مسار الاتفاق النووي في ظل الحرب الروسية الأوكرانية

إعداد - شيماء أحمد

2022.03.28 - 06:45
Facebook Share
طباعة

 أدخل الغزو الروسي لأوكرانيا مؤامرة اللحظة الأخيرة في المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وبالنظر إلى أن المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي قد حظر  التفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة، وعملت موسكو خلال العام الماضي كوسيط رئيسي بين واشنطن وطهران، وقادت المفاوضات النووية إلى ما بدا أنه نتيجة.


هذا ما أشار إليه  تقرير بعنوان "ماذا تعني الحرب الروسية في أوكرانيا للشرق الأوسط", نشره موقع معهد كارنيجي.


من جانبه قال "كريم سجادبور"، زميل أقدم في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي،  وسط حملة الضغط العالمية المفاجئة والشديدة ضد روسيا، أعادت موسكو تقييم دورها التيسيري وهددت ضمنيًا بتعريض الاتفاق النووي الإيراني للخطر من أجل تأمين مصالحها، حيث تريد روسيا "التي تفوقت الآن على إيران باعتبارها الدولة الأكثر معاقبة في العالم".أن يشعر العالم بالألم الاقتصادي الناجم عن فرض حظر على النفط الروسي، وأن الاتفاق النووي الذي ينهي الحظر المفروض على النفط الإيراني من شأنه أن يخفف من العواقب المالية العالمية لعزلة روسيا.


وأضاف الباحث أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرك أن إحياء الاتفاق النووي الإيراني يعني الكثير للرئيس الأمريكي جو بايدن أكثر مما يعنيه بالنسبة له، ولا يشعر بوتين بالتهديد من التقدم النووي الإيراني، فقد خدمت عزلة طهران المصالح الروسية" حيث تعتمد إيران على التكنولوجيا الروسية من الدرجة الثانية,، وهي خصم للولايات المتحدة، وغير قادرة على استغلال مواردها الهائلة من الطاقة، وتتجاهلها".


إلى جانب هذا  هناك منافسة تاريخية لبن موسكو وإيران في آسيا الوسطى، وفي الواقع, قال أحد كبار الباحثين الروس في إيران, "رجب سافروف", في مقابلة أجريت معه مؤخرًا إن "التوجه الغربي لإيران سيكون أسوأ بالنسبة لروسيا من إيران المسلحة نوويًا، وسوف يؤدي ذلك إلى انهيار روسيا"، وبالتالي أعادت هذه المكائد الروسية إحياء انعدام الثقة التاريخي الذي يشعر به العديد من المواطنين الإيرانيين تجاه جارهم الروسي المفترس في الشمال.


وأشار التقرير إلى أنه في القرن التاسع عشر، استولت روسيا الإمبراطورية بالقوة على مناطق شاسعة في القوقاز من إيرا.  وفي العام 1946 احتلت القوات السوفيتية وتوسَّعت لضم إقليم أذربيجان الشمالي الغربي لإيران، لكن تم طردها بفضل جهود الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان.


وأوضح التقرير أنه في الواقع, من الشذوذ في التاريخ أن تكون روسيا وإيران اليوم شريكين استراتيجيين، في حين أن الولايات المتحدة وإيران خصمان لدودان، وعلى الرغم من التكهنات بأن انعدام الثقة المتبادل في روسيا قد يعزز تعاونًا أكبر بين الولايات المتحدة وإيران، لم يؤد الغزو الروسي لأوكرانيا إلى أي إعادة ترتيب جيوسياسي كبير، بل أدى إلى تعزيز التحالفات العالمية القائمة، في ظل غياب تغيير القيادة في موسكو أو طهران،فإن العزلة المتبادلة والظلم المتبادل بين البلدين تجاه الغرب ستجعلهما في نهاية المطاف أكثر اعتمادًا على بعضهما البعض، وليس أقل.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 9