال المهاجرين. وأطلقت حداً أدنى غير تمييزي للأجور وقامت إلى حد كبير بتفكيك نظام الكفالة السخيف الذي يمنع العمال من تغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد من دون إذن من رئيسهم".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2