الحرب الروسية الأوكرانية.. والتوجه نحو عالم متعدد الأقطاب

شيماء ابراهيم

2022.03.31 - 10:20
Facebook Share
طباعة

 في الرابع والعشرين من فبراير/شباط الماضي بدأت الحرب الروسية الأوكرانية، ومنذ اللحظات الأولى للحرب ومن قبلها بأشهر مع حالة الاحتقان السياسي التي بدت بين روسيا وأوكرانيا، انحازت الولايات المتحدة ودول حلف الناتو إلى أوكرانيا ووضعوا استراتيجية واضحة متعددة الأبعاد سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، بما يسمح لها بتمكين بدعم أوكرانيا للصمود، في المقابل إضعاف النفوذ الروسي عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.


في المقابل، حافظت واشنطن ودول الناتو على عدم الدفع بالقوات العسكرية لعدم وقوع صدام مباشر مع الروس، سواء في أوكرانيا أو في دول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، بولندا وليتوانيا وإستونيا ولاتفيا، منعاً لوقوع حرب عالمية نووية، وفقاً لتعبير بايدن.


ورغم دخول الحرب شهرها الثاني على التوالي إلا أن حتى الأن لازالت الأمور مرتبكة وغير واضحة عند الكثير لمعرفة الأسباب الحقيقة التي تسببت في تصاعد الأمور هكذا بين روسيا وأوكرانيا، والأسباب التي يستند إليها الغرب في دعمه لأوكرانيا.


في البداية تعد أوكرانيا في قلب أوروبا، وليس على أطرافها. وهي ثاني أكبر دولة في أوروبا من حيث المساحة، وتحتل الترتيب السابع من حيث عدد السكان، مع أكثر من 40 مليون مواطن، وهو ما يعني أنه في حال استمرار الحرب سيستمر النازحون والهاربون من الأوكرانيين إلى أوروبا، وبهذا ستشهد أوروبا أكبر عملية هجرة ونزوح في تاريخها.


ومنذ اللحظات الأولى التي لوح فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل العسكري في أوكرانيا، أكد على أن هذا يأتي لمنع توسع حلف الناتو وضم أوكرانيا لها. لكن خبراء أيضا اكدوا أن الغزو الروسي على أوكرانيا جاء بدافع تآكل النظام العالمي الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة، ولهذا لم تنجح الدبلوماسية في حل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.


حيث التقى قادة الولايات المتحدة والدول الأوروبية مباشرة مع بوتين لمنع الحرب. فيما تقدم الرئيس الروسي بمواقف رفض الغرب تقبلها وعلى رأسها أنه لن يسمح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وفي الوقت نفسه، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي لمنع أي إجراء كان من شأنه أن يوقف الغزو.


وإزاء مراقبة روسيا لمحاولات الغرب السيطرة على بلدان مثل مولدافيا وجورجيا وأوكرانيا، اعتبرت أنّ الغرب يريد محاصرتها من جديد وهو ما لن تسمح به، واتّهم الرئيس الروسي بوتين الغرب «بمحاولات خطيرة يُراد من خلالها طمس حقائق الحضارة المتعددة الأوجه الى حضارة أحادية وفقاً لمبادئ عالم أحادي القطب، منتقداً في الوقت نفسه الديكتاتورية الأميركية.


ولذلك يرى الكثير من الخبراء والباحثون وكذلك المحللون أن الهدف من الحرب الروسية على أوكرانيا هو منع تمدد وسيطرة العالم الغربي الليبرالي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية على العالم، والتوجه نحو عالم متعدد الأقطاب والقوة والخروج من دائرة القطب والقوة الواحدة، لهذا يرى الكثير من الخبراء أن الغزو الروسي على أوكرانيا أكبر من مجرد أزمة سياسية بين بلدين.


وإذا تحقق ما رسمه بوتين، يعني أن العالم سيشهد تغيرات جيوسياسية هائلة في فترة ما بعد أحداث أوكرانيا الحالية، إذ سيكون ثمة اصطفاف جديد لمراكز القوى وللتحالفات العالمية.


إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد بنا موقفه السياسي واتخذ قرار الحرب على أوكرانيا، نظرا لأنه يعلم جيدا مدى تفوقه العسكري، في مقابل نفور الغرب من المخاطرة العسكرية.


حيث تجدر الإشارة إلى أن روسيا لديها ثاني أقوى جيش في العالم، في حين تحتل أوكرانيا المرتبة الثانية والعشرين. كما تمتلك روسيا نحو 4447 رأسا نوويا، بينما لا تملك أوكرانيا أي منها. بموجب مذكرة بودابست لعام 1994.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8