كتبت أمل عبدالستار: الاستقرار النفسي

2022.03.19 - 05:00
Facebook Share
طباعة

 الاستقرار النفسي هو الذي يساعد الإنسان على أن يشعر بقيمته الشخصية، والطمأنينة الداخلية، وهو الذي يجعله قادرًا على أداء الوظائف وإنجاز المهام بصورة منتظمة، ويستطيع الإنسان الذي أنعم الله عليه بالطمأنينة الداخلية أن يحقق أفضل نجاح.


 ولكن من أين يستمد الإنسان طاقته وحيويته التي تجعله يشعر بالاستقرار النفسي، هل من داخله أم من تفاعله مع الآخرين؟

 وللإجابة عن هذا السؤال؛ انظر إلى داخلك ستجد أن هناك طاقة كامنة هي التي تقوي جانبك النفسي والروحي، وعندما يهديك الله للوصول إليها تستطيع وقتها أن تصل إلى شاطئ الاستقرار النفسي.

 الإنسان يعيش في عالم متغير، يواجه مواقف عدة في الحياة، وإذا كانت تلك المواقف صعبة أو مؤلمة؛ حينها ينشأ الصراع النفسي؛ الذي يؤثر على حياته النفسية، ثم على تفكيره، ثم ينعكس على سلوكه، ومع ضغوط الحياة، وتعدد المشكلات التي يواجهها يشعر بالقلق وعدم الاستقرار.

 

أيها الإنسان في ظل كل تلك الضغوط الحياتية لا بد أن تكون لك وقفة مع النفس، وأن تفهم ذاتك، ولا بد أن تكون قادرًا على عمل التوازن بين احتياجاتك وفقًا لإمكاناتك وقدراتك، فإن لم تستطع أن تصنع التوازن النفسي، فستصبح مهددًا طوال الوقت بالخوف من المجهول، وتترقب وقوع أمور سيئة، وتشعر بالارتياب والتوتر، وتخشى دائمًا مواجهة الآخرين.

 

لابد يا عزيزي أن تصل بنفسك -وليس بمساعدة أحد غيرك- إلى الشخصية المستقرة المتوازنة، التي تستطيع أن تصنع التوافق والانسجام بين الفكر والسلوك، حتى تصل إلى النضوج العاطفي وضبط النفس والثقة بها وبالآخرين، وأن تكون معتدلًا في ردود أفعالك مع الآخرين.

 

حقيقة؛ فإن الضغوط الحياتية، من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الاستقرار النفسي، ولا بد أن تبدأ بنفسك لتصل إلى الاستقرار النفسي، ثم بأولادك؛ وذلك عن طريق زيادة الاهتمام بهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، واكتشاف قدراتهم المعرفية وإمكاناتهم، واستثمارها بشكل دائم؛ حتى يصلوا إلى الاستقرار والثبات النفسي؛ فعندما يحدث التوازن بين (الهو)؛ وهي مصدر الطاقة وإشباع الرغبات المكبوتة، و(الأنا)؛ وهي شخصية المرء في أكثر حالاتها اعتدالًا، و(الأنا الأعلى)؛ وهي القيم والمعتقدات الدينية والاجتماعية، وعندما يحدث التوازن بينها جميعًا، يمن الله علينا بنعمة الانسجام بين الذات، ويتحقق الاستقرار النفسي.

 

 المقال لا يعبّر عن رأي الوكالة وإنما يعبّر عن رأي كاتبه فقط


 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 8