انعدام ثقة وتهديد المنطقة.. لهذه الأسباب تدعم الصين روسيا

شيماء أحمد

2022.03.26 - 07:10
Facebook Share
طباعة

 بررت الصين موقفها الداعم لروسيا في حربها على أوكرانيا، بسعي الولايات المتحدة الأمريكية في توسيع  الناتو باتجاه الشرق، ما يهدد أمن بكين وموسكو.

وذكرت تقارير صحفية أن وسائل إعلام وثيقة الصلة بالحزب الشيوعي ومسؤولين كباراً في وزارة الخارجية الصينية وجهوا مؤخراً اتهامات للولايات المتحدة بأنها تسعى إلى بناء كتلة شبيهة بحلف شمال الأطلسي في منطقة التقاء المحيطين الهندي والهادئ، وبلغ الأمر أن حذَّر مسؤولٌ صيني من "عواقب لا يُمكن تصوُّرها" إذا فعلت الولايات المتحدة ذلك.

وقال لي يوتشنغ، نائب وزير الخارجية الصيني في مؤتمر عقده في بكين، يوم السبت 19 مارس/آذار، إن الأزمة الأوكرانية يُمكن استخدامها كـ"مرآةٍ" لعرض الوضع الأمني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأشار يوتشنغ  إلى "استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ" في إشارة إلى خطة الولايات المتحدة، وهي خطة كشفت عنها إدارة بايدن الشهر الماضي، وغرضها تعزيز دور أمريكا في المنطقة، وتتضمن عدة تدابير، منها على سبيل المثال "دعم الديمقراطية وتعزيز تحالفات الولايات المتحدة وشراكاتها مع دول المنطقة، ومنها تايوان".

وأكد على أن بناء "دوائر أو مجموعات صغيرة مغلقة وحصرية في المنطقة أمرٌ خطير، يشابه استراتيجية الناتو للتوسع شرقاً في أوروبا". وقال: "إذا سُمح لذلك التوسع بالاستمرار دون رادع، فسيكون له عواقب لا يمكن تصورها، وسيسوق منطقة آسيا والمحيط الهادئ في نهاية المطاف إلى السقوط في الهاوية".

وقبل الحرب الروسية الأوكرانية، حاول الزعيم الروسي فلاديمير بوتين مراراً التحذير من توسع الناتو على حساب بلاده، واستخدم ذلك لتسويغ غزوه لأوكرانيا.

وتزعم الولايات المتحدة أن تركيزها على منطقة المحيطين الهندي والهادئ جاء في وقتٍ جنحت فيه الصين إلى "سياسة خارجية عدوانية، وزادت أطماعها الإقليمية، وعمدت إلى خطوات متشددة في تعاملها مع أي تهديد متصور لها"، كما تقول CNN.

ويبدو أن  نية الصين واضحة، وهي أن تبعث برسالة إلى الولايات المتحدة ودول المنطقة بأن استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ والتحالفات الأمنية الأمريكية يمكن أن تولد أزمات أمنية مماثلة لتلك التي نشهدها في الوقت الحالي بين أوروبا وروسيا، بحسب خبراء.

إلى جانب هذا نقلت صحيفة The Paper الصينية، التي تديرها الدولة عن السفير دينغ شيجون اتهامه الولايات المتحدة بـ"إقرار مجموعة من القواعد الشبيهة بـ(قوانين العصابات)، مع أنها تدعي الحفاظ على النظام الدولي، والواقع أنها تسوق المنطقة إلى (درب التهلكة)".

وهذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها الصين إلى إقرار أوجه تشابه بين استراتيجية الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، واستراتيجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) في السنوات الأخيرة. كما أن "انعدام الثقة بالولايات المتحدة" يأتي في صميم الأسباب التي تقرِّب روسيا والصين من بعضهما بعضاً.

والأيام القليلة الماضية؛ أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الأحد، أن بلاده تعارض أي اتهامات لا أساس لها أو مريبة ضدها، كما أن بكين لن تقبل أبدا أي ضغط خارجي.

وزير الخارجية الصيني قال إن موقف بكين من الأزمة الأوكرانية يتماشى مع رغبة معظم الدول، حيث إن بكين تقف على الجانب الصحيح من التاريخ بشأن أوكرانيا.

وأضافت الخارجية الصينية، أنه مع توسع حلف شمال الأطلسي «الناتو»، يمكن لصاروخ أن يضرب الكرملين خلال 7 دقائق، منوهة أن توسع الناتو يجعله قريبا من ضواحي موسكو.

وتابعت وزارة الخارجية الصينية، بأن محاصرة دولة كبرى ونووية مثل روسيا ستترتب عليه تداعيات مروعة.

إلى جانب هذا أكد دبلوماسي صيني  على  أن حلف شمال الأطلسي يجب أن يلتزم "بما زعم أنه وعد بعدم التوسع شرقاً".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9