لماذا تخشى السعودية الانحياز السياسي في الأزمة الروسية الأوكرانية؟

إعداد - شيماء أحمد

2022.03.28 - 06:37
Facebook Share
طباعة

 تعمل المملكة العربية السعودية على التوازن السياسي بين موسكو وواشنطن،  حيث أنها لا تريد أن تفقد شريكا في موسكو من أجل أصدقاءها في واشنطن بعد انطلاق الحرب الروسية الحالية في أوكرانيا، وفقا لما طرحه تقرير أعده معهد كارنيجي.


ويوضح التقرير أن القيادة السعودية أصبحت أكثر من مجرد تحوط لإرسال رسالة إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن،  وهي لا تغفل عن ثمن الانحياز إلى جانب في هذا الصراع.


وأضاف التقرير؛ على الرغم من أن قرار تنويع مجموعة الشركاء الدوليين للمملكة قد تم اتخاذه في فترة التوترات التي أعقبت غزو العراق مع الولايات المتحدة، فقد أصبح سياسة ثابتة تهم الغرب وروسيا على حد سواء،  فعلى سبيل المثال؛  أصبح فلاديمير بوتين في عام 2007 أول زعيم روسي يزور المملكة العربية السعودية رسميًا، وبعد عشر سنوات،أصبح الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أول ملك سعودي يقوم رسميًا بزيارة دولة إلى روسيا.


وأضاف التقرير؛ أعقب ذلك زيارات واجتماعات ثنائية أخرى قادها نجله وولي العهد محمد بن سلمان، عندما أعاد بوتين زيارة المملكة في عام 2019،  وكانت العلاقات بين البلدين تتقدم ببطء ولكن بثبات.


واللافت أن الزيارة جاءت في وقت كانت فيه علاقات السعودية بالغرب متوترة للغاية بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وفي عام 2021م, وقع البلدان اتفاقية تعاون عسكري.


وحسب "ياسمين فاروق" باحثة غير مقيمة في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي،  كان التقدم في العلاقات السعودية الروسية دائمًا في ظل علاقة المملكة بالولايات المتحدة،كما يتضح من عدم الوفاء، على الأقل حتى الآن، بخطة المملكة العربية السعودية لعام 2017 لشراء أنظمة دفاع روسية,.


وأضافت الباحثة؛ تشترك المملكة العربية السعودية في مصالح حيوية لا تضاهى مع الولايات المتحدة، ومع ذلك فإن نظام القيم السياسية لديها أقرب إلى النظام الروسي، على الرغم من الكثافة المنخفضة بشكل ملحوظ والوتيرة البطيئة للعلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية بينهما، وردود فعل واشنطن على سياسات المملكة العربية السعودية على مدى العامين الماضيين،  وكذلك تأطير الهوية الحالية للحرب الروسية على أوكرانيا على أنها "المعركة بين الديمقراطية والأنظمة الاستبدادية",،وضعت المملكة في نفس المعسكر مع روسيا، وإلى جانب الانسجام بين "رجال استبداديين متشابهين".


وبحسب الباحثة فإنه في التفكير في الرياض وموسكو، يتمتع البلدان بمصالح وطنية سيادية متوافقة ومواقف قليلة لكنها مهمة في السياسة الخارجية، كما هو الحال في اليمن، والأهم من بينها اتفاقية أوبك + التي تقودها الحكومتان، والتي لها نتيجتان مهمتان على المملكة العربية السعودية: أولاً, إنها تغذي الانتعاش من العواقب الاقتصادية لوباء COVID-19. ثانيًا، إنه أقوى نفوذ سعودي في علاقة مضطربة مع بايدن.


وبينما تكافح المملكة العربية السعودية مع قضايا الثقة في علاقتها مع الولايات المتحدة، لا يمكنها أيضًا الاعتماد بشكل كامل على موسكو، فلقد أثبت بوتين بالفعل أنه حليف موثوق به لأصدقائه، مثل "بشار الأسد" في سورية، بينما تركت الولايات المتحدة الرئيس المصري السابق حسني مبارك, وشاه إيران من قبله يسقطان. - بحسب التقرير.


وتابع التقرير:" لكن بوتين ليس على استعداد للتضحية بعلاقة روسيا مع إيران، ألد أعداء المملكة العربية السعودية، وقد أثبت استعداده للضغط على المملكة العربية السعودية في سوق النفط، إذا بدأ الدفع، فستستمر المملكة العربية السعودية في اختيار الولايات المتحدة على روسيا، لكن الرياض تتأكد من أن واشنطن لن تعتبر ذلك أمرًا مفروغًا منه".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 1