العلاج المناعي لأورام المريء والمعدة

2022.03.11 - 12:22
Facebook Share
طباعة

 تصنف أورام المريء والمعدة ضمن الأورام السرطانية الأكثر انتشاراً على مستوى دول العالم، وخطورة هذا الورم تكمن في أن معظم المصابين به يصعب شفاؤهم عندما يصل الورم إلى المرحلة الرابعة، كما أنه من أكثر الأورام ضراوة؛ لتسببه في مضاعفات كثيرة تؤثر على صحة وحياة المريض،

لذا فإن الكشف المبكر من العوامل التي تساعد على الشفاء.


الطفرات الجينية

بحسب الدكتور فهد عبد العزيز سليمان المقبل، استشاري أورام وأورام كبار السن في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، فإن أورام المريء والمعدة لا تعد من الأورام الأكثر انتشاراً في السعودية أو في منطقة الخليج العربي بشكل عام؛ لأنه لا يصنف من الأورام العشر الأكثر انتشاراً كما ورد في آخر إحصائية في عام 2020 الصادرة من منظمة الصحة العالمية، بل يحل بالترتيب الرابع عشر. ولكن زيادة الوعي بهذا النوع من الأورام من الأمور الواجبة، فانتشار الوعي سيؤدي بشكل مباشر لتقليل الإصابة به؛ كونه يُعد أحدَ الأورام الشرسة خاصة في المرحلة الرابعة لتهديد الحياة، لكن تصل نسب انتشار أورام المريء والمعدة إلى نسب مرتفعة جداً في مناطق أخرى من العالم، وتتزايد نسب الإصابة بشكل كبير في كل من دول شرق آسيا مثل كوريا واليابان والصين، ودول أوروبا الشرقية ودول أميركا الجنوبية.


أكثر خمسة أورام انتشاراً في السعودية بين الرجال والنساء


أسباب الإصابة

وهناك عدة عوامل تساعد وتتسبب في ورم المعدة والبلعوم على رأسها التدخين بكافة أنواعه وتناول المُسكرات والسمنة، كما تتسبب بعض الطفرات الجينية، والتاريخ الوراثي له دور أساسي للإصابة بتلك الأورام. كما أن الإصابة المزمنة بجرثومة المعدة لها دور أيضاً بالتسبب بالقرحة وتغيير طبقة الأنسجة والخلايا الطبيعية إلى خلايا متحولة، أو ما يسمى بخلايا ما قبل سرطانية، ثم بعد فترة تتحول لخلايا سرطانية. وتعد إصابات الرجال أكثر من النساء في هذه الأورام.


أعراض ورم المعدة والمريء

وتتراوح أعراض ورم المعدة والمريء بين أعراض بسيطة مثل الإرهاق والخمول ونقص الوزن، وأعراض شديدة وواضحة مثل صعوبة الأكل والبلع للطعام تحديداً، ولاحقاً صعوبة حتى في الشرب وغثيان واستفراغ متكرر يصاحبه أحياناً استفراغ دم.


التحاليل المخبرية

وتبدأ رحلة العلاج بزيارة المريض للعيادة الباطنية ثم أخذ التاريخ المرضي الشامل مع الفحص السريري، ثم تبدأ مرحلة التحاليل المخبرية وعلى رأسها معرفة نسبة الهيموجلوبين، وهل يعاني المريض من فقر دم أم لا؟ إضافة إلى فحوصات شاملة أخرى لوظائف الكلى والكبد والأملاح، ويتوجه المريض إلى قسم المناظير لعمل منظار علوي مع الفم، ومن خلال كاميرا المنظار نستطيع مشاهدة جدار المعدة والمريء، وأخذ عينات إذا كان الجدار والأنسجة منظرها غير طبيعي وإرسالها على وجه السرعة لطبيب الأنسجة، ليتم قراءتها تحت المجهر وتميزها عن باقي الخلايا، ومعرفة اسم الورم الكامل وخصائصه، وعادة يستغرق ذلك أسبوعاً كاملاً لمعرفة اسم الورم. ثم تبدأ مرحلة معرفة مدى انتشار الورم في الجسم، وهل هو محصور أو متواجد في أماكن مختلفة (ورم من الدرجة الرابعة)، من خلال إجراء أشعة مقطعية للصدر والبطن والحوض، مع أخذ الصبغة عن طريق الوريد قبل الأشعة؛ لكي تكون صور الأشعة أوضح وأدق، ويستطيع طبيب الأشعة التمييز بين أعضاء الجسم الداخلية وما هو غير طبيعي. ومن أكثر الأماكن التي ينتشر بها ورم المريء والمعدة هي الغدد اللمفاوية البعيدة والكبد والرئة.


الخطة العلاجية

وتختتم مراحل العلاج بالمرحلة الأخيرة، وهي مرحلة الخطة العلاجية، ويتم رسمها والتخطيط لها من قبل طبيب الأورام وبالتعاون مع جراح الأورام، وأيضاً طبيب العلاج الإشعاعي إن استدعى الوضع.

 

العلاج الإشعاعي والكيماوي


وتنحصر علاجات أورام المعدة والمريء عادة في العلاج الإشعاعي مع الكيماوي في الوقت نفسه (جلسات إشعاعية يومياً باستثناء يومي الجمعة والسبت)، مع العلاج الكيماوي (خمس جرعات بمعدل جرعة كل أسبوع)، وذلك خلال خمسة أسابيع تقريباً، ومن ثم يكون هناك فترة راحة للمريض مدتها أربعة إلى ستة أسابيع ومن ثم يتم الاستئصال. أما بالنسبة للمعدة إذا كان الورم محصوراً، فالخطة العلاجية تبدأ بأربع جرعات علاج كيماوي مع مراعاة أن يكون بين الجرعة والأخرى أربعة عشر يوماً، وعند الانتهاء من أربع الجرعات الأولى يحصل المريض على فترة راحة بحدود أربعة أسابيع، ومن ثم يتم تصوير المعدة بالأشعة المقطعية، وبعده يتم تنويم المريض وتجهيزه لعملية الاستئصال، وعقب إجراء العملية الجراحية يمنح المريض فترة نقاهة وراحة مدتها أربعة أسابيع، وبنهاية فترة النقاهة يُعطَى المريض أربع جرعات كيماوي مرة أخرى، لكي يكون مجموع ما أخذه المريض ثماني جرعات. لكن في حالة ورم المريء والمعدة المتقدم (ورم من الدرجة الرابعة)، يتم العلاج فقط من خلال إعطاء المريض جرعات كيماوية تلطيفية مستمرة.

 

العلاج المناعي.. نقلة نوعية

أحدث العلاج المناعي نقلة نوعية بعلاج الأورام المختلفة بالجسم، ومن أبرزها أورام المريء والمعدة، فقد أثبتت الدراسات أن العلاج المناعي له دور كبير في كلتا الحالتين؛ الورم المحصور والورم المتقدم أيضاً. ومع الانتهاء من الخطة العلاجية للورم، يبدأ طبيب الأورام بمتابعة المريض على فترات متفاوتة في العيادة لعلاج الأعراض الناتجة من التدخل الجراحي أو الأعراض الجانبية الناتجة من الكيماوي -إن وجدت- وهناك هدف آخر من المتابعة وهو المراقبة في حال رجوع الورم -لا قدر الله- وتتم عملية المراقبة عن طريق الأشعة المقطعية، وتحاليل الدم وأحياناً المنظار إذا استدعى الأمر، وتصل فترة المتابعة إلى خمس سنوات.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5