قراءة في تغطية الصحف الغربيَّة والعبريَّة لقمَّة شرم الشيخ

2022.03.25 - 07:15
Facebook Share
طباعة

 تناولت العديد من الصحف العربية والعبرية القمة الثلاثية التي عقدت في شرم الشيخ، وضمَّت ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.

حيث نقل  موقع " the media line"، عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إنَّ الزعماء "ناقشوا العلاقات بين الدول الثلاث، وسبل تعزيزها على كافة المستويات".  في حين قال بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن المناقشات تركزت على "الطاقة واستقرار السوق والأمن الغذائي".

فيما ذكر تحليل للكاتب "Lahav Harkov"، نشر على " jpost"؛ أن عنوان القمَّة جاء بأنَّ الولايات المتَّحِدة تتنازل كثيرًا لإيران، وقال: " أنَّه بينما كانت الولايات المتَّحِدة تُناقش محادثات إيران مع إسرائيل وحلفائها في الخليج، لم تكن تستمع حقًا لهم، ولا تأخذ احتياجاتهم الأمنيَّة على محمل الجد".

وأضاف "أنَّ إدارة بايدن تدرس إزالة الحرس الثوري الإسلامي، من قائمة المنظَّمات الإرهابيَّة الخارجيَّة الأمريكيَّة كصفقة جانبية للمحادثات النوويَّة، بالمقابل، طلبت واشنطن من إيران الالتزام بخفض التصعيد في الشرق الأوسط".

وقال مصدر في أبو ظبي إنَّ الإمارات العربيَّة المتَّحِدة "صُدمت" من خطة الأمريكيِّين لشطب الحرس الثوري الإيراني من قوائمها،  لكنَّهم إلى جانب المملكة العربيَّة السعوديَّة، بدؤوا في إظهار خيبة أملهم منذ أسابيع بطريقة تردد صداها أكثر من مجرد بيان واضح.

وبحسب المصدر جاءت القمَّة في وقت أصيب فيه كل من أبو ظبي والسعوديَّة بإحباط شديد, إزاء ما تراه رداً أميركيَّاً ضعيفاً على موجة الهجمات الصاروخيَّة, والطائرات المسيَّرة التي يشنَّها لحوثيون اليمنيون".

وحسب التحليل الذي قدمه موقع ""وول ستريت جورنال" جاءت القمَّة كرد على المواقف الأمريكيَّة الأخيرة اتجاه إيران، ومن دلائل ذلك،"تشغيل حنفيَّة" النفط بعد العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الروسي، كما أخذت الإمارات عروض عدم الرضا أبعد من ذلك هذا الأسبوع،  حيث استضافت الرئيس السوري "بشار الأسد", اللقاء الذي قالت عنه الخارجيَّة الأمريكيَّة أنَّها "أصيبت بخيبة أمل شديدة ومضطربة"، من اجتماع الأسد ومحمد بن زايد، وبالتالي وجد بينيت نفسه في نفس الموقف مع محمد بن زايد، حيث رأى الولايات المتحدة تتخذ خطوات تعرض أمن بلاده للخطر.

وتحدَّثت صحيفة النيويورك تايمز عن اللقاء، ومدى أهميَّته، حيث جاء في التقرير أنَّ القمَّة، هي أحدث مؤشر على إعادة ترتيبات سريعة  للتحالفات السياسية في الشرق الأوسط، منذ أن أقامت إسرائيل العلاقات الدبلوماسيَّة في العام 2020 مع العديد من الدول العربيَّة.

وأضاف التقرير، يبدو أنَّ قِوى الشرق الأوسط تتَّحِد معاً للتنقل في علاقاتها المشحونة مع إدارة بايدن، وسط المشهد الجيوسياسي سريع التغيُّر، الذي عجَّلته حرب روسيا على أوكرانيا، حيث واجهت الدول الثلاث ضغوطًا شديدة من واشنطن لتجنّب روسيا، وفي حالة الإمارات أيضًا، لتزويد المزيد من النفط لعالم يحاول إبعاد نفسه عن الطاقة الروسيَّة.

وقال "عبد الخالق عبد اللهط، المحلِّل السياسي الإماراتي: "من المثير للاهتمام أن نراهم يقولون إنَّنا من الآن فصاعدًا، سنتحدث كفريق واحد"، إنهم لا يريدون إرسال رسالة فردية، بل رسالة جماعية، وهي إلى كل من إيران وأمريكا.

فيما قالت "إتش.إ. هيلير"، الباحثة في شؤون الشرق الأوسط, في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي, والمعهد الملكي للخدمات المتحدة، إنَّ مصر ترى بذلك فرصة لاستعادة دورها التاريخي كوسيط، وأضافت : "لم يكن المصريون سعداء بفقدان دورهم المفترض كحلقة وصل بين إسرائيل والعالم العربي"، وبقدر ما يتعلق الأمر بالسيسي، فهذه علامة تقول: "نحن لا نزال على صلة بالسياق الجديد الناشئ".

وقال المحلل السياسي "عبد المنعم سعيد علي": إنَّه بفضل حرب أوكرانيا، تتطلع مصر أيضًا إلى زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، وهو أمر لا تستطيع تحقيقه بدون إسرائيل، التي توفِّر الكثير من الغاز الخام الذي تعيده مصر وتعيد تصديره، كما تأمل مصر في جذب السياح الإسرائيليِّين إلى منتجعاتها المطلة على البحر الأحمر،وحشد الاستثمارات الخليجية في البلاد،وتشهد كلتا المناورات بعض النجاح بالفعل: حيث أعلنت إسرائيل ومصر مؤخَّراً، عن رحلات جويَّة مباشرة جديدة بين إسرائيل وشرم الشيخ، وقال المستثمرون الإماراتيون هذا الأسبوع إنهم سيشترون أجزاء كبيرة من البنوك المصريَّة.

بدورها عنونت "Conservative news daily" مقالها حول القمَّة بأنَّ الاجتماع الثلاثي هو إظهار للوحدة ضد القوى الغربيَّة  التي تحاول إحياء اتفاق إيران النووي الذي بدأ منذ عام 2015،وكذلك تعبير عن معارضة القرار الأمريكي الأخير، بإسقاط الحرس الثوري الإيراني من قائمة التنظيمات الإرهابيَّة.

وأضاف التحليل إنَّ إسرائيل لطالما لعبت دور الوسيط بين العالم العربي والولايات المتَّحدة،وبالتالي يُنظر إليها على أنَّها وسيط لتخفيف التوتُّرات بين دول الخليج والولايات المتَّحدة، والتي تصاعدت بسبب رد الولايات المتحدة على الهجوم الأخير على أبو ظبي، وكذلك الموقف الغامض لدول الخليج العربي في نزاع روسيا وأوكرانيا.

وأشارت تقارير عبرية إلى إنَّ إسرائيل مهتمَّة بإقناع الإمارات والسعوديَّة, بزيادة إنتاجهما النفطي، من أجل تقليص الاعتماد العالمي على النفط الروسي.

وقالت الكاتبة  "Patrick Goodenough" في صحيفة " cns news"؛  أنَّ التقارير العبرية ركَّزت على ما بدا أنَّه محاولة لتشكيل جبهة موحَّدة ضد إيران، وسط تعثر متأخر في المحادثات في فيينا،  التي يعتقد على نطاق واسع أنَّها قريبة من اتفاق لإنقاذ خطة العمل الشاملة المشتركة في عهد أوباما.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي، أنَّ إيران والاتفاق النووي كان من الأمور التي نوقشت في محادثات شرم الشيخ، بالإضافة إلى اقتراح من بينيت لتطوير دفاعات إقليميَّة ضد هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار من قبل إيران ووكلائه.

وعلَّق أحد المراسلين في الولايات المتَّحدة: "يبدو أن هناك محورًا عربيًا إسرائيليًا ناشئًا بشكل أساسي لموازنة القوة الإيرانية في المنطقة، وربما لأنهم ربما لا يتفقون تمامًا مع الموقف الأمريكي بشأن هذه القضيَّة"، متسائلاً ما إذا كانت الولايات المتحدة على اتصال مع الحكومات الثلاث بشأن الاجتماع.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7