المحاولة الأممية الجديدة لحل أزمة اليمن ... نوايا في العلن وأخرى في الخفاء

2022.03.16 - 05:11
Facebook Share
طباعة

 تشير بعض المؤشرات إلى التحضير لمفاوضات جانبية برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة بين جميع الأطراف الجنوبية اليمنية لمناقشة فكرة انفصال الجنوب مجدداً، وثمة اقتراح سيتم ترويجه في هذه المفاوضات يتمثل في إقناع الأطراف بالموافقة المؤقتة على إقامة منطقة حكم ذاتي موسع في معظم المناطق الجنوبية ريثما تنتهي المفاوضات ويحسم مصير قرار الانفصال من عدمه.


ويستجدي انفصاليو اليمن دعماً دولياً لتحقيق مطلبهم في تأسيس دولة في جنوب البلاد، وحين وجد "المجلس الانتقالي الجنوبي" نفسه غير مرحب به دولياً على مدار سنواتٍ مضت، وجد من الأزمة الأوكرانية الروسية سبيلاً لإبراز قضيته باستدعاء روسيا لتكون داعمة له في تحقيق هدفه بالانفصال عن شمال اليمن.


وأجرى المجلس المدعوم إماراتياً في اليمن برئاسة عيدروس الزبيدي لقاء في مطلع مارس/آذار 2022 بسفير روسيا لدى أبوظبي، بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية، في لقاءٍ اعتبره الكثير من المعارضين للانتقالي الجنوبي اليمني بـ"المحاولة البائسة".


وقال الزبيدي، الذي يرأس "الانتقالي" الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، إنه عقد في أبوظبي، مباحثات مع سفير روسيا الاتحادية لدى الإمارات تيمور زابيروف. وذكر على صفحته في "تويتر"، أنهما ناقشا جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة في اليمن.


كما كشفت توقعات عن احتمالية نشاط حركة المبعوثين الأمميين والأمريكيين في العاصمة الأردنية عمان بعد اعتمادها دولياً مكاناً للحراك التفاوضي المقبل المتعلق باليمن.


من جانبه أكد المبعوث الأممي الى اليمن هانز جروندبرغ، أمام مجلس الأمن، أن «هناك حاجة للتركيز على حوار سياسي بنّاء وموجه نحو الحلول»، مشيراً الى أن المشاورات المنعقدة في عمّان، الأردن، مع الأحزاب السياسية والخبراء والمجتمع المدني اليمني تذكرنا أن تحقيق هذه الغاية هو أمر ممكن. ونحتاج للسعي نحو الحلول، التي لا تتوقف عند إنهاء الحرب في اليمن، بل ترسي أسس السلام المستدام أيضًا.


وأوضح جروندبرغ: «أركز مشاوراتي على الأولويات العاجلة وطويلة الأجل لجدول أعمال العملية متعددة المسارات في سياق إطار العمل.. 


أتمنى أن تكون تلك البداية لحوار جاد بين اليمنيين حول إيجاد نهاية للحرب». ودعا إلى تفاعل الأطراف بشكل عاجل وبنّاء مع مقترحاته لبث الأمل وتقديم الإغاثة التي يحتاجها اليمنيون واليمنيات بشدة، غير أنه استدرك: «إلا أن أي إجراءات مؤقتة محتملة لخفض التصعيد لن تصمد إلا إذا دعمتها عملية سياسية».


وكان المبعوث الأممي، قد أعلن الإثنين الماضي، بدء سلسلة من المشاورات في عمان، مشيراً إلى أنه سيتم التشاور مع أكثر من 100 يمني ويمنية من الأحزاب السياسية وقطاعي الأمن والاقتصاد ومنظمات المجتمع المدني.


ويخشى مراقبون للشأن اليمني أن  يكون غرونبرغ  يسير على نهج سلفه مارتن غريفيث، خلال السنوات الأولى من تعيينه مبعوثا للأمم المتحدة لليمن. حيث انتهت المشاورات التي أشرف عليها باتفاق السويد في العام 2018 قبل أن تصطدم بالكثير من الصعوبات والعوائق التي أفشلت استمرار الاتفاقية دون أي تقدم حقيقي على الأرض، بما في ذلك تنفيذ وقف إطلاق النار. وتستند تلك الآراء  إلى اعتماد غروندبرغ على فريق العمل ذاته الذي رسم مسار عمل المبعوثين السابقين.


في المقابل؛ قام مستشارو التنمية من بعثة الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا وهولندا وإيرلندا والسويد، بزيارة للمتابعة الفنية إلى صنعاء، خلال الفترة من 5 إلى 9 مارس/ آذار الجاري. الزيارة المشتركة هي الأولى من نوعها إلى شمالي اليمن منذ بداية النزاع، ويعتقد أنها مرتبطة بدراسة حاجات اليمن الاغاثية العاجلة وعلى المدى المنظور.


واعتبر بعض المراقبين أن هذه الزيارة التي استمرت لأيام تحمل رسالة سلبية  للتحالف العربي الذي طالما طالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف من حركة أنصار الله الحوثية.


تجدر الإشارة إلى أن الأطراف اليمنية المتحاربة، خاضت العديد من جولات التفاوض ومشاورات السلام خلال السنوات الماضية، استضافتها عواصم عربية وغربية، مثل مفاوضات الكويت، وجنيف بسويسرا، ومشاورات استوكهولم بالسويد.


لكن كل تلك الجولات لم تفضي إلى إيقاف نهائي للحرب، ولم ينتج عنها سوى اتفاقات لتبادل الأسرى أو وقف مؤقت لإطلاق النار في بعض المناطق، كما هو حال اتفاق استوكهولم الخاص بالمعارك في مدينة الحديدة غرب اليمن. وقد أدت الحرب إلى تدهور الوضع الإنساني في البلاد، فضلا عن سقوط 377 ألف قتيل بشكل مباشر وغير مباشر، وفق تقارير أممية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 4