هل باتت عفرين مقاطعة تركية "محتلة"؟

2022.03.20 - 08:49
Facebook Share
طباعة

 ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان انه أربع سنوات مرت على احتلال منطقة عفرين ذات المكون الكردي من قبل الجيش التركي والفصائل الموالية له، دون تحرّك دولي لوضع حدّ لهذا الانتهاك الصارخ بحق الأهالي الذين وقع تهجيرهم قسريا والاستيلاء على منازلهم وعقاراتهم وأراضيهم باستعمال القوة ، بحسب المرصد.
وذكر المرصد ان عفرين تحولت إلى بؤرة لارتكاب كافة أنواع الجرائم، ومركز لتجميع الإرهابيين وإرسالهم إلى الخارج على غرار ليبيا وأذربيجان، بعد أن غُيرت معالمها الأثرية ، تحولت إلى فضاء لتمركز الفصائل المسلحة.
ويذكّر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمطالبته بإخراج القوات الأجنبية من عفرين وكل المناطق المحتلة، ومناشدته المجتمع الدولي لوضع حدّ لمختلف الانتهاكات التي تمسّ خصوصية كل منطقة سورية عاشت زمنا طويلا من التعايش في كنف الاحترام والسلام والوئام.
ويندّد المرصد بقضم أي أرض سورية وبسياسة الاستيلاء على العقارات والمنازل بقوة السلاح والعنف والإجبار أمام صمت العالم .
في هذا الصدد، أكد الشيخ رياض درار، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عملية “غصن الزيتون” كما يدّعي مرتكبوها هي عملية قطع أشجار الزيتون كما يظهر للعيان وكما يبدو للعالم حيث قُطعت الألاف منها بعد الاحتلال على أيدي المرتزقة، معتبرا أن قطع شجرة زيتون يساوي إعدام شخص أو عائلة، وهي جرائم بحق المناطق المحتلة يرثى لها كل صادق محب لمنطقة، وتدمع لها كل عين تنظر لما جرى.
وتحدّث درار عن استمرار آلة القتل والانتهاكات لحقوق الإنسان، فضلا عن تدمير البيوت والاعتداء على الأعراض وهي جرائم لا يمكن الصمت تجاهها أو تجاهلها من قبل المجتمع الدولي المطالب بالتحرك لإيقافها، معتبرا أن من يغض النظر عن تلك الانتهاكات هو في الواقع مشارك في عملية الاحتلال، لافتا إلى أن الذين تم تهجيرهم من عفرين ورأس العين وتل أبيض يعيشون أسوأ حالاتهم، بعد أن كانوا آمنين في بيوتهم.
ودعا إلى التدخل الصادق والعمل الجاد لإيقاف الانتهاكات التي ترتكبها الفصائل المسلحة والقوات التركية، والضغط باتجاه ضمان عودة آمنة للمهجرين إلى منازلهم وهو عمل يمكن أن يتحقّق من خلال المقاومة بكل أشكالها.
من جانبها ندّدت سهام داؤود، الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل، في حديث مع المرصد، بتواصل سياسة التتريك الممنهج والجرائم تجاه السكان الأصليين
ولفتت إلى أنّ أربع سنوات مرّت على استيلاء دولة تركيا على منطقة عفرين، بعد مقاومة قوات سوريا الديمقراطية وأهالي وسكان عفرين دامت 58 يوما، حيث انتهجت أنقرة على مدار أربعة أعوام سياسة التتريك والتغيير الديمغرافي ، وفرضت اللغة التركية كلغة رسمية في المناهج التعليمية، كما فُرض التداول بالعملة التركية ليس فقط في عفرين و إنما في كافة المناطق السورية التي احتلتها وكذلك المناطق التي تقع تحت سيطرتها في رأس العين وتل أبيض و إدلب والباب وإعزاز أيضا.
وأشارت إلى قيام منظمات حقوقية وإنسانية بتوثيق العديد الإنتهاكات والممارسات الإجرامية التي تقوم بها قوات الاحتلال التركي والمجموعات الإرهابية والمرتزقة الموالين لها من قتل وتهجير السكان الأصليين واعتقال وابتزاز أهالي عفرين ولا سيما في مواسم الزيتون، وإكراههم على الخروج والنزوح من عفرين في ظل صمت دولي كبير، وتخاذل كبير من سلطة دمشق، حيث تستطيع سلطة دمشق وعبر مقعدها في الأمم المتحدة بالضغط والمطالبة بخروج دولة الاحتلال التركي من عفرين ومن كافة الأراضي السورية.
وتطرقّت سهام داؤود إلى العقوبات التي فُرضت على بعض الفصائل الموالية لتركيا، مؤكدة أنها غير كافية ، حيث يجب أن يكون هناك دور كبير وفعال من قبل وكالات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بزيادة الضغط على تركيا وإلزامها بالخروج من الأراضي السورية وضمان العودة الآمنة للسكان الأصليين في عفرين و رأس العين وتل أبيض تحت رعاية ومراقبة دولية،فضلا عن الإفراج عن المعتقلين في سجون الاحتلال التركي، وتقديم المجرمين إلى المحاكم الدولية.
من جانبه، أوضح سيهانوك ديبو، عضو المجلس الرئاسي في “مسد”، في حديث مع المرصد السوري، أنّ وجود تركيا مع الفصائل الموالية لها في عفرين موصوف بالاحتلال وذلك ما يؤكده كل بند من قوانين الأمم المتحدة، قائلا: ” نحن لسنا أمام دولة استباحت أراضي دولة جارة لها وحسب، إنما دولة متورطة وفق أدلة دامغة بعلاقة عضوية وظيفية بينها وبين التنظيمات الإرهابية مثل “النصرة” و”داعش”، هذه الدولة وتلك الفصائل ملوثة أيديهم بدماء السوريين في عفرين، وبجرائم حرب ضد الإنسانية، من تغيير ديمغرافي وسرقة المقدرات والاستيلاء على ممتلكات الشعب ووضع عراقيل وحشية في وجه عودة السكان الأصليين إلى عفرين.. وكل يوم تأخير في وقف هذه الجرائم يتعرض أمن واستقرار المنطقة والعالم إلى المزيد من الخطر، لأن سؤالا منطقياً بفرض نفسه باستمرار منذ احتلال تركيا لعفرين: لو أفشلت المجموعة الدولية مرامي أنقرة المدمرة التي ابتدأت بشكل صريح باحتلالها لعفرين، هل كان بإمكانها أن تتمادى وتعبث بأمن العراق وليبيا واليمن وبقية المناطق الأخرى؟”.
وأفاد ديبو بأنّ التواطؤ مع تركيا ومنحها الضوء الأخضر باتت مفاعيلها تظهر، داعيا مجلس الأمن إلى أن يبدأ خطوات أكثر حزما تجاه تركيا ومحاسبة الجناة ومجرمي الحروب.
وختم بالقول: ” توجد مؤشرات بأن تركيا تدخل مرحلة متقدمة لسلخ عفرين عن سورية تذكرنا خطواتها الآن بتلك التي ارتكبتها قبيل سلخ لواء إسكندرون عن سورية في ثلاثينيات القرن الماضي.. إننا نرى جدارا تحاول أنقرة من خلاله اقتطاع عفرين وفرص اللغة والعملة التركية، في تعامل مع عفرين وكأنها جغرافية تتبع لولاياتها التركية.. إننا في المرحلة الأخطر، ويجب أن نكون أمام مقاومة وطنية سورية شاملة لتحرير عفرين وكامل المناطق السورية المحتلة.
أما الناشط السياسي دلشير افستا، فيقول في حديث مع المرصد السوري: لا شك في أن احتلال عفرين يمثل كارثة حلت بالشعب الكردي خلال الأزمة السورية، وبالتأكيد تبقى المسألة جزءً من القضية السورية العامة.
ولفت إلى وجود مناطق أخرى محتلة تركياًّ في الشمال السوري من جرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين والتي قد تتشابه في استعصاءاتها إلى حدٍ ما مع منطقة عفرين نظراً لأن المحتل هو نفسه ولكن أيضاً تبقى لمنطقة عفرين خصوصيتها التي تتفرد بها والتي قد تجعل المحتل التركي يتمسك بها أكثر من باقي المناطق المحتلة ومن تلك الخصوصية على سبيل المثال موقعها الجغرافي.
وتابع محدثنا قائلا: “ما يجعل قضية منطقة عفرين وكذلك المسألة السورية عموماً معقدتين جداً هو ببساطة وجود عدة قوى دولية وإقليمية متدخلة في الشأن السوري وهي معروفة بشكل رئيسي للجميع: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وتركيا وإيران.. أمريكا وروسيا تديران الصراع في سورية وليس هناك في الأفق المنظور أية حلول لديهما برغم كل الاجتماعات واللقاءات التي انعقدت هنا وهناك حول الشأن السوري على مدار السنوات الفائتة.
وأضاف: “عندما نقول إن هذه القضية معقدة حتى الآن فهذا لا يعني أن الأمر متروك للقدر وللمشيئة الإلهية مثلاً، لا طبعاً، بل هناك جهود تُبذل قدر المستطاع باستمرار سواء أكان ما تقوم به الإدارة الذاتية سياسياً ودبلوماسياً مع الأطراف الدولية وكذلك على مستوى النشطاء السياسيين الذين يبذلون جهوداً مباركة في توثيق كل ما يمكن توثيقه من الجرائم التي ترتكبها تلك الفصائل المسلحة الراديكالية تحت إشراف ونظر ورعاية سيدها التركي على تنوعها من القتل والاختطاف وطلب الفدية والاعتقالات التعسفية وحملات التعذيب في سجونها إلى نهب محاصيل ومصادر رزق الأهالي لا سيما محصول الزيتون الذي يشكل المصدر الرئيسي لمعيشة الأهالي، علاوة على بناء المستوطنات التي تشبه المستوطنات الإسرائيلية التي يمتعض منها كل أبناء العالم العربي والإسلامي، وللأسف بعض تلك المستوطنات يتم بناؤها وتمويلها من قبل جمعيات فلسطينية بالإضافة إلى تقديم الدعم المالي من جهات قطرية وكويتية لبناء هذه المستوطنات، ناهيك عن جرائم أخرى من قبيل الاغتصاب الجنسي الذي طال الكثير من النساء في معتقلات تلك الفصائل

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 9